19

95 2 1
                                    

الفصل التاسع عشر
"موعدٌ مع الملك"
إستقرت مريم بأحضان ياسين وهي تبكي بقوة على ما حدث؛ أما هو كان يربت على رأسها بهدوء .. قتل رجاله آسر ولكن مريم ظلت مختبئة بأحضانه خوفٍا مما ستراه إذا خرجت منه .. وبعد ثوانٍ قليلة شعرت مريم بأن ياسين يسحبها لتقع معه أرضًا ... نظرت له بعدم إستيعاب وإنتبهت لتلك الدماء التي تسيل من جسده وبالتحديد أسفل ظهره لتتأكد أن الرصاصة التي أطلقها آسر قد أخذها ياسين عنها ..
مريم ببكاء:"ياسين."
نظر لها ياسين وهو يشعر بالألم ولكنه فقد الوعي .. حمله رجاله سريعًا ووضعوه بسيارة وهرولت مريم خلفهم ركبت معه بذات السيارة وأسندت رأسه على ركبتيها وأمسكت بيده بقوة وتبكي بنحيب على ما حدث ... تشعر أنها تائهة .. تشعر ان الحياة أصبحت مُظلمة أكثر مما كانت ..
مريم ببكاء:"ياسين."
فتح عينيه مرة أخرى ...
مريم:"ماتسبنيش."
رفع إحدى يديه وقام بمسح دموعها المنهمرة ولكنها كانت مستمرة بالبكاء ..
ياسين بدون وعي:"تهون الدنيا كلها قدام دمعة من عيونك."
مريم ببكاء:"أنا هعمل كل إللي هقدر عليه عشان أنقذك."
أغمض ياسين مرة أخرى وضغط على يدها برفق وتحدث بجملة واحدة قبل ان يفقد وعيه مرة أخرى ..
ياسين:"أنا واثق فيكي."
فقد ياسين وعيه وإزداد بكائها أكثر .. ضغطت على مكان جرحه لكي تمنع النزيف ولكنه كان شديدًا يبدو أن هناك عضوٌ ما قد أُصيب!! ... بعد مرور عدة دقائق .. وصلت سيارة ياسين وخلفها سيارات رجاله .. وهنا إقترب المُسعفون مهرولون نحو سيارة ياسين وللمفاجأة فقد إنتشر الخبر سريعًا لقد كانت الصحافة أيضًا بإنتظار قدومه وبدأوا بتصوير كل شئ ... حمله المسعفون على النقالة وتتبعهم مريم مهرولة غير آبهة بملابسها المليئة بدمائه، بل كانت تبكي فقط وهي تنظر إليه هكذا مغمض العينين لا تذكر كيف أتوا هنا وكيف حدث كل هذا، كانت كالمُغيبة ولكن كل ماتذكره أن قلبها كاد يخرج من مكانه لخوفها عليه في تلك اللحظة ... تلك اللحظة فقط جعلتها تنسى من هو! ... ومنذ ذلك الحين وهي تبكي بكثرة على ماحدث له وتتمنى ألا يتركها الآن، راقبت المُسعفون وهم يدخلونه لغرفة العمليات ورأت الممرضات يهرولون نحو الغرفة ومعهم بعض الأطباء أما طارق فقد كان يراقبهم ولم يُحرك ساكنًا وتجاهل خبر أن ياسين المغربي قد أصيب بعيار ناري كما إنتشر في الصحف بسرعة .. تقابلت نظراته مع مريم التي تبكي ولكنه تجاهلها وتركها .. نظرت مريم في إثره ولكنه قررت أن تتبعه ...
مريم:"دكتور طارق."
إلتفت طارق لها بإستفسار ...
مريم ببكاء ورجاء:"بعيدًا عن أي خلاف شخصي بيني وبينك، أنا برجوك إنك تبقى معايا في العملية دي."
طارق عاقدًا حاجبيه بغضب:"مش هبقى معاكي، أنا آسف بس ماتطلبيش مني أنقذه."
نظرت له مريم بعدم فهم ولكنها تجاهلت ذلك وترجته مرة أخرى ...
مريم:"طب أرجوك، إلتزم بالقسم إللي إنت أقسمته وساعده معايا ده مريض محتاج للإنقاذ."
طارق بغضب وتكرار:"ماتطلبيش مني أنقذه ... سيبيه يموت."
مريم بنفي:"ماقدرش أسيبه يموت .. انا محتاجاك تساعدني، محتاجه وجودك عشان ترشدني .. الإصابة أسفل الظهر بس من الجنب .. أنا خايفة عشان أنا في حالة مش هقدر إني أعمله العملية فيها خايفة مشاعري تسيطر عليا، خايفة أعمل حاجة غلط في العملية ويحصله حاجة."
نظر لها لثوانٍ عديدة وبعدها تحدث ..
طارق بتنهيدة:"إلغي مشاعرك وإعمليله العملية إنتي قدها، لكن صدقيني أنا مش هعمله العملية."
هزت رأسها بهدوء ذهبت لغرفة تبديل الملابس .. نظر طارق في إثرها متمتمًا بضيق ..
طارق:"هتندمي على كل ده بعدين."
ثم إتجه نحو مكتبه .. دخلت غرفة العمليات بعدما قام الأطباء والمرضى بجميع الإستعدادات لبدء العملية ... نظرت مريم لجسده النائم بإستسلام لمصيره ... أغمضت عينيها وهنا هبطت دمعة أخيرة قبل أن يظهر في ملامحها الجدية .. إنضمت للأطباء الموجودين بالغرفة وبدأوا بتنفيذ العملية ... إنتشرت الصحافة حول المشفى ولكن ماكان يمنعهم من الدخول رجاله المنتشرين بالمشفى أيضًا ... كانت أشرقت تجلس بشرفتها في منزلها بمنتصف الليل تشرب قهوتها وتراقب قطة صديقتها وهي تلعب .. أغمضت عينيها عندما لامس شعرها نسمة هواء رائعة ولكنها فتحتهما بإتساع عندما سمعت ذلك الخبر الذي يتم إذاعته الآن بالتلفاز .. إستقامت من مقعدها وخرجت من الشرقة ونظرت لخالتها التي كادت أن تغير القناه ولكنها تحدثت ..
أشرقت:"سيبي القناة يا خالتو."
نظرت لها خالتها بإستفسار ... أما أشرقت نظرت للتلفاز ورأت مقاطع مصورة لصديقتها التي تبكي وهي تحتضن جسد زوجها ..
؟؟:"لقد تم إغتيال رجل الأعمال ياسين المغربي بعد يومٍ من زفافه الذي كان مفاجأة منه للجميع و............"
كانت أشرقت ترى الخبر وهي حزينة وخاصة عندما رأت دموع صديقتها المنهمرة .. إستفاقت عندما أردفت خالتها بإستفسار ..
خالتها:"هي مش دي مريم صاحبتك؟"
هزت أشرقت رأسها سريعًا وتركت الكوب من يدها وهرولت نحو غرفتها لتقوم بتغيير ثيابها .. لا تدري مريم كم مر من الوقت وهي واقفة على قدميها تقوم بإنقاذ حياته هي وباقي الأطباء ... يقومون بكل مايستطيعون فعله لإنقاذه فقد قاموا بإيقاف النزيف وأزالوا العيار الناري من جسده وكل شئ أصبح بخير ولكن توجد هناك عواقب ... فقد تضررت إحدى كليتيه بتلك الرصاصة وكان يجب عليهم إزالتها ولأنها زوجته فقد واقفت لكي تنقذ حياته بقدر الإمكان .. و قد قاموا بإزالة كليته اليُسرى ... بعد مرور وقت طويل .. خرجت مريم من غرفة العمليات وقامت بنزع كمامتها الطبية وهي تبكي ..

أشرقت:"مريم."

القاتل الراقي _ مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن