•14•__

5.3K 240 3
                                    

رواية عودة سُفراء العبث الفصل الرابِع عشر بقلم روزان مُصطفى.

•14•__

" حتى وإن تحول الإنسان بـِأكملهُ إلى وحش،  سيظل داخِلهُ بُقعة نظيفة تُضيء كُلما لامستهُ ذِكرى تُعيده إلى سرادِق طفولتهُ البريئة،  كرائِحة طعام مُعين،  أو لُعبة ما او دراجة،  أو أغنية تهافتت إلى سمعهِ بمحض المُصادفة " _بقلمي

* أميريكا/ السفينة

المُلثم وهو بيحرك السلاح عليهُم كلهُم:  إتحركوا قُدامنا بدل ما نصفيكُم.
نوح وهو بيشرب من الكاسة بتاعتُه قال ببرود:  هخلص البوقين دول وجاي.
شرِب نوح أخر بوقين في الكاسة بتاعتُه وعمل صوت وهو بيشرب أخر شوية وبعدها قال ببرود:  إحنا هنيجي معاكُم بس بشرط،  الحريم بتوعنا وولادنا لا.
المُلثم بحزم:  كُله هييجي معانا دا أمر،  إتحركوا!
عيسى وهو بيربُط الشوز بتاعتُه:  ما تصبُر يا حبيبي مش ناقصة عته! 
إتحرك نوح ناحية الكابينة التانية اللي فيها الستات وقال بهدوء ليهُم:  بصوا متخافوش، إتحركوا بس قُدامنا عشان مش هينفع نسيبكُم هِنا.
رفيف بخضة:  يعني إيه يا نوح؟
بصلها نوح بحُب وقال:  يعني متخافيش طول ما إنتي معايا يا عيون نوح،  يلا؟ 
إتحرك نوح ناحيتها وهو بيشيلها بين إيديه وبيطلعوا من الكابينة ووراهُم باقي الحريم وولادهُم،  وقف عيسى وهو بيرجع شعرُه لورا وقال:  هعرفكُم أنا على التنطيط اللي عملتوه دا كُله والمزاولة دي.
إتحركوا قُدام المُلثمين ونزلوا على السفينة التانية الكبيرة اللي وسط بقية السُفن.
نزلوا ونزلوا مراتاتهُم والدكتورة وقفت وراهُم بخوف.
بدأت تتحرك السفينة،  والمُلثمين لازالوا واقفين وشاهرين أسلِحتهُم في وش السُفراء،  كان في راجِل قاعِد على كُرسي لفاف ومديهُم ظهرُه قال للمُلثمين بأمر:  دخلوا الستات في الكابينة اللي تحت ماعدا الدكتورة،  عشان في كلام خاص مينفعش يسمعوه.
عيسى وهو بيشمر أكمام قميصُه:  محدش هيتحرك من هنا!  كابينة إيه اللي يروحوها؟
الراجل من غير ما يوريهُم وشُه:  متقلقش،  هيكونوا بخير في تحت أكل ومياه وسراير للراحة،  السفينة كبيرة زي ما إنت شايف.
إتحركوا الستات وأخدوا ولادهُم تحت وفضلت الدكتورة واقفة ورا السُفراء.
لف الراجل وبصلهُم بإبتسامة وهو بيقول لعيسى:  أكيد إنت العقرب،  حِمقي ودمك حامي ومتعرفش أبوك لو حد جه ناحية حبايبك،  أنا جبت تاريخك كُله وعرفت إنك كُنت الدراع اليمين للمايسترو الله يرحمُه.
عيسى ببرود:  الله يجحِمُه.
إبتسم الراجِل وقال:  ليه كِدا بس؟  دا كان بيعتبرك إبنُه وبيحِبك يا عقرب.
رفع عيسى حواجبُه وقال:  وكمان تعرف اللقب بتاعي؟  لا عاش،  إيه بقى الجو الحمضان اللي إنت عملتُه دا وعملتُه ليه وتعرفنا منين؟ 
الراجل خد نفس عميق وقال:  هفهِمك كُل حاجة بس عاوزك تِهدى.
نوح بضحك:  أيوة لازم تهدى يا عقرب عشان كُلنا على مركب واحدة ههههه.
كور عيسى إيدُه عشان ميخبطش نوح بـحاجة في دماغُه لكِن الراجل ضحك وهو بيشاور على نوح وبيقول:  أكييد إنت الرايق.
نوح وهو بيهرُش في شعرُه:  لماح بجد.
الراجل بضحك:  من أشد مُعجبينك أنا..  بُصوا أنا هجاوب على سؤال العقرب عرفتنا منين وعاوز إيه،  البركة في الدكتورة.
بص عزيز للدكتورة اللي كانت بتبُصله وخايفة وقال:  وربنا لألزقلك النظارة دي في وشك زي العاهة المُستديمة،  عشان كُل المصايب جاتلنا بسببك يا بومة.
قام الراجل من الكُرسي بتاعُه وهو بيقول:  طب مش تفهم عرفتكُم بسببها إزاي! 
راح ناحية بار صُغير في السفينة ومسك كاسة وهو بيصُب فيها خمرة وبيقول:  الدكتورة كانت بتعالجني نفسيًا في مصر وعرفت إني راجل مُقتدر لكن معرفتش عندي كل الفلوس دي منين،  كل اللي تعرفه إني غني وماسك شركات إستيراد وتصدير،  لإني كُنت بروحلها أحكيلها عن مأساتي مع أبويا،  فالهانم قالت دا راجل متريش وبتاع أما أبتزُه وأهددُه بالمعلومات اللي معايا وهيخاف على سمعتُه لإنُه رجُل أعمال،  متعرفش إن الشركات دي أنا عامِلها كغسيل أموال لإني شغلي شمال زيكُم،  بالتالي جبت واد جدع كدا هكرلي تليفونها وعرفنا إنها جت أميريكا فراقبناها ومن الڤيديو اللي هي صورتهولكُم في الغابة عرفتكُم،  الصراحة أنا مُعجب جِدًا بقلبكُم الميت.
ضحك نوح وهو بيقول:  لا إنت فاهِم غلط،  إحنا مُخِنا تعبان مش قلبنا ميت.
الراجل بعد ما شرب الكاس بصلهُم وقال:  ومالُه؟  مين في الحياة العجيبة دي مخه مش تعبان من العبث اللي بيحصل.
كتف عيسى إيدُه وقال بتكشيرة:  وإنت عشان مُعجب بينا تبعتلنا شوية ال***** دول على بيوتنا يجروا ورا مراتاتنا؟ 
ضحك الراجل بعلو صوتُه وقال:  معلش بقى يا عقرب دماغي تعبانة زيكُم،  المُهم أنا الدكتورة زعلان منها شويتين وواضح إنكُم كمان زعلانين منها، عشان لما هي حاولت تهرب من نوح مسكها واحِد من المُلثمين بتوعي وكتِفها في الأرض وقالها تعليماتي بالحرف الواحد..  إنها ترجع وتكون معاكم خطوة بخطوة.
عيسى ببرود:  أيوة مش فاهِم برضو ليه الفرك دا كُله؟ 
أمير بتكشيرة:  يعني إنت مش فارِق معاك رجالتك يتقتلوا أو لا؟ 
الراجل وهو بيقعُد مكانُه تاني:  بُص هو الموضوع مش كِدا بجد،  كُل الحكاية عاوزكُم تشتغلوا معايا،  رغم إن مبيعات شركتكُم حلوة بس خلوها زي غسيل أموال،  وإشتغلوا معايا..  قولتوا إيه؟
بص نوح بنظرة جدية للراجل وقال:  الشُغل اللي في دماغك دا بطلناه عشان خلاص إتجوزنا وخلِفنا،  وبعدين أنا محُطش إيدي في إيد واحِد خلى رجالته يمدوا إيديهُم على مراتي وأختها،  الراجِل بتاعك عورهُم بالسكينة.
الراجل ببرود:  يا سيدي عورني ونبقى خالصين.
نوح بجدية:  ما بلاش عشان أنا غبي ومعايا شهادة مُعاملة أطفال.
الراجل بإبتسامة:  أنا اللي بقولك عورني وميهمكش.
سحب نوح سكينة من طبق الفاكهه وجري على الراجل غرز السكينة في دراعُه،  الراجل إتألم ووقع على رُكبُه ونوح بيسحب السكينة مِنُه،  الدكتورة النفسية صوتت من الخضة والمُلثمين إتحركوا ناحية نوح عاوزين يمسكوه،  راح شاورلهُم الراجل بإيدُه السليمة بمعنى إثبتوا.
مسح نوح بإيدُه التانية سِن السكينة ونظفُه من دم الراجل وهو بيقول:  كِدا تمام مع إننا مش خالصين.
وقِف الراجل على رِجلُه تاني وهو بيتنفِس بالعافية بعدها ضحك بهستيريا وقال:  مش بقولك مُعجب بيكُم وبقلبكُم الجامد،  هسيبكُم ترتاحوا وتفكروا إنهاردة عشان الصُبح هنوصل بيتي،  يلا جود نايت.
فتح أمير بوقُه بصدمة وهو بيقول:  أول مرة أشوف حد مُخه ضايع أكتر مِننا.
كشر عزيز وهو بيتحرك تحت عند الكابينة وبيقول:  أنا معنديش وقت للتخاريف دي.
نزل تحت لقى سيليا قاعدة على السرير وحاطة بدر بين إيديها بترضعُه ومغطية نفسها والبيبي كويس بالچاكيت،  وسيلا نايمة جنبها.
إتخضت سيليا أول ما شافتُه بعدها قالِت:  إيه صوت الصويت دا؟  دا أنا حمدت ربنا إن سيلا نامت عشان متتخضش وقولت أرضع بدر ينام هو كمان.
قلع عزيز الچاكيت بتاعُه وحطُه على سيلا يغكيها لأن سيليا كانت قاعدة على الغطا وقال بضيق:  راجِل مش طبيعي وقِعنا فيه بسبب الدكتورة الهِباب دي،  الله يجحِمها.
سيليا بهمس: ششش بس عشان الولاد ناموا وطي صوتك،  طب وبعدين هنعمِل إيه؟ 
عزيز بخنقة:  ولا قبلين نوح غرزلُه السكينة في دراعُه والراجِل قعد يضحك ويقول فكروا،  عاوزنا نشتغل معاه.
كشرِت سيليا وقالِت:  يعني إيه عاوِزكُم تشتغلوا معاه؟؟  وهو بعت رجالتُه وعمل كُل الحوارات دي عشان كِدا؟ 
عزيز ووهو بيسند راسُه على إيدُه وبيبُص لسيليا:  بيقول كان مُعجب بيناا قال،  بسبب الفيديو بتاعنا اللي في الغابة على فون الدكتورة.
برقت سيليا وهي بتقول:  ثانية واحدة!  هو عاوزكُم عشان شغلكُم القديم؟
عزيز بهدوء:  أيوة،  وبيقول شركِتنا الحالية نخليها زي غسيل أموال كِدا.
زعقِت سيليا بصوت عالي وقالِت:  إنتوا أكيد موافقتوش! 
عزيز بهدوء:  شششش وطي صوتِك!  هو سايبنا نفكر لحد الصُبح!
عدلِت سيليا هدومها وحكت بدر على السرير وهي بتوقف وبتقول:  مفيهاش تفكير دي،  إنت عاوز تشلني!!  هتفكر فإيه دا إحنا ما صدقنا بدأنا حياة جديدة هِنا
وقِف عزيز قُدامها ومهمهوش وقال بزعيق:  حياة زي الزفت بيطلعلنا في كُل حِتة خازوق،  خلاص دا نصيرنا مفيش مِنُه هروب أو مفر،  إفهمي بقى!
خبطتُه سيليا في صدرُه وهي بتقول:  لا مش عايزة أفهم!!  أنا أهون عندي ننزل مصر ولا إنك ترجع للسكة الهِباب دي تاني،  مش هسمحلك إنت فاهِم!

* على سطح المركب

رفيف وشعرها بيتحرك من الهوا من ورا الوشاح:  إيه الكلام اللي إنت بتقوله دا يا نوح؟  دا أنا قربت أولِد! وأختي نايمة تحت متقطعة بسبب الناس الوحشين دول.
بصلها نوح من فوق عشان هو أطول منها وقال بمُجاراة لرقتها في الكلام:  ما هو خلاص مش هيسيبنا نرتاح لا هنا ولا في أي حتة تانية،  الراجِل مجنون تمامًا
رفيف بنفس الرقة الحزينة:  ما تبلغوا عنُه!
نوح وهو حاطط إيدُه ورا رقبتُه وبيتاوِب:  أبلغ عن مين!  وبعدين إحنا نبلغ؟  إحنا هربانين أصلًا وحالِتنا حالة.
حطت رفيف إيديها على ضهرها من ورا وهي بتتألِم وبتعُض على شفايفها من الألم،  بصلها نوح بخضة وهو بيحُط إيدُه على وسطها وهو بيقول:  مالك حاسة بإيه؟
رفيف برقة:  لا!  شيل إيدك عني،  روح لإسمُه إيه دا اللي عايز يرجعك للهم تاني.
إدتُه ضهرها وبتمشي بالراحة راح ساحبها بهدوء ناحيتُه وهو بيمسك أكتافها وبيبُص في عينيها بعيونه الملونة وقال:  مش عايز أرجع لأي حاجة غير لحُضنك إنتي،  صدقيني أنا محدش بيجبرني أعمِل حاجة غصب عني بس أنا هعمل دا خوف عليكي،  خايف عليكي وعلى اللي جاي.
بصتلُه رفيف وسكتت راح مسك دقنها وخلاها تبُصلُه وقرب منها،  قلبها كان بيدُق وبتتنفس بسُرعة من الخوف راح نوح إداها قُبلة رقيقة وبعد عنها شوية وهو بيستطعم.
رفيف قالت وهي مدمعة:  متخليهوش يرجعكُم للوحاشة دي يا نوح،  عشان خاطري.
نفث نوخ دُخان البرد من بوقه وهو بيقول بإبتسامة خيبة الأمل:  عندك أي حل تاني؟
رفيف وهي بتعدل الوشاح على شعرها:  نهرب منُه ونرجع مصر.
نوح بعصبية:  مصر لااا!  مقطعناش كُل المشوار دا عشان نرجع تاني وبعدين مين قالِك إنُه هيسيبنا في مصر! 
رفيف بتعب:  خلاص جاي تبلغني بإيه؟  سيبني لوحدي لو سمحت.
كانت ماشية بالراحة وهي بتتسند على سور السفينة،  مشي نوح وراها وهو بيقول:  طب إستني طيب،  يا من يرف القلب لها إسمعيني.

*في الكابينة اللي في اليمين عند عيسى.

قمر كانت نايمة على السرير ومياسة واقفة وبتقول بصوتها الطفولي:  يعني إنت بتقولي إخبطي دماغِك في الحيط أنا همحي كُل اللي فات دا بأستيكة وهرجع للشُغل تاني
عيسى بملل وهو حاطط السلسلة الحديد بتاعتُه بين شفايفُه:  القرار مش قراري لوحدي.
مياسة بضيق:  دا في جوازتي الأولى عُمر ما كان..
قاطعها عيسى وهو بيقطع المسافة بينُه وبينها وبيمسكها من دراعها جامدوبيقول بتبريقه وعينُه بترف:  إوعييي أسمعِك ولو بالغلط تجيبي سيرة جوازتك الزِفت قُدامي ولا شفايفك تنطق بإسم راجل تاني غيري،  إووعي.
مياسة بألم وبصوتها الطفولي:  سيب ظراعي يا عيسى وفوق! 
عيسى بغضب عارِم:  إنتي بتاعتي أنا بس!!  ليا ملكي وقلبك مبيحبش غيري!
مياسة بخوف:  خلاص سيب إيدي إنت جرالك إيه البنت هتصحى!
عيسى والضيق في عينيه:  خليها تصحى.
زق مياسة على السرير وهو بيفُك أزرار قميصُه وبيقفل الكابينة عليهم وبيقول:  أنا هخليكي متعرفيش تنطقي كلمة راجل تاني غير وإسمي بعديها..

* صباح اليوم التالي.

الدكتورة النفسية بصدمة ورعب للراجل:  إنت أكيد مش طبيعيي!!!  إزاي تفكر في كِدا؟؟

يتبع..

#عودة_سُفراء_العبث
#بقلميييييي
#روزان_مصطفى

' عودة سُـــفــراء العــبــﺚ 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن