•23•__

5.1K 224 1
                                    

رواية عودة سُفراء العبث الفصل الثالث والعشرون بقلم روزان مصطفى.
•23•__

" چل ما أبحث عنهُ هو الراحة والسكون،  لا أبحث عن سعادة غامِرة تجعلني أقفِز فرحًا مُنتشي،  أود أيام روتينية بحتة لكِن هادِئة،  خالية مِن العِراك..  الصُراخ
وضيق الصدر والألم."

كان واقِف عزيز وِسط الطابور وهو مستني دورُه وشايف المُقنع بيغرز شيء في دراعهُم وبيعمل صوت عن طريق الجهاز اللي معاه،  مفيش رجعة لإن في ناس بالفِعل وقفِت وراه،  ولا ينفع ينسحِب هيثير الشكوك والأنظار، بلع ريقُه من التوتُر ودورُه عمال يقرب لغاية ما وِصل للراجل اللي ماسِك الجِهاز،  الراجل نزل دراعُه اللي ماسِك الجهاز وفضل واقِف زي الصنم بيبُص لعزيز دون أي حركة،  عزيز من التوتُر كان هينطق يقوله خلص لكِن الراجل شدُه من دراعُه ودخلُه الحديقة دي من دون ما يمرر الجهاز عليه،  دخل عزيز هو بينهج مِن شِدة التوتُر كإنُه كان بيجري سباق،  وبعدها بدأ يستوعِب هو فين..
حديقة فيها أشخاص رايحين جايين بنفس الماسك اللي هو لابسُه،  ورغم إن مفيش شيء مُعين بيعملوه إلا إن الوضع كان مُريب ويخوف،  حتى هدوئهُم فيه شعور بالرهبة..
بدأ يتقدم بخطوات حاول تكون ثابتة وسطهُم،  لغاية نا لقاهُم واقفين ناحية بوابة من الجهة التانية بتطُل على بحر ومفتوحة،  وهُما واقفين جوة الحديقة بطريقة مُنظمة وكإنهُم مستنيين شيء ما!،  ضيق عزيز نظرُه وهو شايفهُم واقفين دون حراك أمام البحر دا ومفيش أي جديد بيحصل،  إبتدى الجو يبقى أبرد وأسقع لدرجة رعشة خفيفة سرت في جسم عزيز، حاول يدفي جسمُه بإيديه قبل ما يلاحِظ دخول أرانِب بشرية من نفس الباب اللي دخل منهُم،  تجاهلهُم وبص على البوابة اللي قُدام البحر لغاية ما سمع صوت بيقول:  إخواتي،  أنا مبحبش في اللحوم غير الفراخ، بس جاتلي صفقة أرانِب أقول لا؟
لف عزيز وبصلُه لقاه واحِد ماشي على عُكاز فقال عزيز:  هُما لبسوكُم كدا ليه ***؟
نوح بتعب:  مش عارِف سابولنا الهدوم دي وخرجوا،  وواحِد مِنهُم سابلي العكاز دا عشان أعرف أمشي بس مش قادر حاسس بدوخة وخنقة.
عيسىى من ورا الماسك:  كان باين أصلًا إن فيه مغزى مِن إنهُم مقتلوناش بل جابونا لغاية هِنا.
عزيز وهو بيتنهد براحة بعد ما بقوا معاه:  كويس أنا برضو إستغربت إزاي الراجِل محطش الجهاز على دراعي.
لقى أمير كُرسي راح سحبُه وهو بيقول للرايق:  تعالى إقعُد إنت شكلك مش قادِر.
قعد نوح على الكرسي اللي حطهوله أمير وهو بيبص على البوابة اللي بتطُل على البحر اللي باصص عليها عزيز ومراقبها وبعدين سال عزيز وقال: مالك مركز معاهم كدا ليه؟ ما انت عارف ان هُما ناس مش طبيعيين وتصرفاتهُم غريبة؟
عزيز وهو لازال مركز معاهم لانهم بقالهُم مُدة طويلة:  فتحوا البوابة دي ووقفوا صف كدا وكإنهُم مستنيين حاجة جاية من البحر، أنا عايز أعرف إيه اللي هُما مستنيينُه بالظبط وليه يوافقوا إن إحنا نشتغل معاهُم بالذات!
أعتقد إن هُما ناس خطيرة مبيشغلوش معاهُم أي حد إشمعنى إحنا؟ أنا توقعت إن هُما هيقتـ| لونا!
بدأ أمير يركِز برضو معاهُم وقال:  مظبوط كلام عزيز صحيح ومنطقي لازم نعرف هُما مستنيين إيه ويا ترى نروح نوقف معاهُم ولا لا..
نوح بإرهاق وهو قاعد على الكُرسي: روحوا إنتوا وشوفوا أنا مش قادِر أقف على رجلي ومكانش لازِم أقوم أساسًا مِن السرير،  أنا قومت عشان  الوضع اللي إحنا فيه دا، وفوقوني من البنج بطريقه بشِعة
عيسى وهو بيدقق التركيز قال: أنا شايف مركِب جاية مِن نُص البحر وبتقرب على البوابة بتاعة الحديقة
ضيق عزيز عينُه وبص هو كمان وقال: فعلًا، يا ترى السفينة دي فيها إيه؟ مُخدرات ولا أسلحة ولا أعضاء بشرية هيصفوها من الناس!

' عودة سُـــفــراء العــبــﺚ 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن