رواية عودة سُفراء العبث الفصل السادس والعشرون بقلم روزان مُصطفى.
•26•_
" ستجدني صابِرًا في بعض الأحيان، وأوقات أُخرى ستشعُر أن الشخص الذي أمامك قد فقد كُل صكوك العقل والإتزان.. حتى أنهُ مِن فرط ما هو مُتعب سيُهيأ لك أنك تراه يتخلص من حياتهُ للأبد، كِلاهُما أنا وأرجو أن ينتصِر الشخص الأول "_بقلمي.
* صباح اليوم التالي / غُرفة مياسة في المشفى.
كانت مياسة بترتِب حاجتها لإن سيلا لعبت في الأوضة طول اليوم، سمعت صوت تخبيط على باب الاوضة تخبيط هادي وراقي فقالت بهدوء: إتفضل.
عدلت شعرها لقت كينان دخل وقفل الباب وراه وهو بيقول بإبتسامة هادية: صباح الخير مدام مياسة، أرجو مكونتش أزعجتك.
مياسة بإبتسامة: لا خالص أنا صاحية وبروق، إتفضل!
شاورتلُه على الكنبة فقال كينان: لا تسلمي أنا بس جاي أخُد سيلا عشان مامتها تشوفها لإنها فاقت.
إتسعت إبتسامة مياسة وهي بتقول بسعادة: بجد سيليا كويسة؟
كينان بإبتسامة على رد فعلها: أه الحمدُلله وحقيقي مش عارفين نشكُرك إزاي إنك أخدتي بالك من ولادها.
مياسة بتأثُر: تشكُرني إيه بس يا كينان بيه دا أنا قلبي وجعني على الولاد وعلى اللي حصلها، بدر صاحي أنا غيرتلُه المُمرضات جابولي غيارات ليه من قسم الأطفال، بس سيلا نايمة لإنها طول اليوم بتلعب.
كينان بحنان: لو إحتاجتي لأي شيء أنا موجود..
خرج من جيبُه كارت وقال وهو بيديهولها: دا الكارت بتاعي عليه أرقامي الشخصية والواتس أب، في حال لو كان في أي شيء أقدر أساعدك بيه في أي وقت.
ظهرت على ملامح مياسة شعور لطيف بإحساس الأبوية اللي عامله ليها كينان وقالت بسعادة: ربنا يخليك مش عارفة أقولك إيه.
كينان بهدوء: لو سيلا صحيت خلي بس المُمرضة تاخُدها هي وبدر الصُغير لمامتها هي في الأوضة اللي جنبك، أستأذنك عشان هنروح نجيب جوزك وصحابُه
مياسة بسعادة مُضاعفة: بجد! الحمدُلله الحمدُلله.
إستأذن كينان وخرج من أوضتها وقفل الباب، لقى بدر في وشُه بيقوله: الولاد نايمين ولا إيه؟
كينان بهدوء: أه لسه نايمين هي قالت لما يصحوا هتاخدهُم بنفسها لسيليا عشان متزعجهُمش.
بدر بتنهيدة: كتر خيرها، هتيجي معايا وإحنا رايحين نجيبهُم؟
كينان وهو بيشاور برقبتُه: أه يلا بينا، على فكرة قاسِم طالِع في مُداخلة على الهواء إنهاردة مع المُذيع البارد دا.
بدر بهدوء: متقلقش قاسِم ذكي هيعرف يهندلُه.
رفع كينان أكتافُه وهو ماشي ورا بدر وقال: مش قلقان أصلًا بس ببلغك.* داخِل المشفى الأخرى / رفيف وصِبا والطبيبة النفسية.
عدلت صِبا المخدة لرفيف وهي بتقعدها بعد ما ساعدتها تاخُد شاور، سندتلها راسها وضهرها وهي بتقول: بُصي إحنا لازم نتطمِن على التانيين، سيليا ومياسة منعرفش عنهُم حاجة بقالنا كذا يوم.
رفيف بدموع وهي بتبُص لصِبا: ونوح! والباقي؟
إتنهدت صِبا وهي بتقول: لسه مستنية أي خبر مِن الشُرطة من يوم ما جُم يحققوا معانا وقت اللي حصل ومفيش أي أخبار، متقلقيش هيكونوا بخير.
سندت رفيف على كوعها وبالإيد التانية مسحت دموعها وهي بتقول: هيكونوا بخير إزاي بس ومفيش أي أخبار عنهُم لا كويسة ولا وحشة، حسبي الله ونعم الوكيل مش عارفة الدُنيا ملطشة معانا كِدا ليه
الطبيبة النفسية: عادة إحنا اللي بنروح أقسام الشُرطة ونتواصل معاهُم لو في حاجة تخُصنا الكلام دا هِنا في أميريكا، خصوصًا لو القضية فيها كذا طرف مُشترِك فأكيد الحكومة مش هتلِف عليهُم واحِد واحِد.
صِبا بتكشيرة وضيق: واللي إسمُه ليث دا! مخفي فين، مُستحيل يكون رجع مصر دا شيطان.. ولا هو مبيظهرش غير لما يقبُض عليهُم؟
بصت رفيف بعيون معيطة لصِبا وقالِت: مُتأكِدة إن هو اللي شيطان؟
بلعِت صِبا ريقها وعينيها زاغت بعد ما فهمِت قصد صِبا..
![](https://img.wattpad.com/cover/367638603-288-k836643.jpg)
أنت تقرأ
' عودة سُـــفــراء العــبــﺚ '
Actionقد عاهدت ذاتي، وعاهدت الجميع في المرة الأخيرة، أنني تركتُ العبث خلفي، ورحلت.. ها أنا ذا أنكُس بـِ عهدي رغمًا عني، لقد حاولت أن تظل الهالة المُسالِمة حولي، لكِن أجنِحة الشيطان تملكتني، وأخفت تِلك الهالة، سفير العبث يُحدِثكم الأن وهو مُستظِل ب...