24، أخيراً ظهور الزومبي

13 1 0
                                    

"عودة إلى حسن وعائشة"
أبتسمت بتفاؤل لأول مرة منذ أشهر بعيدة، أكملت طريقي، لكني لم ألاحظ أن المكان حولي تغير مرة أخرى، لكن هذه المرة كنت في مكان جعلني أقلق بشدة وقلبي ينقبض بحق.

وجدت نفسي بداخل قصر كبير فخم جداً، لكن متى أتيت إلى هنا؟ لا أعرف ولا أفهم، لكن المهم أنني هنا الأن وعلي أن أخرج حالاً.

أو على الأقل علي عرفة سبب تواجدي هنا، لم يتسنى لي التفكير كثيراً، لأنني سمعت صوتاً من خلفي، لكن هذه المرة لم يكون صوت زمجرة، أو خربشة، أو خرير مرعب.

بل كان صوتاً جميلاً نقياً بريئاً، صوت كنت أدعي أن أسمعه مرة أخرى، حقاً أشتقت لــسماعه كثيراً، أنه صوت بشر، أخيراً هناك بشراً في هذا المكان اللعين.

أستدرت وأنا أدعو من كل قلبي أن يكون صاحب الصوت هذا بشري مثلي وليس خفاشاً ضخماَ أو تنين بحري، أو كائن فضائي، لأنني حقاً تعبت كثيرأ من رؤية ملخوقات مرعبة لا يتحملها عقل أو قلب إنسان.

لكنني صدمت عندما وقعت عيناي عليها، كانت شابة يافعة، كانت تجلس على مقعد أمام لوحة ترسمها بأحترافية كبيرة وهي تدندن أغنية "سيرة الحب" للعظيمة، كوكب الشرق، السيدة "أم كلثوم".

حملقت فيها بدهشة! أقتربت منها بهدوء كأنني أنجذب إليها مسحور، لم أحاول أن أتنفس حتى لا أشوشها وهي ترسم بتمعن وإستمتاع.

وقفت بالقرب منها وأنا أتامل ظهرها وجمال شعرها الحرير، لكن يبدو أنها شعرت بي وأنا أحدق فيها، أستدارت مرة واحدة، جعلتني أنتفض مكاني مفزوع، لكنني صدمت وأنا آرى وجهها!!

لم أصدق نفسي للوهلة الأولى، أنا أعرف تلك الفتاة الساحرة، أنها رفيقتي في الثانوية، أنها "مادلين منصور"، برنسس الهاي سكول، الفتاة التي حسدتها كل البنات في المدرسة.

وكل الشباب كانوا يتمنون نظرة واحدة منها، حتى المدرسين نفسهم كانوا يعشقون التحدث معها، أنها آيه من الجمال تسير على الأرض، تذكر المرء بــحور العين في الجنة كما وصفتهم الأساطير والقصص.

حملقت بها وأنا لازلت مصدوم من تواجدها أمامي! لكنها أبتسمت لي،ضحكتها تجعل القلب يقفز مهللاً في القفص الصدري بحق، جعلتني أنسى نفسي، أنسي لما أنا هنا؟ نسيت حتى أسمي نفسه.

أقتربت مني بخطى مدللة كــعادتها في السير، شعرت بأنها عارضة أزياء محترفة وليست فتاة مراهقة لا تتجاوز السابعة عشر من عمرها.

كنت أنا في قمة سعادتي وتحفزي لــتصل إلي وتتحدث معي، لكن فجأة ظهرت لي "عائشة" من العدم، لما بحق الجحيم ظهرت الأن بالذات؟

أول مرة أكره ظهورها أمامي، كان موقفاً مضحكاً ومحرجاً في نفس الوقت، "عائشة" برقت لي بحدة وهي ترآني أحملق في "مادلين" بإعجاب.

الجوكرFCحيث تعيش القصص. اكتشف الآن