•25•__

5.4K 238 1
                                    

رواية عودة سُفراء العبث الفصل الخامِس والعشرون بقلم روزان مُصطفى.

•25•__

" تلفاز قديم،  كان يعرِض نهاية لفيلم تبدو للمُشاهِد سعيدة،  كعائِلة تتأهب لإلتقاط صورة تذكارية سويًا وفي اللحظة الأخيرة، يحدُث إنفجار،  وينتهِ كُل شيء بِصمت مؤلِم!  " _بقلمي.

*داخِل المشفى/سيليا وبدر الكابِر.

كان رايح جاي وكينان قاعِد مغطي بوقه بكفين إيديه وهو بيقول من ورا نظارة النظر اللي بيلبسها عشان تخفف حِدة الضوء عن عينيه:  إهدي يا زعيم وكُل شيء هيكون بخير.
بدر بعصبية:  أنا تمالكت أعصابي قُدامهُم هناك عشان ميعملوش مشاكِل لغاية ما يخرجوا بخير لكِن هِنا أنا عاوز أتطمِن على بنتي،  ومش قادِر أصدق إني سمعت بنصيحتك إنت وقاسِم وعملت معاهُم مُعاهدة سلام!
وقف كينان وهو بيحُط إيدُه في جيبُه وبيقول:  كان لازم يا زعيم عشان نعرف نخرج اللي هناك،  أنا مُتفهِم إنك كان هاين عليك تقتلهُم على اللي عملوه في سيليا بس دا حل سليم اللي عملناه وإن شاء الله سيليا تكون بخير.

كينان!
ثوت قطع الحديث الداير بين كينان وبدر وكان صوت أنثوي،  قربت سيا مِنهُم والدموع مغرقة وشها وبتكمِل عياط وهي بتقول:  توهت على ما وصلت على العنوان بتاع المُستشفى،  مكونتش عملتلي شير لوكيشن يا كينان كُنت إكتبلي العنوان،  بنتي فين!
برق بدر وهو باصص لكينان وقال:  هو أنا مش قايلك متتصرفش من دماغك في أي حاجة تخُصني أو ليها علاقة بيا؟
بلع كينان ريقُه وقال بهدوء:  يا زعيم هي قلقانة..
سيا بعياط وهي بتوجه كلامها لبدر:  بنتي فين!  حسبي الله ونعم الوكيل ياريتني ما سمعت كلامك وبهدلتها في السفر كدا.  أهُم قطعوها.
غمض بدر عينُه وضغط على سنانُه وهو بيسحب سيا من دراعها بعيد عن كينان،  سحبها من دراعها جامد ناحيته لغاية ما إتخبطت في جسمُه القوي وقال:  إنتي إزاي تتجرأي وتسافري من مصر لأميريكا من غير إذني ومن دماغِك؟
سيا بتبريقة وهي بتعيط:  دي بنتي،  مش بس أسافرلها دا أنا أديها روحي،  وأنا السبب في اللي هي فيه أنا اللي سمعت كلام بنت مراهقة جات قالتلي بحب واحد ونسيت أصلُه وفصلُه عشان أرضي قلبها،  معتقدش إن دا وقتُه تحاسبني إني جيت من غير إذنك،  أنا عاوزة أتطمن على بنتي عشان مش هتحمل أسمع خبر وحش عنها إنت فاهِم!
صوتها علي في جُملتها الأخيرة فقال بدر بحزم:  ششش!  إحنا مستنيين الدكتور،  وأنا ليا كلام تاني معاكي لما نتطمن عليها.
ساب بدر دراعها وراح وقف بعيد وهو حاطِط إيدُه في جيبُه وسيا شايفة أوضة العناية المُركزة،  عينيها زادت دموع وهي بتقول:  يا حبيبتي يا بنتي إن شاء الله أنا وإنتي لا،  اللهُم إرفع غضبك ومقتك عنا وإرحمنا يا أرحم الراحمين.
قرب كينان من سيا وهو بيواسيها بهدوء وبيقول: بإذن الله خير متقلقيش،  تعالي إرتاحي.
سيا بعياط وقلبها واجعها:  أرتاح وبنتي جوة بين الحياة والموت،  مُخي هيوقف من كُتر الرُعب عليها،  حتى في الطيارة كانوا بيواسوني بس أنا مش قادرة.
كينان بهدوء:  تفائلي خير هتكون بخير متقلقيش،  متزعليش من بدر سامحيني بس كان لازم تعرفيه إنك جاية من مصر لهنا حفاظًا على حياتك هو خايف عليكي.
سيا وهي بتحُط إيديها على راسها:  وأنا خايفة على بنتي ومش قادرة أتحمل يحصلها حاجة.
قعدت سيا تعيط وكينان يهديها،  وبدر من وقت للتاني يبُصلها بنظرات عِتاب غاضِبة،  لكِنُه كان ساكِت تقديرًا لمشاعرها كـ أم.
خرج الدكتور فإتجمعوا حواليه الثلاثة بلهفة،  إتنهد الدكتور وهو بيمسح إيدُه فقال بدر بضيق:  هل إبنتي على ما يُرام؟  أود الإطمئنان عليها!
بصت سيا للدكتور اللي كان بيبُصلهُم وباين على وشُه الزعل.
سيا وهي مش واخدة بالها إنها في أميريكا وإنه بيتكلم إنجليزي قالت بفلتان أعصاب:  إييييه!

' عودة سُـــفــراء العــبــﺚ 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن