4

308 27 1
                                    

"أنـــتِ الـنــور وســط عــتــمــتــي"

تأليف :شيماء عبد الله

الفصل الرابع

ماريا: حسنا تفضلي أنا أستمع لك.

كوثر: هل نستطيع الحديث على انفراد.

ماريا: بكل تأكيد، دعينا نذهب للمكتب، أمجد تستطيع المغادرة إذا أردت.

أمجد :سأنتظرك حتى تنتهي.

ماريا: حسنا.

تتبع أمجد كوثر بعينيه ولا يعلم كيف يفسر إحساسه من جهتها، وكذلك تصرفها الغريب معه وتجاهلها لها، ليحاول تذكر أين رآها، فتبادرت لذهنه ذكريات الأمس حينما رأسها في دار الطالبة وقال: إذن هذه أنت، يبدو أنها معقد من الرجال لذا لا تحادثهم، يبدو أن لها ماض سيئ مع أحد ما، ليست كسعيدة التي كانت تضحك معي وتبحث عن أي فرصة لتحادثني، فرق كبير بين من أعرفهم وهذه الإنسانة الغريبة.

عند كوثر جلست أمام ماريا التي قالت: تفضلي أنا أنصت.

كوثر: قبل كل شيء أرغب في طرح سؤال شخصي عليك.

ماريا: تستطيعين السؤال.

كوثر: هل تتبعين ديانة محددة.

ظهر التفاجئ على ملامح ماريا هاتفة: لقد فاجأتني بسؤالك، كنت أعتقد أنك ستسألينني عن أمجد، لكن على أي حال أنا لا أتبع أي ديانة.

استغربت كوثر من فهمها الخاطئ لها، وتساءلت عن السبب الذي جعلها تفكر أنها ستسألها عن أمجد، إلا أنها تجاهلت أفكارها وقالت: هذا يفسر غياب المصاحف من الميتم.

ماريا :عن ماذا تتحدثين.

كوثر: أنت لا تتبعين أي ديانة، ويبدو أنك أجنبية أيضا، لكن يبدو من كلامك أنك قضيت فترة طويلة في المغرب، ولا بد أنك تعلمين أن سكانه مسلمين، وما ستجدينه في منزل كل مسلم هو القرآن الكريم، بينما أطفال الميتم لا يملكون ولو مصحفا واحدا، وهذا قد يبعدهم عن ديانتهم، وحتما هذا لا يصح.

ماريا: هل أنا السبب؟

كوثر: من ناحية أجل أنت السبب، لكن بالنظر لعدم معرفتك بأمور ديننا فأنا أعذرك، ولقد أحضرت اليوم لنجد حلا لهذا الموضوع، وأتمنى أن تعي أن هؤلاء الأطفال يملكون ديانة لا يجب أن يتخلوا عنها.

ماريا:أنا أتفهم هذا، لكن ما الذي قد أفعله لأصحح خطئي.

كوثر: لقد كلفت شابا معي في الجمعية ليحضر المصاحف، وسأحاول أن أزور الميتم في أوقات فراغي لأدرس الأطفال أهمية دين الإسلام، وهذا بالتأكيد في حال وافقت.

ماريا: بالتأكيد سأوافق، فأنا لا أملك سببا يجعلني أرفض، مرحبا بك في أي وقت.

شكرتها كوثر على تفهمها، وما إن كادت تقوم، حتى أوقفتها ماريا قائلة :هل أستطيع سؤالك عن شيء؟

أنت النور وسط عتمتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن