11

251 26 1
                                    

"أنـــتِ الـنــور وســط عــتــمــتــي"

تأليف :شيماء عبد الله

الفصل الحادي عشر

لاحظت ملاك أن الأجواء بدأت تتوتر فقالت: صحيح يا كوثر لما هاتفك مغلق؟

كوثر :لم يعد هناك وجود لهاتف من الأساس.

ملاك: هل كسر.

ضحكة استهزاء ارتسمت على وجه كوثر قبل أن تقول :بل سرق.

شهقت رقية هاتفة: هل أذاك أحد.

كوثر: لم يحدث لي شي، هو كان يريد الهاتف فقط وأخده، ومن حسن حظه أنني لم أنتبه له وإلا كنا في مركز الشرطة الان.

تعالت ضحكات ملاك حينما تذكرت طفولتهم، فقد كانت كوثر مشاغبة، ولا زالوا يتذكرون ذلك اليوم الذي سب فيه أحد الأولاد والديها فضربته بقوة، وقد تمادت قليلا حتى بلغ عنها والدي الطفل.

ملاك: ذكرتني بسعيد الذي ضربته أمام الجميع، ووصل بكم الأمر لمركز الشرطة.

تعالت ضحكات الجميع كذلك، ليقول يونس: لا زلت أتذكر مظهر الطفل المسكين، وحينما وقفت أمام الشرطي مثلت دور البريئة المظلومة بكل نجاح، حتما لا أستطيع نسيان ذلك اليوم.

كوثر :ولقد كنت حقا بريئة منذ البداية، هو المخطئ الأول، فكان عليه أن يبتعد أو يغفلني مثلما فعل السارق اليوم، وإلا عقابه معي سيكون عسير.

فاطمة: احذري يا إبنتي، النفوس أصبحت سيئة، يجب أن تخافي من هذا النوع أكثر.

كوثر :لا يا خالتي، أنا لا أتفق معك، لم يكن الخوف يوما حل، إذا كنا سنخاف حقا فلنخف من الله عز وجل، ونخاف أن تقبض روحنا قبل أن نفعل شيئا يشفع لنا بها أخطاءنا فث الآخرة؛ لكنني لم أستطيع الخوف من إنسان مثلي، وحتى لو كان مجنونا يضرب الناس الأحجار، وقفتها سينظر لي بحدة وأفعل المثل، حتى أرى من سيخسر في الأخير.

يونس :يبدو أنك تخططين لمصيبة جديدة، سترك يا رب.

ملاك :أنت محق يا يونس، يبدو أنها حقا تنوي فعل كارثة جديدة.

جمال: لما تظلمون الفتاة الان؟ هي هادئة وتتحدث بصوت هادئ فلما تشككون بها هكذا؟

ملاك: هذا هو الهدوء قبل العاصفة، كان يجب أن يسمى كوثر في نظري.

كوثر: ألا موضوع تتحدثون فيه غيري، اهتموا بشؤونكم قليلا ودعوني وشأني.

ملاك: ها نحن سنصمت حتى نرى ما تخططين له.

ابتسمت لها كوثر، وهتفت في نفسها :أنوي تربية بعض الأشخاص، لأنه وعلى ما يبدو أن والديهم حينما كانوا يربونهم لم يستمعوا لهم ووضعوا سدادات على أذنهم.

أنت النور وسط عتمتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن