7

201 21 2
                                    

"أنـــتِ الـنــور وســط عــتــمــتــي"

تأليف :شيماء عبد الله

الفصل السابع

حليمة: لا أعلم هدفك لكن أسلوبك يدمر أخلاق البنات، كيف تسألينهم إن كانوا في علاقة حب؟ هل أتوا للدراسة أم لإنشاء علاقات حب.

كان أمجد يشاهد ما يحدث، وسخر منها كونه يعلم جيدا من هي حليمة، وقارنها بكوثر التي لا تحادث الشباب وإذا اضطرت لمحادثة أحد لا تنظر له، وقد رأى هذا حينما كانت في الميتم ولم تحادث الشباب الذين معها في الجمعية إلا للضرورة، بينما حليمة كانت على عكسها تماما، وقد كانت على علاقة مع سائق الحافلة التي تقل الفتيات لمنزلهم كل سبت، والذي تقضي اليوم بأكمله وهي تحادثه.

أمجد :من الواضح من سيفسد أخلاق الفتيات بينكما.

كوثر حافظت على هدوئها رغم كل شيء وقالت: ربما أخطأت في طريقة طرحي لسؤالي، وفي الأساس لم أكن أنتظر إجابة فعلية، وإنما كنت أمهد لموضوع منتشر في وقتنا الحالي وهو العلاقة بين فتاة وشاب، أو لأكون صريحة أكثر العلاقة غير الشرعية بين فتاة وشاب.

شعرت حليمة أن كوثر تتحدث عنها، وهذا جعلها تغضب أكثر وقالت :ما الذي تعلمينه للفتيات؟ ما هذه المواضيع التي بلا قيمة؟ ما أعلمه أن جمعيتكم محترمة والأستاذة سعيدة لم تتحدث يوما عن مواضيع كهذه، فكيف تجرأت أنت وتحدثت عن هذا.

كوثر: لا أفهم لما تحسست من الموضوع بهذا الشكل، هذا موضوع عادي، وبالعكس يجب أن نناقشه لأنه منتشر، و رجاءا قبل أن تسمعي ما لدي لا تقاطعيني مجددا.

حليمة: ليس لدينا ما نفعله بمواضيع تافهة كهذه، والباب تعلمين موقعه اخرجي منه.

ابتسمت لها كوثر وعقد ذراعيها هاتفة: وبأي صفة تطرديني.

غضبت منها حليمة وجذبتها من ذراعها قائلة: هيا أمامي فورا.

انمحت ابتسامة كوثر، وظهرت ملامح الجدية على وجهها، وقد تغيرت شخصيتها في ثانية تقول بصوت حاد: آنسة حليمة دعيني أحترمك، وأحترم أنك أكبر مني، لأنك إن تماديت أكثر لم أضع اعتبارا لشيء، وسأنسى ما تربيت عليه وأنزل لمستواك أريك التعامل السيئ على أصوله، لا يعني أنني ضحكت معك وعاملت بشكل جيد من قبل أنني سأسمح لك بالتقليل مني، انتبهي لنفسك وإلا لن يعجبك ما سأفعله.

الصدمة كانت هذه المرة من نصيب شخصين، حليمة التي لم تتوقع أن تجيبها كوثر بهذه الطريقة، وأمجد الذي كان يعتقد أن كوثر مجرد فتاة ضعيفة، إلا أنها أتبثت له حاليا العكس، وقد انطبقت عليها مقولة "قوية كالحرب، ناعمة كالسلام".

حليمة: ما الذي تقولينه أنت، يبدو أنك نسيت أنك أتيت لتقومي بعملك لا غير.

كوثر: أنا لم أنسى لكن وعلى ما يبدو أنك من نسيت أنك أيضا مجرد عاملة هنا، وأنت من قاطعت عملي، وفي هذا الوقت الذي أضعته معك كان من الممكن أن أقدم معلومة للفتيات لم يكونوا على علم بها، وربما أنت أيضا لا تعلمينها، أو تعلمين ما هي لكنك لا تريدين أن تعرفها الفتيات كذلك لهدف داخل رأسك.

أنت النور وسط عتمتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن