32، أكتشفت جوسلين الحقيقة

9 1 0
                                    

"عودة إلى جوسلين والعقرب"

تركته وسارت في جهة اخرى بعيدة عن تلك الجهة التي كان يسير فيها، لم تتوقف عن التمتمة وهي تسير بين الشجر وتتعثر كل بضعه خطوات.

‏ لم تبتعد كثيراً ايضاً، لكنها وقفت فجاة متجمدة في مكانها، شعرت بالشلل التام في ارجاء جسدها وهي ترى امامها على بعد خطوات منها.

رأت "جوسلين" البحر امام عينيها على مرمى البصر، الرمال الصفراء على الشاطئ تلمع كحبات اللؤلؤ اللامع تحت اشعه الشمس.

لكن لم يكن هذا ما اثار رعب "جوسلين" ارتعبت عندما رآت رجال اشداء عددهم يتجاوز ال 50 رجلاً،

‏ ويحمل كلا منهم سلاح ناري ضخم على ظهره وسيوف أو ما شابه ذلك في اغمادهم على حزام حول الخصر.

‏ كتمت الفتاه شهقت الفزع في حلقها خمنت من هيئتهم الشريرة والسفينة الضخمة التي تقف قريباً من الشاطئ.

‏ والبراميل والصناديق الخشب التي يحملونها من الجزيرة إلى قارب مطاطي ينتظرهم على الرمال.

‏ خمنت انهم لصوص البحار او كما هو شائع عنهم قراصنة البحار، وهم عباره عن بضعة رجال لهم قائد خطير.

‏ يقومون بالتجارات الغير شرعية وقانونية ويهربونها عبر البحار، خافت "جوسلين" بشدة، وحاولت التراجع لكنها تجمدت مجدداً وهي ترى حفنة منهم يقتربون صوبها.

‏ عادت تركض من حيث اتت، وعرفت طريقها بسهولة بسبب تلك الاغصان التي حطمتها اثناء عبورها عليها.

‏ وصلت الى نفس البقعة التي تركت العقرب فيها، وقفت تنظر حولها بجنون وهي تفكر في نفسها قائلة:
‏_اللعنة علي، من المؤكد انه رحل الان، لن ينتظرني، انه اراد التخلص مني وفعل،

‏لماذا يلحق بي او ينتظرني؟

‏ قطعت كلامها مع نفسها وهي ترى خيوط دخان سوداء تتصاعد من مكان قريب منها، بلا تردد او تفكير ركضت نحو هذا الدخان وجدت "عماد"

‏ يجلس على صخره وقام باشعال القليل من الاغصان ليتدفء بها.

‏ رآها قادمة نحوه وهي تركض بجنون كأن الشيطان بنفسه يلاحقها، وقف ينظر لها بقلق بعدما رأى نظره الرعب على وجهها، سألها وهي تقترب منه:
‏_ما الخطب يا فتاة؟ لما تبدين مرتعبة هكذا؟

‏ لم ترد عليه، انحنت ارضاً حملت التراب بيدها والقت به على النيران، صرخ فيها "عماد" بغضب:
‏_ايتها المجنونة الحقيرة، لما فعلت هذا بحق السماء؟ هل تعرفين كم اضعت من الوقت وانا احاول اشعال تلك الاغصان اللعينة؟

‏ نظرت له بغضب وهي تجثو على ركبتها، وقفت بسرعة وكتمت فمه وهي تنظر حولها بجنون، دفع يدها بعيداً عن وجهه.

‏ قالت له بغضب هامس:
‏_اخفض صوتك اللعين هذا يا مغفل، هناك قراصنة مسلحين يحملون اسلحتهم من هنا على الجزيره، اعتقد انني اكتشفت سر هذه الجزيرة اللعينة، لكن هذا ليس وقت التحقيق، هيا يا عقرب علينا الاختباء فهم اتون الى هذه الجهة، تعالى لنختبئ الان وبعدها ساشرح لك كل ما فهمته.

‏ لم يكذبها "عماد" لانه لمح طيف رجال يقتربون من بعيد دفعها بسرعة الى الخلف نحو شجرة عملاقة يغطيها نبات السرو العالق.

‏ وضعها عماد على الشجرة ووقف امامها بجسده الضخم وانزل النبات عليهم معاً، كتمت "جوسلين" انفاسها لكن ليس بسبب خوفها من هؤلاء القراصنه او ملاعين الجزيرة.

‏ أو الجان، الشياطين والغيلان او حتى الحرس والسجناء بل ما كتم انفاسها واوقف سريان الدماء في عروقها هو التصاق العقرب فيها.

‏ كانا ملتصقان ببعضهم وكانهم جسد واحد لا يفرقه او يفصله شيء، حملقت "جوسلين" في وجه العقرب الذي يدور بوجهه يمنى ويسرى ليرى الرجال وما يحدث خلف النبات المعلق الذي يخفيهم.

‏ شعرت "جوسلين" بأن قلبها يكاد يتوقف عن النبض من شده سرعته، رغم عنها رفعت يدها على وجه عماد تثبته عن الدوران حوله.

‏ مسكت وجهه بكلتا يديها، نظر لها بصدمة، تبادلاً النظرات للحظات، لكن "عماد" ينظر لها بتساؤل وفضول اما "جوسلين" تبادله بنظرات الرغبه والهيام.

‏ رفعت جسدها لمستواه بلا تفكير اخذت شفتاه بين شفاهها وقبلته بحرارة ورغبة جنونية، لكنها اوقفت نفسها بحزن عندما لم يبادلها القبلات.

‏ انزلت جسدها ارضاً ونظرت له بحزن شديد كان لا يزال مصدوم من فعلتها الغريبة، اخفضت وجهها ارضا وقالت له بأسف مؤلم:
‏_سامحني رجاءاً، فقط شعرت---

‏ قاطع كلامها وهو يجذب شعرها ويجبرها على رفع رأسها من جديد، مسك ذقنها باليد الاخرى واقبل على شفاها يقبلهما بجنون.

‏ فقدا نفسهما معاً ونسيا العالم حولهما، ترك عماد شعرها وذقنها مسك قدمها ورفعها على خصره، سند جسدها النحيل على الشجرة خلفها.

‏ لم يعد للحياء، الكره، الغضب، أو اي شيء سئ وجود بينهم الان، لم تعد سوى الرغبة الجنونية بينهم، صمم العقرب على امتلاك جسدها.

‏ بدأ يقبل عنقها بجنون،  سند جسدها بقدمه وبدا ينزع ثيابها ويقبل جسدها بنشوة جنونية افقدتها صوابها، لكنها هي وهو توقفاه فجأة عندما سمعوا معاً---

‏ "عوده الى حسن وعائشة"

‏ صعقت من هول الصدمة، وجدت جثة رجل ملقى ارضاً والدماء الجافه تحيط بجسده، كتمت انفاسي وانا اقترب كي ارى صاحب هذا الجثمان.

‏ صدمت عندما وجدته رجل الميناء "عمران الصعيدي"، لم اعد افهم شيئاً، كيف توفى هذا الرجل؟ ولماذا؟ وما الذي اتى به الى اليخت خاصتي؟

‏ اسئلة كثيره تدور في عقلي كالطاحونه لا تتوقف، كدت ان انادي "عائشة" لترى هذا او تعرف ما الذي حدث هنا؟ وكيف حدث؟

‏ لكنني فجأة تملكني شعور مقبض تجاه "عائشة"، وجدت نفسي اقول في سري:
‏_ولماذا احتاج اليها لاعرف ما حدث هنا؟ انا الان لدي قدرات وهبات تمكنني من معرفه الاحداث بعد حدوثها سوف اعرف بنفسي ما حدث هنا والان؟ ولن اقحم عائشة في هذا حتى اعرف ما الذي حدث هنا؟

‏ شعرت براحة بعدما توصلت لهذا القرار اغمضت عيناي معاً لاستحضار هبة الملك "قسفيائيل" لي، وهي معرفه ما حدث سابقاً.

‏ لكنني فتحت عيناي ولم اجد اي شيء تغير نظرت حولي بصدمة كبيرة!! كيف لم تفعل الهبة او تعمل معي؟ ماذا حدث فجاة؟

‏ وجدتني اركض للخارج كي انادي "عائشة" لتفسر لي سبب ضياع تلك الهبة مني، صعدت على سطح اليخت ابحث عنها.

‏ لكنني لم اعثر عليها، انقبض قلبي، شعرت بالخطر عليها لكنني لاحظت شيئا اخر قبض قلبي بشدة.

‏ انه الليل، متى حل الليل علينا؟ لقد كانت الشمس تسبح في اوج السماء قبل بضعه دقائق فقط.

‏ اللعنة على هذا، كيف حدث هذا لي ومعي؟ اين عائشة بحق السماء؟ وقفت اتنفس بعصبية، لكنني هدأت نوعاً ماً وقلت لنفسي في سري:
‏_اهدأ يا حسن من المؤكد ان تلك احد الاعيب الجان،  

‏ انت كنت واثق بانهم لن يتركوك تهنئ برحلتك بسلام، كم كنت غبي لظني بأنهم سيتركونني اتنفس لبرهة، لكن هذا لا يهم الان، سوف استعد لهم جيداً لاحقاً،

‏ المهم الان هو عائشة، أين اختفت؟ ولما لم اشعر بوجود دخيل هنا؟ ولماذا لا استطيع أستخدام هيبتي اللعينة؟

الجوكرFCحيث تعيش القصص. اكتشف الآن