5

208 18 4
                                    

أنـــتِ الـنــور وســط عــتــمــتــي"

تأليف :شيماء عبد الله

الفصل الخامس

كادت حليمة أن تقترب منه لتحركه حينما لم يجبها، لكنه رفع عينيه فجأة وما إن رآها حتى عقد حاجبيه وقال: ما الذي تفعلينه هنا؟

حليمة :سيدي طرقت الباب كثيرا وحينما لم تجب دخلت، و ناديتك أكثر من مرة لكنك وعلى ما يبدو شارد.

هتف بصوت حاد :في المرة المقبلة إذا لم أجب لا تفتحي الباب، وعودي من حيث أتيت.

ضغطت حليمة على قبضة يدها وقالت :حسنا سيدي.

أمجد :ما الذي تريدينه.

حليمة: جئت لأرى إن كنت تحتاج شيئا.

أمجد :لا أريد منك شيئا.. أو مهلا أريد سؤالك.

حليمة: تفضل سيدي.

أمجد :الفتاة التي أتت مكان سعيدة جيدة أم لا.

حليمة :أعتقد يا سيدي أن تلك الفتاة مجرد مراهقة، لكننا مجبرون على تقبلها خلال هذه الفترة حتى تعود سعيدة.

عقد أمجد ذراعيه هاتفا: لماذا نعتتها بالمراهقة ؟ هل قامت بتصرف غير لائق.

حليمة :لا يا سيدي لقد أتت ولم تعطي أي درس، كانت تردد مجرد تراهات، وحتى الفتيات كنا في انتظار نهاية الحصة بفارغ الصبر على غير العادة.

أمجد :هل قضت ذلك الوقت كله معكم ولم تفعل شيئا؟

حليمة :أجل يا سيدي وتتصرف بشكل سيئ.

صمت أمجد ينظر لها لثواني، ويقارن كلامها المنافي لما رآه في التسجيلات، إضافة لمديح ماريا لها طيلة اليوم، ثم قال: إذا فلتتواصلي مع مسؤول الجمعية وأخبريهم بهذا، نحن لا نرغب في أشخاص دون فائدة معنا.

بلعت حليمة ريقها، وشعرت بالمصيبة التي أوقعت نفسها فيها بعد أن لاحظت اهتمام أمجد بكوثر لترغب في تشويه صورتها أمامه، خاصة بعد أن أحرجتها ذلك اليوم.

حليمة:اظن يا سيدي أن نتحملها خلال هذه الفترة.. أقصد سعيدة لا تستطيع المجيئ الان، وإذا لم نقم بهذه الحصص سيقلل هذا من سمعة دار الطالبة.

نظر لها أمجد مطولا وقال: أتعلمين يا حليمة ما هو أكره شيء عندي.

حليمة: لا يا سيدي.

أمجد :أكره النفاق، ومع النفاق يأتي الكذب، وأنت فعلت الاثنين، من جهة تنافقيني رغم أنني لا أعجبك، ومن جهة تكذبين علي تلك الفتاة رغم أنها قامت بعمل جيد، وعلى العكس لأول مرة أجد الفتيات يتفاعلن معها كما لم يفعلوا من قبل مع سعيدة.

توسعت عيون حليمة لكنها تحكمت سريعا في ملامحها هاتفة: لا يا سيدي لا يوجد شيء من هذا.

أنت النور وسط عتمتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن