4

133 3 0
                                    

الفصل الرابع
ياسين بهدوء:"عقابك مش بسيط، و برده ماينفعش تتساوى بالتانيين."
نظر له مرتضى بعدم فهم، ولكنه سمع صوت سيارات الشرطة تقترت من المنطقة التي هم بها ... زحف مرتضى سريعًا نحو باب الغرفة ولكنه لم يستطع الوصول لها لأن رجال ياسين قاموا بإمساكه وأوسعوه ضربًا .. تحرك ياسين نحو الغرفة ولحقه رجاله خلفه تاركين مرتضى يسعل دمًا من ضربهم المبرح له ...
....................................................................
في صباح اليوم التالي:
إستيقظت مريم وهي تشعر باليأس مما وصل له الحال .. تتمنى أن تسعد ولو قليلًا في هذه الحياة ولكن يبدو أن الحياة لن تبتسم لها أبدًا كما هو متوقع .. نهضت بتكاسل شديدٍ من سريرها فهي تعلم جيدًا أن يومها سيكون طويلًا ...
..........................................
دخل ياسين المشفى بخطواته الثابتة متجهًا نحو غرفة مكتبه وإتجه بعض رجاله بإتجاه غرفة عماد والذي إنتفض بسريره عندما وجد رجال ياسين أمامه ..
عماد بإرتعاش:"إنتوا عايزين إيه؟"
قام أحدهم بالتقدم وكان يحمل حقيبة بيده وإتجه نحو خزانة ملابس عماد وجمع ملابسه بها .. وأما أحد آخر منهم قام بحمل عماد الذي صرخ بهلع وخوف مما يحدث .. وضعه الرجل على كرسيه المتحرك وتحركوا خارج الغرفة وعماد يصرخ بإسم مريم ...
عماد بصراخ:"إلحقيني يا مريم، هيقتلوني."
.............................
تمشي في ممرات المشفى والحزن بادٍ على وجهها تنظر أمامها بشرود .. ولكنها إنتبهت لبعض الوشوشات التي تحدث حولها ... نظرت للممرضات والطبيبات اللواتي تبدوا السعادة على وجوههم ... شعرت مريم بفضول كبير نحو سعادتهم وإتجهت نحوهم متوجسة ..
مريم بإستفسار:"خير؟ في حاجة يابنات؟؟"
تحدثت إحدى الممرضات بهمس مسموع لها:"بيقولوا إن مرتضى إتقبض عليه."
نظرت لها قليلا بعدم إستيعاب كأنها تحاول أن تقوم بتجميع ما قالته الممرضة .. ولكنها لم تشعر بإبتسامتها التي ظهرت لذلك الخبر الرائع .. ولكن سعادتها لم تكتمل عندما سمعت صوت عماد يصرخ بإسمها .. إتجهت نحو مصدر صوته ووجدت أحد الرجال يتحرك بكرسي عماد المتحرك وخلفه باقي زملائه .. لحقتهم سريعًا ووقفت أمام الكرسي، مما جعل الحارس يتوقف ...
مريم بغضب:"إنتوا واخدينه على فين؟؟"
نظر لها الحارس وباقي الرجال صامتين ..
مريم بصراخ:"ردوا عليا؟؟ واخدينه على فين؟؟؟ أنا لا يمكن أسيبكم تاخدوه."
أمسكت بكرسي عماد تحاول سحبه نحوها ولكن الحارس كان ممسكًا بمقبض الكرسي بقوة ... فلم تستطع تحريكه ...
مريم بغضب:"سيبه."

تحدث الرجل بجدية:"دي أوامر."
مريم بغضب:"بلا أوامر بلا زفت ... عماد مش هيخرج من المستشفى .. ومش هيمشي."
كاد أن يجُيبها الرجل ولكنه صمت وترك مقبض الكرسي وأنسحب هو وباقي زملائه .. أما مريم كانت متعجبة من رحيلهم المفاجئ ولكن عندما نظرت خلفها علمت السبب ... تقابلت نظراتهما .. توقف الزمن بالنسبة إليها كتلك المرة التي توقف بها عندما كانا يتطلعان ببعضها عند حديقة المشفى .. إعتراها الخوف بسبب نظراته الجليدية التي تخترق روحها ... ولكنها إستفاقت وتحدثت بقوة ..
مريم بأمر:"عماد مش هيخرج بره المستشفى دي."
تجاهلها ياسين ونظر لعماد الذي يبكي كالطفل الصغير ممسكًا بطرف معطفها الطبي ..
ياسين بهدوء:"ودّع الدكتورة يا عماد."
عماد ببكاء:"لا مش همشي، مش هسيب مريم، أنا بيتي هنا."
لم يجبه ياسين ولكن نظراته كانت ردًا كافيًا أنه الرفض بالطبع ... إرتجفت شفاة مريم وهي تنظر لعماد تفكر ماذا تفعل لكي لا يبتعد عنها .. كيف له أن يبتعد هو أيضًا؟؟ كيف؟؟؟ ... إتجه ياسين خلف كرسي عماد وأمسك بمقبض الكرسي، ونظر لمريم بهدوءٍ شديد ... أغمضت مريم عينيها تحاول منع دموعها من الهطول ولكنها لم تستطع وتركت عبراتها تخرج من مقلتيها مستسلمة لرحيله .. هبطت لنفس مستوى عماد وأمسكت يديه بقوة ..
مريم"كان نفسي أفضل معاك زي ما وعدتك ... بس إنت لازم ترجع بيتك."
عماد ببكاء:"لا .. ماتسيبنيش يا مريم، أنا ماليش غيرك."
مريم ببكاء هي الأخرى:"وأنا كمان ماليش غيرك .. هاجي أزورك مش هسيبك، روح إنت دلوقتي وأنا هبقى أجيلك."
هز عماد رأسه بحزن أما مريم إعتدلت وإبتعدت عن طريق ياسين الذي تحرك وعندما أصبح بجانبها تحدثت بضعف ..
مريم:"أرجوك سيبه."
توقف ياسين عندما قالت تلك الكلمة ثم نظر لعينيها الباكيتين قليلًا .. ولكنه تركها وتحرك كأن شيئًا لم يكن .. إستندت بجسدها على الحائط تبكي على فقدانها عماد ... الشخص الذي تلجأ إليه دائما وتبكي في أحضانه كحفيدة خدعتها الحياة ... لا تدري كم ظلت تبكي على فقدانها ذلك .. ولكنها حاولت أن تختفي عن الأنظار ولم تستطع التوجه نحو غرفتها لأنها كانت بعيدة عنها وتوجهت نحو غرفة روان والتي كانت إستيقظت لتوها ... تعجبت روان من دخول مريم الغرفة باكية .. لا تعلم هل تواسيها أم تواسي نفسها على حالتها النفسية السيئة .. كل ما ترغب به وتفكر به هو الإنتحار .. ولكنها تحاول وتقاوم ألا تفعل تلك الجريمة بحق نفسها ... رفعت يديها لمريم المستندة على الباب وتبكي وهي تنظر لها ... ركضت مريم سريعًا نحوها وإختبأت بأحضانها تبكي بشدة ... وشاركتها روان البكاء حزنًا على حالها وعلى الظلم والخذلان الذي تعرضت له من هذا العالم ...
........................

القاتل الراقي _ مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن