•17•__

5.5K 229 1
                                    

عودة سُفراء العبث الفصل السابِع عشر بقلم روزان مُصطفى.

•17•__

" جميع الأسئِلة التي تُثيرُ الضوضاء داخِل عقلك،  ستُجيبك عليها الأيام لاحِقًا،  حبوبك الطبية حتى لا تُصاب بِكارِثة الجنون،  هي الصبر والترقُب " _بقلمي

بص نوح لشاشة فونُ ووشُه بهت وإصفر،  وفجأة تنهد بإرتياح وهو بيقول:  إتخضيت،  كُل ما تجيلي رسالة وشي يبهت كِدا كإن في مصيبة هتتبعتلي.
رفيف بتعب:  ربنا ما يجيب مصايب كفاية اللي شوفناه.
عزيز وهو بيحرك المفاتيح بين صوابِع إيديه:  إنتوا ليه بتتعاملوا كإن كارثتنا خِلصت خلاص؟  على فِكرة اللي إسمُه ليث ومنال دول مش هيمشوا من هنا غير لما يرجعونا مصر معاهُم يعني مينفعش نضيع الفلوس اللي معانا في إستقرار هِنا برضو طالما عِرفوا مكاننا! 
عيسى بتكشيرة:  أيوة يعني بتلمح لإيه؟  اللي مينفعش بجد هو إننا نروح بلد تانية ونبتدي من أول وجديد بعد كُل المصايب اللي عملناها هِنا وفي مصر،  أصل بُص هِنا هيلاقوننا وهِناك هيلاقونا.
أمير بتركيز مع كلام عيسى قال بإندفاع:  أيوة مش فاهِم تقصُد إيه بقى؟
نوح وهو بيسقف عشان يسكتهُم:  إيه يا جماعة،  إيه يا جماعة!  هنمسِك في بعض وكُل واحِد هياخُد الجُملة كإنها عليه؟  مينفعش كِدا هنِهدا وهنفكرلهُم في حل.
أمير بعصبية:  ما دا نفس إقتراح البيه " يقصُد عيسى "،  حل إيه اللي هنشوفهولهُم عاوزينا نقتلهُم
رفع نوح حواجبُه علامة الصدمة وهو بيقول:  أعوذُ بالله حد جاب السيرة الوحشة دي؟  بعدين إسألنا قصدِنا إيه قبل ما تتعصب وتفقِد أعصابك،  كُل اللي قولناه هنشوفلهُم حل،  إيه الحل بقى لسه هنفكر.
أمير وهو بيرفع أكمام قميصُه:  ما هي كُل ما بتعطل معاكُم بتقتلوا.
شاورلُه نوح بصوابعه وهو بيقول:  إهدى،  وفكر معانا بالعقل بدل ما عمال تصيح فينا زي الديك الرومي كِدا.
قالِت سيليا بتدخُل غريب:  طب ما تتعالجوا هِنا؟
عزيز وهو بيبُصلها بإستغراب:  نعم ياختي؟
تجاهلتُه سيليا وكلِمت الباقي وهي بتقول:  أنا بتكلم جد على فكرة،  ماهو منطقيًا وقانونيًا وبعد تقديم الهبابة دي"  تقصُد الدكتورة النفسية" لملفاتكُم وتقارير حالِتكُم الصحية والنفسية للنيابة العامة إتعفيتوا من السِجن لكِن لازم تدخلوا مُستشفى،  فأكيد ليث ومنال جايين عشان يرجعوكُم مُستشفى فبقولكم إدخلوا مصحة هنا بدل ما يرجعوكُم مصر.
عزيز بعصبية:  إنتي إتجننتي؟؟  بقى إحنا هربانين من مصر بسبب الحوار دا عشان تيجي تقوليلنا إدخلوا مصحة هِنا!
سيليا وهي بترجع شعرها لورا:  يعني ليث ومنال هيسيبوا حياتهُن في مصر طول العُمر عشان يقعدوا يراقبوا حالتكُم الصحية هِنا،  أنا بقول مؤقتًا لغاية ما يرجعوا مصر.
نوح وهو بيهرُش في دقنُه:  والله عجبني تفكيرك بس هو مش ناجح بنسبة ٩٠٪ حتى.
سيليا وهي بتبل شفايفها بلسانها:  ليه بس؟ 
نوح وهو بيدعك رجل رفيف عشان وارمة من الحمل قال:  لإنهُم مُمكِن يتواصلوا مع المُستشفى من مصر مع أي حد،  دا غير طبعًا إننا هربانين من مُستشفى هناك وأكيد الحكومة مش هتسيبنا هنا مش هتآمِن.
صِبا بتدخُل قالت لنوح:  أمير قال إنك هكر شاطِر،  ليه متهكرش سيستم المُستشفى بحيث أي إتصالات تجيلها تجيلك إنت.
أمير بإعتراض قال لِصبا:  يعني عشان نحمي نفسنا نقلق أهالي كُل المرضى اللي في المُستشفى؟  لا مش حلول منطقية دي يجدعان.
رجعِت صِبا ظهرها بقمص وهي بتقول:  خلاص أنا غلطانة.
عيسى قام وقِف وهو بيشيل قمر من بين إيدين مياسة وقال:  هندخُل نستريح إحنا،  بس محتاجين حد يجيبلنا حجات للحمام،  صابون شامبو معجون سنان كِدا.
أمير وهو بيحرك رقبتُه يمين وشمال:  حد غيري أكيد،  لإن جسمي نمِل من السواقة طول الوقت دا.
عيسى بتعب:  وأنا فِعلًا مش قادِر أشوف قُدامي،  هلكان من التعب بس مش عاوز أنام من غير ما أستحمى عشان كفاية قرف لغاية كِدا.
رفع نوح كف إيدُه في وشهُم وهو بيقول:  باااس خلاص هو كُل واحِد هيحكيلي قِصة حياتُه؟ هروح أنا وأمري لله بس عاوز حد يكتبلي في نوت الفون إيه هي نواقِص البيت عشان منساش.
صِبا وهي بتطبطب على إبنها:  بامبرز أكيد،  متنسوش الأطفال دول أهم مننا شخصيّا.
ساب نوح الفون في إيد صِبا وقال:  إكتبي في النوت كُل اللي ناقِص لغاية ما ألبس الجزمة.
لبس نوح الجزمة وكتبِت صِبا كُل حاجة،  سحب نوح الفون وهو بيقول:  خلي إتنين يفضلوا في الصالِة عشان الأمان بس،  يلا هتعوزوا حاجة تاني؟
رفيف بتعب:  خلي بالك من نفسك يا حبيبي.
نوح:  حاضِر.
خرج وركِب عربية من العربيتين،  وإتحرك بيها عشان يجيب النواقِص.

' عودة سُـــفــراء العــبــﺚ 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن