12

178 22 3
                                    

"أنـــتِ الـنــور وســط عــتــمــتــي"

تأليف :شيماء عبد الله

الفصل الثاني عشر

أخذت الشرطة عزيز، لتتحدث كوثر قليلا مع ثورية قبل أن تغادر، ثم جلست بجانب خديجة واضعة يدها على كتفها وقالت :هل أنت بخير الان يا خالتي؟

خديجة :الحمد لله والشكر له، لا أعلم يا إبنتي كيف أدفع لك مقابل جميلك.

كوثر :أنت في مقام أمي، وهذا واجب علي، وأنت الأن يكفي أن ترفعي قضية وأنا سأساندك وحقك وحق أبنائك سيعود وقتها.

خديجة :لكن ما ذنب زوجته وأبنائه كي أحرمهم منه؟

كوثر: بعض الأمور يا خالتي تستلزم الأنانية، ويجب أن تقدمي أولوية لنفسك، وإذا فكرت قليلا في الموضوع هو لم يهتم بزوجته حينما أراد الزواج بك، ولم يحترم مشاعرها، بل لن أستغرب إذا كان هددها كي توافق على زواجكم، وأنت حينما ترفعين عليه هذه القضية ستفيديهم وتريحيهم من شخص سيئ مثله.

وصال: أمي كوثر محقة، إلى متى سنتحمل أفعال عمي؟ هل ستصمتي حتى يفعل بي شيء ويبيعني لرجل عجوز؟ أو يخطف معاذ ويخلي أثره ويتركنا خلفه نكاد نجن.

صمتت خديجة قليلا تفكر في كلامهم، وقد نفذ صبرها هي الأخرى، ولم تعد تتحمل أفعاله، لتقول لها كوثر: أنصتي لزوجة أخي يا خالتي ودعينا نرفع عليه هذه القضية.

خجلت وصال حينما نعتتها كوثر بزوجة أخي، ولم تستطع النظر لهم، لتصدح ضحكات كل من خديجة وكوثر، بينما معاذ لم يكن يعي شيئا وقال: زوجة أخاك! ما الذي لا أعرفه؟

كوثر :أخي يريد الزواج من أختك، وإذا وافقتم ستأتي بعد غد للقيام بالرؤية الشرعية، وبعد أن تصلي وصال صلاة الاستخارة تتخذ القرار المناسب، إما أن توافق أو ترفض.

خديجة :مرحبا بكم يا إبنتي، البيت بيتكم.

كوثر :إن شاء الله.. ماذا قررت الان في موضوع عزيز؟

خديجة :تحملته كثيرا، وللصبر حدود، وقد نفذ صبري، دعينا نذهب للإبلاغ عنه.

كوثر :جهزي نفسك لأرافقك، وأنا سأتكلف بالباقي، ومن الأساس لدينا دليل وشهادة السيدة ثورية، إضافة للهاتف الذي سرقه مني.

صدمت وصال مما سمعته وقال: هل كان الشهص الذي سرق هاتفك ذلك اليوم؟

كوثر :أجل؛ لقد أرسل ذلك الرجل ليسرق هاتفي ويمسح الدليل الذي أملكه، لكنني أساسا قمت بإحتياطاتي وقمت بحفظه في البريد الإلكتروني الخاص بي.

رافقت خديجة كوثر وقامت بالإبلاغ عن عزيز، وقد كانت كوثر خير عون لها، خاصة أنها لم تكن تعرف شيئا بخصوص هذه المواضيع، وحينما أنهوا غرضهم عادت كل واحدة لمنزلها، و أخبرت أخاها ووالدتها بما فعلته، فسعد يونس بشدة حينما تخلصت وصال من عمها، بينما رقية سعدت بخبر زواج إبنها الذي بات يقترب، ودعت مع إبنتها أن يرزقها الله الزوج الصالح.

أنت النور وسط عتمتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن