"عودة إلى جوسلين والعقرب"
لم تكن المسافة قصيرة كما بدت لهم من بعيد، ساروا لمسافة طويلة حتى وصلا عند مشارف الغابة.
لكن "جوسلين" وجدتها مقبضة، مرعبة عندما وقفت أمامها، شعرت بأوصالها تتجمد وهي تحدق في الأشجار المشعبة المتشابكة بشدة.
دفعها "عماد" بكتفه وهو يدلف للداخل بلا تردد، قال لها بسخرية باردة:
_هيا أيتها الغبية، هل أصابك الشلل الأن؟ ألم تختاري أنتي طريق الغابة بنفسك، هيا إذاً بلا تضييع مزيد من الوقت في هذا التحديق الغبي هذا.
تركها ودخل بين الاشجار ضربت الارض بقدمها كالاطفال وهي تتمتم بغيظ هامس:
_اللعنة عليك ايها المغرور، كم اطوق للتخلص منك، حقا لا اعرف كيف وقعت في غرام متغطرس مثلك انت ايها العقرب؟
سارت وهي تضرب الارض تحت قدمها بعنف، سارت بين الشجيرات ذات الفروع المتشابكه وهي تحملق فيهم بضيق، الفروع تقف عائق في طريقها كانها ابواب حديد قويه تحتاج ليد اقوى لدفعها بعيدا عن الطريق.
"جوسلين" طفح كيلها، صرخت في "عماد" وهي تنظر له بصعوبه من بين فروع الشجر:
_انت ايها اللعين، لما تركتني وحدي وتركض بعيداً؟ هل النمور اللعينه تلاحقك؟ ام تظن بأن المخرج سيرحل عما قريب؟!
توقف عماد عن السير نظر لها بغضب واضعاً يداه على خاصره وهو يتنفس بعصبية غاضبة انتظرها حتى قطعت الفروع من طريقها ووصلت اليه وقفت تنظر له وهي تبعد الفروع التي علقت بشعرها قالت له بحده:
_اي نوع من الرجال انت ايها الوغد؟ تركتني اعاني كي اعبر ولم تكلف نفسك عناء مساعدتي، حقا انت وضيع لا رجوله فيك.
صدم "عماد" من كلامها بشدة، بدا الشر يتطاير من عيناه وهو ينظر لها بغضب اعمى وصرخ فيها فجاة:
_كيف تجرؤين ايتها الحقيره؟ لقد خطرت بنفسي عندما اخفيت حقيقتك عن الجميع عرضت نفسي للموت والهلاك وانا احميكي،
قمت بتهريبك من السجان قبل السجناء تعرضت للخطر مرارا وانا اعبر بك البركة، اصعد بك الشلال اخبئك في كهف الشلال تعرضت لابشع مخلوقات قاتله لكي اهربك من هنا والان انا وسط ادغال لعينه لا اعرف بدايتها من نهايتها،
انك حقا ناكره للجميل لقد انهكني التعب، البرد، الجوع، والارهاق الشديد، كل هذا عانيته ولا زلت اعانيه لاجل حاقده، ناكره للجميل مثلك انتي،
اسمعي يا فتاه انا لم اعد احتملك اكثر من هذا اذهبي في طريقك ودعيني وشأني لقد اكتفيت منك الى هذا الحد لقد اوصلتك لاكثر من نصف الطريق عليك ايجاد مخرجك بنفسك.
توقف يلتقط انفاسه الغاضبه بدا صدره يعلو ويهبط من شده عصبيته لكن كلامه أثار غضب "جوسلين"
التي قالت له بصراخ:
_حقا انك لبطل عظيم، انا ايضا لم اعد احتملك لقد وثقت بك امنتك على حياتي وحقيقتي، لكنك لم تدع فرصه والا تلومني الا وتهينني تجرحني بشده تنعتني بالغبية الحمقاء السخيفة والمتهورة،
