•6•__
" أصحاب العقول في راحة، من قال تِلك الجُملة من أشهر الكاذبين في الكُرة الأرضية، نحنُ نمتلِك عقولًا تائِهة، ولا نعلم عن الراحة سِوى أحرُفها. _ بقلمي
سمعت سيليا صوت صويت مياسة فجالها قلق شديد وهي بتقول: ألوو! مياسة إيه اللي بيحصل عندك؟؟
سمع عزيز صوت سيليا عالي وسمع اللي بتقوله حس إن في حاجة في بيت عيسى بتحصل فقلق عليهُم، خرج من الأوضة وهو بيقرب لسيليا وبيقولها: في إيه!
قفلت سيليا المُكالمة وبصتله بمنتهى الغيظ، وبدون سابق إنذار ضربته كف على وشه سمع في البيت كله.
سيليا بتكشيرة عشان تمسك دموعها: في إنك بني أدم جاحد ومش فارق معاك حاجة ولا حد ومهما ربنا نجاك مبتشكُرش بتزيد في جبروتك، في إني هبلة عشان صدقت إنك بتعمل كل دا بدافع إنتقام مش غريزة وسخة جواك، عاوز تعرف كمان؟ في بت هبلة إسمها سيليا وقفت قصاد أبوها وعمامها وهربت مع جوزها، سابت اللي وراها واللي قدامها ودنيتها وحياتها كلها وراحت معاه أخر الدنيا، لكن هو يسيب وساخته والغريزة الزفت دي! لا إزاااي.. يعملنا مشكلة هنا كمان، ونعيش قلق هنا كمان.. إنت أخرك تروح تعيش مع صحابك اللي شاركوك في جريمتك دي، متاخدوش بنات الناس تمرمطوهم وتخلفوا منهم أطفال ملهومش ذنب!
كان عزيز مكور إيدُه وبيتحكم في غضبه في اللحظة دي بمنتهى الصعوبة، إتعدل وبصلها ومسكها من دراعها جامد وهو بيقول: أد إيه إنتي ست عظيمة ومضحية، قال يعني أنا خدتك على الجاهز مدوستش على قلبي تسعمية مرة وعملت إعتبار إن اللي قتلوا أبويا هما أبوكي وعمامك، أنا لو وسخ يا سيليا ف انا وسخ عشان حطيت إيدي في إيد اللي قتلوا أبويا وذلوه وهو عايش، عشاانك!! عشان بحبك ومش عاوز أجيبك شمال، أنا فعلًا جايب وساختي معايا لحد أمريكا، وخدي عندك كمان.. مخلف منها ثلاثة.
إتصدمت سيليا وقالتله بغضب: أنا وساختك يا عزيز؟؟؟
عزيز وهو لسه مكور إيده: طالما شيفاني وسخ كدا ف أنا بقولك أه عندك حق أنا وسخ، يمكن لو كنت قتلتلك أبوكي وعمامك كانت ناري بردت شوية.
سيليا من بين سنانها: إنت جاحد وناكر للجميل وخسارة فيك أي حاجة عملوها عشانك.
عزيز: ما هو دا بالظبط اللي بقوله، أنا وسخ بس مأنكرتش جميلهم عشان كدا مقتلتهمش، بس كونك مطلعاني وسخ زي ما بتقولي فإرجعي مصر وبلغي عننا، أنا مبقاش فاارق معايا حاااجة، كنت ناوي أقتلهم بس أبوكي عاملني زي إبنه، وعمامك برغم الخلاف سندوني.. كنت لوحدي بشيل مسؤوليتي ومسؤولية غيري لقيت اللي يحن عليا ويشيل همي، مش هنسى جميلهم، بس مش هعرف أتحكم في غضبي عشان أنا عياااان، تعبان في دماغي، كانوا هيحطوني في الخانكة.
قاطعهم صوت سيلا وهي ماسكة العروسة بتاعتها وبتقول لسيليا: ماما هو بابا مجنون؟
كانت بتقولها بنبرة عياط، إرتبكت سيليا وعزيز وشه إصفر وصاب قلبه الحزن، فراحت سيليا ناحية سيلا وهي بتشيلها وبتقولها: لا يا ماما لا، دا تعبير مجازي، قصدي يعني كلمة مش مقصودة زي ما بقولك يا حيوانة هل إنتي حيوانة؟
حركت سيلا رأسها يمين وشمال بمعنى لا فطبطبت سيليا عليها وقالت: بالظبط يعني بابا عشان متعصب بيقول كدا لكن بابا عاقل وراجل هو اللي بيجبلنا الفلوس نجيب بيها الأكل وهو اللي جابلنا البيت الحلو نعيش فيه، هل في حد مجنون يقدر يعمل كدا؟
سيلا بصتلها وقالتلها: متعصبيش بابا تاني عشان أنا بحبه ولو عصبتيه هيقول على نفسه مجنون وأنا هزعل
سيليا كانت ماسكة دموعها وقالت: حاضر مش هعصبه تاني أبدًا.
نزلت سيلا وجريت على عزيز وهي فاتحة إيديها عشان يشيلها، شالها عزيز وحضنها، وهو حاضنها غرز راسه في كتفها الصغير وعيط بقلة حيلة ومكانش حابب إنهم يشوفوه كدا.
أنت تقرأ
' عودة سُـــفــراء العــبــﺚ '
Actionقد عاهدت ذاتي، وعاهدت الجميع في المرة الأخيرة، أنني تركتُ العبث خلفي، ورحلت.. ها أنا ذا أنكُس بـِ عهدي رغمًا عني، لقد حاولت أن تظل الهالة المُسالِمة حولي، لكِن أجنِحة الشيطان تملكتني، وأخفت تِلك الهالة، سفير العبث يُحدِثكم الأن وهو مُستظِل ب...