17

241 26 2
                                    

"أنـــتِ الـنــور وســط عــتــمــتــي"

تأليف :شيماء عبد الله

الفصل السابع عشر

أمجد :لما لا تعيش مع والدي؟ ما بهم والدي؟

يونس :أظن أنه يجب أن تحدثها بنفسك وتدعها تشرح لك كل شيء.

كان أمجد يضم يده على شكل قبضة، وحاول جاهدا الحفاظ على آخر ذرة هدوء عنده، بينما هو يحاول استيعاب كيف لفتاة مثل كوثر معروفة بأخلاقها وتربيتها الحسنة أن تقلل من قيمة أقرب الناس له، عقله لم يستطع تقبل الجانب السيئ من شخصية كوثر، قلبه كان يعارض عقله، بينما عقله يؤكد له أن النساء ماديات، وقلبه يدافع عن ملكته بكل قوة، وهو لكي يضع حدا لهذا الصراع قال: هل لي أن أتحدث مع كوثر؟

يونس :بطبيعة الحال سأناديها الان.

خرج يونس مبتسما وقال بصوت خافت: سأرى إن كنتما ستنجحان في هذا الاختبار أم لا.

توجه لغرفة كوثر ونادى عليها، فارتدت حجابها وتوجهت نحو غرفة جلوس أمجد، بينما هي تجهل طلب لقاءه لها، وكذلك يونس لم يجبها عن أسئلتها.

كوثر :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا رد هو ما تلقته كوثر، في حين عيني أمجد كانت متبثة عليها بشكل غريب، فجلس أمامه بينهم طاولة، لتقول :أخبرني أخي أنك تريد محادثتي في موضوع مهم.

أمجد :هل هذا ما قاله يونس حقا؟

لم تفهم كوثر ما يعنيه، لتقول :لا أعلم عما تتحدث.

أخذ أمجد نفسا عميقا وقال :لما لا تريدين أن تعيشي مع والدي، أنا في الأساس لا أهتم إن كنا سنعيش معهم أم لا، لكن الطريقة التي عبرت بها عن رفضك تدل عن تقليلك من قيمتهم.

رفعت كوثر عينيها سريعا نحوه من الصدمة، وحينما استوعبت غض بصرها مجددا تستغفر الله وقالت :متى قللت أنا من قيمتهم؟

أمجد :وماذا يعني شرطك حينما قلت إما أن تعيشي في منزل منفصل أو لن يتم هذا الزواج؟

عقدت كوثر حاجبيها مستغربة من حديثه، هي بالفعل رفضت العيش مع ماريا وديفيد لكن ليس بهذا الأسلوب، لتترجم أفكارها على هيئة سؤال قائلة: من قال لك هذا؟

أمجد :من سيقول هذا غير أخاك يونس.

مسحت كوثر على وجهها بيدها تتوعده قائلة :حسابك معي يا يونس، انتظر فقط.

أمجد :كوثر أنا أنصت لك، لا أريد أن أحكم عليك قبل أن أسمع ما ستقولينه.

ابتسمت كوثر على كلامه ثم هتفت بصوت هادئ: في حال تزوجنا وأخبرك صديق لك أنه سيعيش معنا في نفس المنزل، هل ستوافق ؟

أنت النور وسط عتمتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن