45،بداية النهاية

17 1 0
                                    

أستيقظت "رقيه" أخيراً، وجدت الغرفة تغط في ظلام دامس، فهمت أنها أستغرقت في النوم لوقت متأخر، خرجت من الغرفة على مضض.

توجهت للمرحاض وتسبحت سريعاً، خرجت للعائلة وجدتهم مجتمعون في الصاله، بدأوا في تحضير العشاء والرجال ينتظرون في الصالة، لم تتناول "رقيه" الكثير من الطعام بسبب شعور الغثيان الذي عاودها مجدداً.

لكنها تمالكت كي لا تبدو ضعيفة أمام الجميع ويستغل "يوسف" تلك الفرصة ليتقرب لها كما فعل سابقاً.
بعد العشاء بوقت قصير، شعرت "رقيه" بشئ غريب يحدث في المنزل، حركة غير طبيعية تحدث في الغرف حولها.

لكنها لم تلفت إنتباه أحدهم كي لا تبث الفزع بداخلهم من جديد، وفجأة قالت والدة "يوسف لــ"زينه":
_ما هذه الرائحة يا أولاد؟ هل تركتي شئ على الموقد يا زينه؟

زينه بتوتر:
_لا يا أمي، لم أفعل.
الوالد:
_إذا، أدخلي تأكدي يا أبنتي.
نهضت "زينه" بإرتجاف ودخلت المطبخ، لكن قبل أن تصل إليه، صرخت بأعلى صوتها:
_حريــــق، النجدة.

نهض الكل مفزوعاً إلى المطبخ، وجدوا النيران تشعل المطبخ بأكمله، لم يتسنى لهم وقت للصراخ، لأنهم رآوا النيران تخرج من كل غرفة في الشقة.

تعالت الصرخات وصيحات الإستغاثة، خرجوا راكضين من الشقة قبل أن يحترقوا بداخلها،  النار تشتعل بسرعة جنونية في كل أثاث الشقة، خرج الجميع عدا "رقيه".
تجمدت مكانها وهي ترى ذاك المستذئب مرة أخرى، يقف وسط النيران بكل شموخ، تحول لهيئته البشرية من جديد، وجهه محترق بشع، يداه طويلتان تصلان للأرض، عيناه مضيئتان كأعين النمور في الظلام الدامس.

حدقت فيه "رقيه" وهو يقول لها بكل ثقة وغرور:
_لقد سبق وحذرتك، ليس بمقدورك فعل شئ لنا، أنهم ملك لي، لكنهم ليسوا وحدهم من أمتلكهم، أيضاً أبناءك، أنهم ملكي، ساخذهم فور ولادتهم،
وأنتي سأحرقك وأنتي حيه، وعندما تخرج روحك القذرة من جسدك الأقذر، سأسجنك في عالمي، ستظلين عبدة لي حتى الأبديه، لن يستطيع والدك المغرور حمايتك مني ستدفعين ثمن غرورك ووقاحتك معنا أيتها العاهرة الوقحة القذرة.

ظلت تحملق بصدمة، لم تستوعب حتى الأن الجحيم الذي تقف فيه.
"خارج البناية"
والد يوسف يبحث عن عائلته، لم يجد يوسف، صرخ في ابناءه:
_اين يوسف؟ ابحثوا عن شقيقكم يا أولاد.
ركض زين الذي نزل هو وزوجته وأحمد وزوجته بسرعة بعد رؤيتهم للحريق.
نظر زين بداخل الشقة بصعوبة بسبب النيران التي تخرج من الشرفات والنوافذ، لكنه رأى يوسف محاصر في غرفته، لم يتردد زين.
تخطى النيران وقفز بداخلها، كسر شيش الشرفة وأنقذ شقيقه، خرج يوسف وهو يسعل بجنون، لكنه رفع رأسه يبحث عن زوجته لم يجدها وسط عائلته.
صرخ فيهم:
_أين زوجتي؟ أين رقيه يا أبي؟
بحثوا بأعينهم عنها بين الناس، عندما لم يجدها يوسف، ركض على البناية دخلها مندفعاً، وجد باب الشقة يحترق بأكمله.
لم يتردد أو يفكر لوهلة حتى، رفع قدمه ضرب الباب بعنف.
"بداخل الشقة"
لاتزال رقيه متجمدة مكانها، تسأل نفسها بعدم تصديق:
_ماذا يعني هذا؟ هل أصبحوا أقوى مني أنا وحارسي؟ هل أنتصروا علينا وأحرقوا الشقة بنا؟ هذا مستحيل، مستحيل.
أقترب الكائن منها، رفع يداه الطويلة جداً يمسك عنقها، وفجأة وجدت من يسحبها من يدها ويحملها بين يداه.
كانت المسكينة تسعل بقوة، وضعها "يوسف" أرضاً وصرخ في الجميع:
_ماء، ليحضر أحدكم بعض المــــاء.
"بداخل شقة زين"
أخذ زين عائلته كلها إلى شقته، أنتظر  الجميع الشيخ محمد هناك، وصل الرجل بسرعة، نظر إلى "رقيه" وقال لها بتوجس:
_هذا ما كنت أخشاه يا أبنتي، العشيرة قوية جداً، لن تستطيعي مواجهتهم.
قالت له "رقيه" بثقة:
_وأنا لا أحتاح أن أواجههم، لأنني سأفعل ما قلت لي عليه.
التوتر ساد الجميع، "يوسف" في قمة غضبه، شقيقه ربت على كتفه يؤازه، وقال الشيخ محمد:
_أخبرني يا شيخ محمد، هل سيكون هناك خطر على رقيه؟
الشيخ:
_الخطر بالفعل موجود، وقد لحق بكم جميعاً بالفعل، أن رقيه فتاة قوية بالفعل ولديها إيمان قوي، بعيداً عن كونها جنيه، وعن حارسها، لديها قلب فولاذي بالفعل، علينا أن نتخذ تلك الخطوة،

الجوكرFCحيث تعيش القصص. اكتشف الآن