38،عودة لقصر إبليس

8 1 0
                                    

"عودة الى حسن وعائشة"

صدمت بشدة وأنا أحملق في كل ما حولي، وجدت العشرات من الدمى الضخمة مختلفة الأحجام، الأشكال والألوان.

‏ فمنهم من كان في حجم إنسان، ومنهم من كان أسود البشرة كالزنوج، ومنهم الصغير في حجم دميه عاديه، لكن الرابط بينهم جميعاً أنهم يرتدون ثياب آدميه.

‏ والنساء منهم يرفعون شعرهم في تسريحات مختلفة ويضعون ميك آب مختلف جعلهم يبدون كالبشر بالضبط.

‏ نظرت له وقلت بصدمة:
‏_منذُ متى وانت تعيش وحدك يا سام؟

‏ ابتسم بمرارة وقال بيأس:
‏_لم أعد أحسب الأيام يا رجل، لقد مرت أيام، عقود، سنوات، أجيال، وقرون، حقاً لقد مللت من العد يا صاح.

_إذا انت هنا وحدك على كل تلك الجزيرة؟

_يا رجل هل نسيت بكل تلك السرعه هؤلاء الحمقى الذين لاحقوك واوشكوا على إلتهامك؟

_لا يا سام، لا اقصد المسوخ غريبي الشكل والاطوار بل اقصد مخلوقات اخرى مسالمه مثلك انت.

تنهد "سامهين" بتعب وألقى بنفسه على المقعد واضعاً يده على دميه بجواره كأنها صديقته المقربه، قال وهو ينظر بلا اكتراث حوله:
‏_لا يا صديقي، فكما ترى انها جنة بلا ناس، واحة بلا ماء، شجرة بلا ثمار، غيوم بلا أمطار--

‏ قاطعته بحدة وانا اصرخ فيه:
‏_توقف يا هذا، ما خطبك يا رجل؟ اعني يا سام حقا انا لا اعرف ان كنت بشر وتخدعني ام انني اتوهمك.

_حقا ولما تقول هذا يا رجل؟

_من تصرفاتك يا صاح، تتحدث كالبشر تماماً، تعيش كالبشر المتسكعين، ولما بحق الجحيم تتنهد؟ الجان لا يتنفسون حتى، اتعلم يا رجل، إن لم تتجسد لي منذ دقائق لكنت اقسمت انك كاذب مدعي لا حقيقة في كل كلامك.

ضحك "سام" ضحكة عاليه جعلني اضحك معه ابتسم وقال بعدما هدأ قليلاً:
_دعك من كل هذا يا رجل الأن، لأنك ان صببت جام تركيزك في كل شيء يدور حولك سوف تفقد عقلك بحق كما قالت عاهرة الساقطة "زوريا".

قضب وجهي فجأة بعدما ذكرني بما انا فيه، تنهدت بتعب والقيت بنفسي على الاريكة خلفي، سألني "سام" بجديه:
‏_ما الأمر الآن يا حسن؟ لما تبدو مهموم هكذا يا صاح؟ ألا زلت مصدوم حتى الآن بعدما حدث معك كل هذا؟

‏ قلت له بسخرية:
‏_دائماً تسال ايها الوقح، ألم تسبح في عقلي منذ لحظات وتعرف ما يدور في خلدي قبل ان انطقه؟

‏ أبتسم بخجل وقال لي باستحياء:
‏_لا تغضب مني يا رجل، أنا حقاً سعيد بوجودك معي لكن انت لست كذلك على ما يبدو.

‏ تنهدت بتألم وقلت له:
‏_كيف أكون سعيد بعدما فقدت حبيبتي سام؟ كيف لي ان احيا في عالم هي ليست فيه؟ كم اتمنى الموت يا رجل لكن ليس على يد مسوخ مرعبة كهؤلاء في الخارج.

‏ زفرت بأختناق لكنه صدمني حين قال:
‏_ومن الذي اخبرك انها ليست في نفس العالم معك؟ من اخبرك انها ماتت؟

‏ أنتفضت مكاني وانا احدق فيه بهلع قلت له بأنفعال:
‏_هل هي حيه؟ هل تعرف مكانها؟

‏ قال لي وهو يعتدل في مكانه:
‏_تمهل يا حسن، أنا لم اقل بأني اعرف شيء عنها، لكن انت من يمكنه معرفة كل شيء عنها.

‏ سألته بإلحاح:
‏_كيف؟ كيـــف افعل هذا يا سام و انا مسجون هنا؟ اخبرني كيف وانا افعل هذا فوراً؟

‏ أجاب بثقة:
‏_انت من يعرف الطريق ولست انا يا رجل انت من تواصل معها وهي سجينة من قبل، أنت الوحيد الذي يستطيع ان يعبر كل الحواجز ويصل إليها، اسأل نفسك كيف استطعت التواصل معها قبلاً؟ وعيد هذا الامر الآن.

‏ نظرت له بصدمة وانا غير مصدق كلياً كيف لم يخطر هذا الامر ببالي من قبل؟! نعم انا استطيع التواصل معها استطيع رؤيتها بإمكاني التحرر من هنا كم انا غبي حقاً.

‏ وقفت وأنا كلي حماس وإصرار، قلت لسام بثقه:
‏_خذني الى غرفة مظلمة هادئة، سوف نرحل عن هنا قريباً.

‏ رد علي بصدمة قائلاً:
‏_نرحل، لما تجمعني معك يا رجل؟ ماذا تعني بهذا؟

‏ قلت له بثقة:
‏_سوف اخذك معي يا سام، لن اتركك تتعفن هنا حتى الابديه، انا في حاجة لك في حياتي، لم يسبق لي ان كان لي صديقا وفي حقيقي،

‏ انت هو ذاك الصديق الذي انتظرته طويلاً، هيا يا رجل جهز نفسك لان الجنة ستغدو مملوءة بالناس، سيمطر المطر ويغرق الواحه والفأر سيغدو سبع لن يرحم احد.

‏ نظر لي "سام" بصدمة كانني فقدت عقلي شعرت انه خاف مني لكنني لم اكترث لصدمته صرخت فيه:
‏_هيا يا رجل حرك مؤخرتك اللعينة تلك قبل ان اركلها لك.

الجوكرFCحيث تعيش القصص. اكتشف الآن