رواية عودة سُفراء العبث الفصل الرابع والعشرون بقلم روزان مُصطفى.
•24•__
" كُلما شعرت أنني وصلتُ لِنُقطة النهاية، تُعيدني الحياة إلى سِباق أخر، أشعُر في بدايتهُ أن لا نهاية لهُ، ثُم أصِل! وأفرح قليلًا، حتى أجِدني في سِباق أخر.. أعتقد أن المقبرة هي وجهتي الأخيرة التي سأحُط عليها دون الإضطرار لِمُجابهة سِباق أخر! " _ بقلمي.
كان واقِف عيسى ومش سامع أي حاجة من اللي بيتقال حواليه، كُل همُه ميفقدش التواصُل البصري الوهمي بينُه وبين طيف والدُه.
جري عزيز ناحيتُه وهو بياخُد من الأرض ماسك الأرنب اللي عيسى وقعُه، شال الماسك بين إيديه وهو بيسحب عيسى من دراعُه وبيحيدُه عن سهم متوجه ليه عشان يصيبُه.
نطر عيسى دراع عزيز عنُه وجري ناحية طيف أبوه عشان يحضُنه، ومرة واحدة لقى نفسُه واقِع جوة حُضن حد، حضنُه عيسى بدون ما يتأكِد ولا يعرف هو مين، ومرة واحدة إتلم المُقنعين حولهُم فرفع بدر معصم إيدُه ووراهُم علامة منقوشة على معصم إيدُه " تعني العلامة الخضراء، أي أنهُ في حماية اللي مشغلينهُم "
رفع عيسى راسُه وبص لبدر فبدر إبتسملُه وقال: أنا برضو زي الحج الغُريبي، ولا إنت إيه رأيك؟
عين عيسى إحمرت جامد عشان حابس الدموع وفضل يتلفت حواليه عشان يشوف الطيف الوهمي تاني، ملقاهوش..
بدر وهو بيسحب عيسى معاه راح ناحية عزيز وبقية السُفراء وقالهُم بهدوء: تقدروا تشيلوا الماسك دا خلاص
شال عزيز الماسك وهو بيبُص لبدر وكينان اللي واقِف وراه وقال بصدمة: دخلتوا هنا إزاي! وعملتوا إيه بالظبط؟
بدر بضيق: مش وقتُه، أنا عملت المُستحيل وشِبه تعاقدت معاهُم عشان أقدر أخرجكُم من هنا، بس مش هينفع إنهاردة، لازم تقعدوا يومين كمان.
عزيز بضيق: إشمعنى؟
بدر وهو بيرفع أكتافُه: مش عارف هو الوضع كدا، المُهم طوال اليومين اللي هتقعدوهم متعملوش مشاكل وبلاش جنان، ربنا يعلم أنا عملت إيه بجد عشان يعتقوكم وميبعوش أعضائكُم.
بلع عزيز ريقُه وقال: خير خير، إتطمنت على سيلا وبدر الصُغير وسيليا؟
بصلُه بظر بنظرة ذات معنى لإنُه عارِف إنُه لو قالُه هيتعصب ويعمل مشاكِل فـ كشر بدر وقال بهدوء: كويسين بس خايفين عليك، لذلك متعملش مشاكل لغاية ما تخرُج عشان تخرُج وتطمنهُم.
رفع نوح إيدُه وهو بيشاور لبدر فبصلُه بدر وقال: أيوة!؟
نوح بهدوء: وهنلبس ماسكات الأرانب دي تاني ولا خلاص كدا؟
بدر بجدية: لا متلبسوهاش عادي هُما عارفين هويتكُم، هُما هيفضلوا لابسينها عشان إنتوا متعرفوش هويتهُم، المُهم تعملوا اللي بقولكُم عليه وتمشوا حالكُم معاهُم عشان تخرجوا من هنا بسلام، ومهما إن كان اللي هيطلبوه منكُم تعملوه بدون تردُد تمام؟
عيسى بتساؤل: حجات زي إيه مثلًا؟
بدر وهو بيبلع ريقُه: معرفش تفاصيل بس الفكرة إنهُم مُمكِن يطلبوا مِنكُم تساعدوهُم في الشُغل، وهكذا.. انا لازم أمشي دلوقتي، بعد بُكرة الصُبح هتلاقوني واقِف قُدام المكان وباخدكُم بنفسي، ومتقلقوش على مراتاتكُم وعيالكُم.. كلهُم بأمان وبخير.
شاور بدر لكينان براسُه وقالُه بهدوء: يلا بينا؟
كينان بنبرة هادية وهو بيودعهُم: خلوا بالكُم من نفسكُم يا شباب.
لبس كينان النظارة الشمسية بتاعتُه وخرج من المكان مع بدر، ركبوا العربية وأول ما قفل كينان باب المِقعد بتاعُه قال لبدر اللي كان بيظبط المرايا: ليه مقولتلهُمش على اللي حصل لسيليا؟
عدل بدر شعرُه وبدأ يتحرك بالعربية وقال: عاوزهُم يحافظوا على هدوءهُم جوا وميكونش جواهُم أي غريزة للإنتقام، الوضع زي ما إنت شايف نفسيًا وعقليًا مش أحسن شيء فـ كان لازِم أطمنهُم.
إتنهد كينان بإرتياح وهو بيربُط الحزام بتاعُه وقال: فهمتك يا زعيم.
أنت تقرأ
' عودة سُـــفــراء العــبــﺚ '
Actionقد عاهدت ذاتي، وعاهدت الجميع في المرة الأخيرة، أنني تركتُ العبث خلفي، ورحلت.. ها أنا ذا أنكُس بـِ عهدي رغمًا عني، لقد حاولت أن تظل الهالة المُسالِمة حولي، لكِن أجنِحة الشيطان تملكتني، وأخفت تِلك الهالة، سفير العبث يُحدِثكم الأن وهو مُستظِل ب...