"أنـــتِ الـنــور وســط عــتــمــتــي"
تأليف :شيماء عبد الله
الفصل الرابع عشر
نظرت كوثر للفتيات وقالت: السلام عليكم، كيف حالكم اليوم؟
_بخير الحمد لله، وأنت يا أستاذة.
كوثر :بخير الحمد لله.. اليوم سنتحدث عن موضوعين، أحدهما قبل صلاة المغرب، والثاني بعد الصلاة.. أول موضوع سنتطرق له اليوم هو الظلم.
لفت الموضوع انتباه الفتيات، واتضح من ملامحهم أن أغلبهم تعرض للظبم مسبقا، أو ظلموا أحدا، وكذلك المشرفة ركزت معها بعد أن سمعت مديح الفتيات لكوثر.
كوثر :الظلم صعب، وأصعب مما تتخيلون، وللأسف توجد فئة إذا لم يظلموا أحد لا يشعروا بالراحة، لكن هل سبق لكم معرفة أن الظالم قد يحرم من الجنة بسبب شخص رفض أن يسامحه؟
هتفت فتاة قائلة :لهذه الدرجة.
كوثر: اجل، الله عز وجل يقول للعبد المظلوم يوم القيامة : «انظر إلى هذه الدور والقصور، ويقول له: «هي لك إن عفوت عن أخيك»، وإذا عفا عنه، يقول: «خذه وأدخل به الجنة».
_وإذا لم يسامح المظلوم ما الذي يحدث؟
كوثر: إذا تعرض للظلم ولا زال في الحياة يوكل أمره لله عز وجل، وحينما يقول "حسبي الله ونعم الوكيل في ذلك الشخص الذي ظلمني"؛ فهذا يعتبر أحسن دعاء قد يقوله المظلوم، والله عز وجل يعيد له حقه حتى لو مضى عليه سنين.
صمتت كوثر لثواني تفكر في دعاء آخر وقالت: ويوجد دعاء أخر هو "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك".. تخيلوا عبدا ضعيفا مظلوما دعوته مستجابة وكل أمره لله عز وجل، في نظركم هل سيفلت الظالم من العقاب.
لمياء :وفي حال اعتذر الظالم وسامحه المظلوم، هل سيعاقب؟
كوثر : إذا كان الظالم نادما على ما فعله، واعتذر من قلبه، والمظلوم سامحه، ففي هذه الحالة يعفى من العقاب، لكن هل سينسى المظلوم يوما ما حدث؟ على الأغلب لا، فالإنسان إذا ظلم يتناسى لكنه لا ينسى يوما، وهناك فرق كبيرة بين النسيان والتناسي، والظالم قد يفلت من العقاب لكنه سيخسر المظلوم، خاصة إذا كان يعامله جيدا فيما قبل وقريبا منه، فيضع بعدها حدودا بينهم.
تحدثت إحدى الفتيات قائلة: لدي سيدة من العائلة تزوجت قبل ثلاث سنوات ولديها طفل الان، وزوجها في البداية أخبرها أنهم سيعيشون في بين منفصل عن العائلة بعد فترة قصيرة من زواجهم، لكنه لم يفعل شيئا مما خططوا له، وأصبحت خادمة لدى والديه وإخوته، وبات هو الآخر يضربها، وإذا ضاع شيء من المنزل يتهمونها بالسرقة، ويظلمها الجميع، وفي الأخير اتضح أن أخ زوجها هو السارق، ويبيع كل ما سرقه ليحصل على المال، ورغم اكتشافهم للحقيقة لم يكلف أحدهم نفسه للاعتذار منها رغم اكتشافهم ظلمهم لها، ولا زالت متحملة فقط من أجل إبنها.. فما رأيك أنت؟
أنت تقرأ
أنت النور وسط عتمتي
Short Story"أنـــتِ الـنــور وســط عــتــمــتــي" تأليف :شيماء عبد الله هو: أنا عنيد لا أرضخ لأحد، وبعينيك الفاتنتين سحرتني، فهل لك أن ترضخي أنت وتتوغلي داخل جزيرة عشقي، وتنعمي برائحة الهوى يا أيتها العفيفة. هي: وأنا مستعدة أن أركع خلفك، وأدخل رفقتك الجنة، فهل...