19، بداية حياه جديده

13 1 0
                                    

"عودة إلى حسن وعائشة"
توقفت فجأة قبل أن اقضم القطعة الشهية في يدي، سمعت صوت
"عائشة" يرن في أذني كــنداء بعيد وهي تقول:
_لا يا "حسن"، لا تأكلها مطلقا، لا تفعل يا "حسن".

ألقيت بدون تفكير بقطعة الدجاج من يدي، أستدرت حول نفسي كـالمجنون وأنا أنادي "عائشة":
_أين أنتي؟ "عائشة" أين أنتي؟

قالت لي من بعيد:
_أنا صوت في عقلك يا "حسن"، لقد عرف الساحر بأمرك، وهو من قام بأرسال خدامه لكي يفقدوك عقلك

وهم من تلبسوا جسدي لكي يبعدوني عنك ويمنعونا من الأستمرار معا، لكنني أحاول بشى الطرق أنا أتخلص منهم

وأنت يا "حسن" أتذكر تلك الهبة التي وعدك بها كبير ملوك العشائر "قسفيائيل"، أستخدمها يا "حسن"، أستخدمها لكي تميز الحقيقة من الوهم

أستعن بها وبــالقلادة ، وبعلمك يا "حسن" لقد وقعت في الفخ، حاول أن تخرج منه بما تملكه وتعرفه.

فهمت رسالتها، لكنني أريدها هي معي، فقط مجرد تواجدها يعطيني الثقة والأمان، حاولت أن أناديها كثيرا، لكنها لم تجيب

تسائلت في نفسي كيف أستخدم موهبتي تلك التي لا أعرف ماهيتها بعد؟ لكن من خبرتي مع عالم "عائشة" وغيره، تقريبا فهمت ما يجب علي فعله

أغمضت عيني بقوة وركزت كل إهتمامي على تحضيرها كأنني أستدعي أحدهم بالتخاطر، فتحت عيني فجأة وإذ بي أرى المشاهد تتبدل حولي

رأيت المشهد كله يعاد بالعكس كما يحدث في الأفلام، رأيتني وأنا أقف أعتصر عقلي  بـالتفكير، وأنا أغمض عيني، عادت الصورة وأنا أتحدث إلى "عائشة"

وأنا أمام الطعام، وأنا داخل غرفة السفرة، كل هذا يعاد أمامي بصورة سريعة جدا، فجأة ظهروا أمامي، مخلوقات مخيفة، طوال القامة، صلع الرأس، ذو أعين مستطيلة غريبة

لديهم أفواه زرقاء شاحبة، رآيتهم وهم يعدون الطعام كله، عادت الصورة بي إلى الصالة الرئيسية للمنزل،  وأنا نائم ليلة أمس

كانوا حولي يشكلون صفين محاطين بي، لم أفهم كيف لم آراهم ليلة أمس؟ كانوا يقتربون مني، جثوا أرضا حولي، بدأوا يشتمون في كالحيوانات

وقفوا جميعا بسرعة رهيبو حولي، تيبسوا كالأصنام، بدأوا ينشدون ترانيم مخيفة بوترية منتظمة، سمعت أصوات طبول قوية تضرب في أذني

علت أصوات أجراس عالية جدا، تضرب بأنتظام تصم الآذان، أستمروا هكذا طوال الليل بجواري وأنا نائم حتى آذان الفجر، فجأة انقلبت ترانيمهم إلى

صرخات عالية مفزعة، بدت كأنها أجهزة إنذار وعملت كلها مرة واحدة معا، أنتهى الآذان ووقفوا جميعهم مجمدين كالتماثيل بلا حراك

أستمروا هكذا حتى أشرقت الشمس واستيقظت أنا، أنتهت الصورة السريعة وعدت لأرض الواقع، وجدتني لازلت في غرفة السفرة

الجوكرFCحيث تعيش القصص. اكتشف الآن