6،جحيم الصغار

15 1 0
                                    

بعد رؤيتنا لجحيم الأطفال أبناء إبليس، تسللنا أنا و"عائشة" إلي ردهة واسعة لم أرى فيها سوى الزجاج الألماس، أو هذا ما بدا لي، سندت على الجدار كأني أريد أن أستمد القوة للمتابعة

لكن فجأة وجدت نفسي أسقط أنا و"عائشة" على ظهورنا، فتح الجدار على غرفة سرية غريبه

وقفنا أنا و"عائشة" على أقدامنا وحن ننظر لبعضنا بصدمه، لكنها أبتسمت وقالت بهمس:
_ رب صدفة خير من البحث المستميت بلا فائدة.

أبتسمت وقلت لها بسخريه:
_ حقا يا "عائشة" لقد غيرتي المثل الشعبي كليا، لكنك محقه، هيا لنستكشف ماهية هذه الغرفه.

وجدت رسومات غريبة الشكل على الجدران لكن معظمها لــشياطين مرعبين، وهناك ما يشبه البورتريه الضخم لصورة فخمة جدا لإمرأة غاية في الجمال

ترتدي فستان أحمر لامع يظهر معالم جسدها كليا، لكن تحت قدميها كانت هناك مخلوقات مفزعة تتمسح في قدمها كأنها تستعبدهم، رأيت سلسلة فضية في يدها وفي أخر السلسة حقلات ملتفة على أعناق تلك المخلوقات

سمعنا أنا و"عائشة" موسيقي صاخبة عالية جدا، توجهنا نحو أحد النوافذ ونظرنا لأسفل بحذر، رأيت حفلة من جحيم السعير، رأينا مخلوقات مفزعة ترقص وتصخب بهمجيه

أشمئزيت من أشكالهم المقززة المخيفه، عدت أبحث في الغرفة المخيفة أكثر، رأيت ما يشبه المكتبه، يصل طولها لسقف الغرفه، رأيت الكتب معلقة في الهواء

وليست على أرفف كالمعتاد، لفت إنتباهي كتاب منهم له جلد سميك ضخم، بدا مميزا جدا، أقتربت منه لأخذه، لكن فجأة سمعت صراخ "عائشة" ألتفت حول نفسي، رأيت العشرات من الشياطين يقفون محملقين لي وأحدهم يمسك

بــ"عائشة" من عنقها ويرفعها لأعلى، أنا غضبت جدا، تأججت النيران بداخل عقلي، رأيت بعضهم يركض تجاهي ليقبض علي، وجدت نفسي أمسك القلادة وأقبض عليها بشده

صرخت الشياطين وصعد منهم دخان كثيف، لكن انا وجدتني أفعل شئيا غريبا جدا، وجدتني أقترب من أحدهم، وقفت أمامه رفعت عيني لمستواه وفجأة مسكته من عنقه رفعته عن مستوي الأرض بكثير ولا أعرف كيف وهو أطول مني بكثير أيضاً؟

وجدت نفسي أقول له بلغة لا أعرفهاولا أفهم من أين لي بها، لكنها ليست بــقرآن، إنجيل، تورآة، أو حتى من كتاب الزابور الذي لم يقرآه الكثيرين

قلت له بتلك اللغه:
_ من تكون أنت لتوقف حامي قلادة الحصان يا طاروش بن يمنه بن اريقان بن ثعلب؟ أمرك بتمجيد سيدك وإطاعته حتى الرمق الأخير.

حقا أنا أسمع الكلام من فمي وأفهم ما يقال لكني لا افهم كيف لي أن أعرف تلك اللغة أو ما قيل بها؟ لكن بعدما قلتها، وجدتهم يصرخون بأصوات حاده

تركوا "عائشة" مجبرين، أتت تركض إلي وهي تحملق بي بصدمه، لكنني لم أبادلها نظرات الصدمه، قلت لذاك الشيطان الذي أعلقه بيد واحده:
_ اين مخبا سيدك إبليس؟ أعلم أنه تحت القصر، أين المدخل أيها اللعين؟ أنطق قبل أن احرقك بيدي.

الجوكرFCحيث تعيش القصص. اكتشف الآن