•22•__

3.8K 189 4
                                    

رواية عودة سُفراء العبث الفصل الثاني والعشرون بقلم روزان مُصطفى.

•22•__

" كاذِب من قال أن الإنسان بإمكانهُ الغرق فقط داخِل البحر،  للغرق مواضِع عِدة..  كالغرق في تفاصيل أحدهُم،  أو في أغنية قامت بسحبك لذكريات قديمة،  أو غرق في هموم يُحاوِل المرء النجاة منها لكِن سُرعان ما يهبِط مُجددًا في القاع،  لا مفر إلا بتدخُل قدري!  " _بقلميي.

_ في المُستشفى

كانت صِبا بتراقِب الممر وهي بتترعش وصوت شهقات العياط المكتومة بتخرُج منها وهي بتقول بخوف مُتردد:  أمير؟ 
رفيف كانت واقفة وراها وهي حاطة إيد ورا ظهرها وإيد فوق بطنها وعمالة تحاول تضيق عينيها عشان تشوف أي حاجة في الممر الضلمة،  إتفزعوا هُما الثلاثة لما الكهربا بدأت ترجع تدريجيًا،  عينيهُم وجعتهُم في البداية بس بعدها صِبا قالت للدكتورة النفسية وهي بتديها إبنها:  خليه معاكي لغاية ما أشوف جوزي فين..
رفيف بقلق وعياط:  ونوح!!  نوح أخدوه فين وهو تعبان كدا.
شالت الطبيبة النفسية إبن صِبا وهي بتقول:  خلي بالِك من نفسك.
مسحت صِبا وشها بكُم هدومها وهي ماشية في الممر بتحاول تشوف فين أمير،  الممر كان فاضي وأصوات أجهزة الإنعاش هي اللي طاغية بس،  سرعت صِبا خطواتها وهي بتاخُد نفسها من الخوف وبتبُص جوة الأوض المفتوحة،  لقت أوضة المُراقبة ومفيهاش حد راحت دخلت وهي بتبُص على الكاميرات،  شافت امير ونوح في الجراچ وساحبينهُم اللي لابسين ماسكات أرانِب بيحطوهُم في عربية إسعاف.
غطت صِبا بوقها بصدمة عاوزة تصرُخ مُش قادرة،  وفضلت تتلفت حواليها تدور على حارس المُراقبة اللي المفروض يكون في الأوضة هنا ملقيتهوش،  رجعت لورا بتحاول تخرُج من الأوضة دي لقت ىجليها بتتزحلق وفي حاجة بتنزل على وشها،  مدت إيديها على وشها تشوف إيه السائِل البارِد دا إتفاجئت إنُه دم!
بتبُص في السقف لقيتهُم معلقين الحارِس في مروحة السقف وقاتلينُه والدم بتاعُه عمال ينقط،  كانت هتصوت بس كتمت بوقها قبل ما يتهموها فيها وقلعت جزمتها عشان متعملش أثار دم وخرجت جري من الأوضة،  مكانش في حد في الممر..  جريت قُدام رفيف والطبيبة النفسية ودخلت الحمام بسُرعة وهي بتغسل أرضية الجزمة وبتغسل وشها،  خرجت بسُرعة وهي بتلبس الجزمة وبتجري بتحاول تلحق عربية المُلثمين،  ورفيف بتمشي وراها بتحاول تسرع خطواتها وهي بتقول:  مالك في إيه؟؟  عرفتي راحوا فين ولا إييه؟
مكانتش صِبا بترُد عليها..  حست إن قواها بتنهار فقعدت على الأرض وهي بتترعش وبتعيط وقفت رفيف وسندت على الحيطة من كُتر التعب مكانتش قادرة تتحرك وقالت لصِبا بنبرة خوف:  في إيه طيب؟  إيه اللي حصل!  شوفتي حاجة ولا عرفتي حاجة؟  طمنيني أنا قلبي مش مستحمِل.
سنان صِبا بانت من كُتر ما بتجز عليهُم وهي بتعيط وبتترعش وبتقول:  أخدوهم خلااص،  أخدووهم.
رفيف بخضة ورعب:  أيوة الدكاترة أخدوا نوح! أمير فين طيب يدور معانا!
رجعت صِبا شعرها لورا بإيديها وهي بتترعش وبتقول:  م..  مش فاهمة حاجة،  إنتي مش فاهمة حاجة.
بدأت صِبا تخبط في الأرض بإيديها ورجليها من الكبت والتعب النفسي ورفيف مرعوبة وقلبها بيدُق جامِد
قربت منهُم الدكتورة وهي شايلة البيبي إبن صِبا وقالت بخضة:  في إيه اللي حصل؟  حد يفهمني! 
رفيف حست بألم شديد في صهرها فمسكتُه بإيديها الإتنين وهي بتصوت جامد وبتغمض عينيها،  قرب منها المُمرضين وهُما بيسحبوها معاهُم عشان يشوفوا مالها،  وقعدت الطبيبة النفسية جنب صِبا على الأرض وهي شايلة إبنها وبتقول برُعب حاولت تخفيه لكِنها فشلِت:  طب فهميني بس،  مين أخد أمير ونوح وأخدهُم فين؟
رفعت صِبا راسها مرة واحدة وقال بصوت مُغيب:  عزيز!
الطبيبة النفسية بإستفسار:  مالُه؟  نكلمُه يعني؟
قامت صِبا وقفت على رجليها وجريت ناحية الإستقبال،  سحبت الفون من غير ما تستأذن وخرجت فونها من جيبها وهي بتترعش وبتخرج رقم سيليا من الفون وبتكتبُه عشان تتصِل..

' عودة سُـــفــراء العــبــﺚ 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن