29، تكاد تفقد عقلها

10 1 0
                                    

"عودة إلى جوسلين والعقرب"

سخريته أثارت غضب "عماد" قال له بحدة:
_ماذا تكون أنت؟ وما الذي تريده منا بحق السماء؟

رد الغريب بطريقة عملية جداً:
_لقد أتيت إليك برسالة من والدك الملك "حيزران"، يخبرك بأن أشقاءك في خطر ويحتاجون مساعدتك الأن، لقد آن أوان معرفتك الحقيقة، عليك أن تواجه بنفسك

كي تعرف قدراتك، فــمولاي الملك على خضم خوض حرب مع ألد أعداءه، والكل مشغول حالياً بما يحدث بين العشائر، وعليك أن تهتم بنفسك وأنت على وشك الدخول لعالم بنو أركيا المجوس، أنهم أكبر كارهين لوالدك وعشيرتك، لن يتركوك تمر في واديهم مرور الكرام،

عليك أن تستعين بقدراتك كــجان حتى تنتصر عليهم وتستطيع العبور من واديهم، بعد نجاحك في العبور، أبحث عن شقيقاتك "رقيه وعائشة"، وإذا ما أحتجت لمساعدة منا فقط أستدعنا.

تركهم وأختفى، تركهم بعد أن فجر قنبلة موقوتة من الألغاز والتسؤلات الجنونية في عقلهم، "جوسلين" نظرت له برعب، غضب من نظرتها، قال لها بحدة غاضبة:
_لما تنظرين لي هكذا كأنني شبح أمامك؟

أنا مثلك تماماً وتلك ألاعيب الجان ليقلبوننا على بعضنا، وإن أنتظرنا هنا أكثر لربما يظهر واحد أخر ويخبرني بأنك فضائية أو زومبي، أو شبح من سفينة تيتانك مثلاً، هيا يا فتاة دعينا نهرب من هنا قبل أن يأت الغيلان مجدداً.

هزت رأسها له موافقة، لكن قلبها يخبرها بأن هناك سر غامض لم يكشف بعد حول "العقرب" وإن تلك المخلوقات المرعبة لم تكن تكذب بالرغم من صعوبة تصديق حديثهم، لكن المهم الأن أن يخرجوا من هذا الكهف قبل عودة الغيلان وليحدث بعدها ما يحدث.

مسك العقرب يدها وركض بها بداخل تلك الحجرة في الظلام ولا يعرف إلى أين لكن ما يرعبه أكثر الأن، انه بدأ يرى في الظلام وكأنه يرتدي نظارة ليلية حرارية، لم يعد يرى الطريق فقط، بل يرى ما هو أكثر من هذا وهذا ما جعله يتوقف فجأة

وهو يحدق بهلع في تلك الأعين الصفراء المحدقة بهم من أعلى، أرتجفت طجوسلين" في يده وسألته بتوتر:
‏_ما الخطب أيها العقرب؟ هل تسمع شيئاً ما لا أسمعه؟

لم يرد عليها فوراً، لأنه لا يعرف بماذا سيجيبها؟ هل يخبرها بأن هذا المخلوق الشبيه بالبشر كان محق وأنه ليس ببشر؟ أم يكذب عليها وهذا ليس من شيمه؟!

حثها على السير وهو يقول لها بنبرة مرتجفة:
_أكملي سيرك وأنتي صامتى يا فتاة، دعينا نهرب من هنا قبل فوات الأوآن.

لم تجرؤ على مجادلته بسبب رعبها الذي وصل لأقصاه، أكملت سير بحذر وهي تتشبث في يده بقوة عنيفة.

لاحظ "عماد" أن تلك الأعين تتبعهم، لكنها لا تتحرك خلفهم، لم يشعر بالخوف منهم، بل شعر بالصدمة والأستغراب، أكمل سيره حتى شعر بأنه أقترب لسماعه خرير مياه الشلال.

الجوكرFCحيث تعيش القصص. اكتشف الآن