•5•__

5.6K 255 2
                                    

•5•__

" حتى وإن تلفتت حولك ألاف المرات،  وإن خبأت داخِل صدرك شيئًا ما وتعاملت مع من حولك بتلقائية،  لابُد أن عثرة صغيرة غير مقصودة منك تُفشي عن سِرك،  وتجعلك في قلق دائِم،  المُشكِلات لا تنتهِ بإخفائها..  لابُد أن تواجه العاصفة لأن حتى الأبواب المُختبيء منها خلفها،  ستقلعها من جذورها وتصِل إليك!_ بقلمي

* أميريكا / منزل نوح

خرج من الحمام وهو بالبنطلون بتاعه وصدره عاري،  كان بينشف شعره بالفوطة وبيقول:  ثواني هغير البنطلون وأظبط نفسي وأجيلك.
شال الفوطة عن وشُه لقى رفيف واقفة قُدامه بتترعش ووشها مصدوم،  مش معيطة حتى،  رفع حاجب بإستغراب وهو بيقول:  مالك يا حبيبي التعب زاد عليكي؟
كانت بتحاول تدفي جسمها بإيديها الإتنين وقالت بشفايف بتترعش:  هسألك السؤال مرة واحدة وتجاوبني عليه من غير كذب.
نوح بإستغراب:  سؤال إيه مش فاهم! 
رفيف بنبرة عياط وغصة:  إنتوا عملتوا أي حاجة هنا أو أذيتوا حد بشكل أو بأخر من ساعة ما جينا أميريكا؟ 
بلع الرايق ريقُه وبص على إيديها التانية لقاها ماسكة فونه.
فقال وهو بيحاول يتدارك الموقف:  إهدي طيب هفهمك بالراحة وبالعقل.
رفيف ودموعها نزلت أخيرًا قالت وهي بتحرك راسها يمين وشمال:  لا،  لا حرام عليكم والله،  دا إحنا قولنا بتعملوا كدا بدافع الإنتقام من اللي أذوكم بس طلعت دي طبيعتكُم،  قولنا هتهدوا ونفسيتكم هتتحسن لما نسافر سوا ونعيش في أمان معاكُم ومع ولادنا،  بس دا محصلش!
حط الرايق الفوطة على كتفه وهو بيبل شفايفُه وبيقول:  طب ممكن تهدي وتسمعيني بس أفهمك اللي حصل؟
فتحت رفيف بوقها وحطت إيديها على ظهرها وهي بتقول:  يعني حصل حاجة فعلًا.
كشر نوح وهو بيقول:  يا حبيبتي مش زي ما إنتي فاهمة!  إديني فرصة أشرحلك.
بدأت تتأوه والوجع بيزيد عليها وقالت بهستيريا:  أنا عاوزة أرجع مصر،  هنا مش زي مصر..  هنا هيموتونا
الرايق بإستغراب:  هما مين،  متقلقيش إحنا عدينا كل الصعب،  إهدي بس عشان صحتك وصحة البيبي.
كان جسمها بيتطوح يمين وشمال فراحلها الرايق بسرعة وسندها بإيديه وهو بيحكها على الكنبة تاني.
حط إيده على وشها فبعدت إيده وهي بتزعق وتقول:  إبعد عني،  خبيت عني ليه إنكم رجعتوا لكدا..  حرام عليك كان نفسي نعيش مرتاحين وإبننا جاي.
حك الرايق صوابع إيديه بين خصلات شعره وقال وهو بياخد نفسه:  لما روحنا نجيب الحطب من الغابة،  طلع علينا واحد أمريكي سكران..  وقعد يهبل بكلام عننا ونرجع بلدنا والحوارات اللي زي كدا،  عزيز كالعادة مقدرش يتحكم في نفسه ودبحه،  وإضطرينا نرمي الجثة في النهر..  مقولناش ليكم عشان متقلقوش هي كل حاجة حصلت فجأة، وبقالي يومين في واحد باعتلي فيديو لينا وإحنا بنعمل كدا يعني مصورنا وبيهددنا.
خبطت رفيف على صدرها وهي بتقول:  يالهوي يالهوووي يالهوووي.
مسك نوح أكتافها وقال:  متقلقيش،  وحياة أمه لأجيبه،  صدقيني أنا بعمل كدا عشان أحافظ على عيشتنا الهادية اللي وصلنا ليها بعد كل دا،  أنا مضطر أتصرف لأن عزيز مبيتصرفش بحكمة زي ما إنتي شايفة ورطنا إزاي،  وأمير مكتئب وكل حاجة بيفكر فيها المو|ت،  وعيسى معايا بيساعدني.
عيطت رفيف وهي بتقول:  يعني حتى هنا مش هنرتاح خلاص،  حتى هنا هنعيش في قلق وخوف.
سحبها الرايق لحضنه وقال:  إيديني يومين بالظبط وهعرف دا مين وهطلع تلاتة ميتين اللي خلفوه،  والله ما عملت حاجة غير إني خفيت الجثة معاهم وبحاول أعرف مين بيبعت،  أنا مخذلتكيش وعزيز ميقصدش هو دمه حامي زي ما إنتي عارفة.
رجعت رفيف راسها لورا وهي بتقول:  الضغط عالي عندي،  مش عارفة أخد نفسي.
نوح بندم إنه حمالها:  طب إهدي عشان خاطري إهدي أوعدك الموضوع دا هيتحل حتى لو إضطرينا نروح بلظ تانية
أتعدلت رفيف وقالت بعياط:  لسه هنروح بلد تانية ونبدأ من جديد!! 
نوح قالها عشان يطمنها:  لا مش محتاجين دا أنا بقولك الموضوع هيتحل.
مسك نوح إيديها وهو بيقول:  مش إنتي بتثقي فيا؟ 
بصتله رفيف ومكانتش عارفة ترد،  كل حاجة كانت مخوفاها اللحظة دي وكانت خايفة تقوله.

' عودة سُـــفــراء العــبــﺚ 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن