الفصل الثامن عشر
"القاتل .. خائف؟!"
بارك لها الجميع وهي في حالة ذهول تام مما يحدث لها .. لقد أصبحت زوجته .. إنتبهت لأشرقت التي أمسكت بيدها ... نظرت لعينيها التي تهطل الدموع منها ..
أشرقت ببكاء:"أنا آسفة على إللي إنتي عشتيه ده أ......"
قاطع حديثها مريم التي سحبت يدها منها بقوة وتحدثت بكرهٍ دفين ..
مريم:"كلكم متفقين عليا؟؟ كلكم عايزين تدمروني؟؟ .. *إنهمرت الدموع من مقلتيها* .. بطلي دموع التماسيح دي، ماتعمليش نفسك زعلانة عشاني ... كلكم هنا عشان تفرحوا فيا."
توجهت بنظرها نحو طارق الذي ينظر لها بحزن ...
مريم:"وإنت؟؟ أكيد التسامح ده مش هييجي فجأة كده، لإن إنت الوحيد إللي بتكرهني هنا."
إستقامت من مقعدها وإتجهت نحو باب القاعة بفستان زفافها هاربة لمكان بعيدٍ عن النفاق الذي تشعر به حولها ... إستقام ياسين من مقعده هو الآخر وإبتسم بهدوء للجميع ...
ياسين:"نورتونا النهاردة .. شكرا ليكم."
تركهم وخرج خلف مريم التي أوقفها رجاله بالخارج ...
ياسين بإستفسار:"على فين؟"
إلتفتت له بأعين ممتلئة بالبكاء ...
مريم بغضب:"على مكان أبعد فيه عنك وعن أمثالك."
ياسين بإبتسامة هادئة:"إنتي بقيتي زوجتي وللأسف مبقاش في مهرب مني ... *أشار نحو سيارته* ... إتفضلي."
نظرت له بكُرهٍ كبير بداخلها ولكنها إنتبهت لخروج طارق وأشرقت من القاعة، توجهت نحو السيارة وصعدت إليها وإنتظرت قدوم ياسين الذي توقف أمام أشرقت وطارق ...
أشرقت ببكاء:"مريم معتقدة إني عملتلها حاجة، أنا ماقدرش أعمل حاجة زي دي في صاحبتي، وبعدين أنا مش فاهمة أي حاجة أصلا، كل إللي أعرفه إنه بيحبها وعايز يتجوزها."
نظر ياسين لها بهدوء ولكنه عاد بنظراته نحو طارق الذي يشعر بالضيق الشديد مما يحدث ...
ياسين بإبتسامة هادئة:"أظن إن دكتور طارق عنده كلام كتير محتاج يوضحه ليكي."
تركهم وصعد بجوار مريم التي تنظر أمامها ولا تنظر حتى لصديقتها التي بدأت تشعر بالإنهيار .. بعدما تأكد من صعود عماد لسيارة أخرى خلفهم مع أحد رجاله، أمر سائقة بالتوجه للقصر وتمثل لأمره .. أما مريم كانت شاردة مما حدث .. لم تكن تلك الحياة التي تتمناها يومًا .. كانت تتمنى حياة سعيدة فقط .. كانت تريد أن تُنشئ أسرة صغيرة مع زوج لطيف لها .. أسرة تُعوضها عما فقدته .. ينظر لها ياسين بطرف عينيه؛ لقد بعثر بكائها مساحيق التجميل التي تضعها بوجهها ويوجد خطين باللون الأسود على وجنتيها الناعمتين .. إنتبه عندما وصلته رسالة بهاتفه ... "لاقيناه" ... أغلق ياسين هاتفه بعدما قرأ الرسالة النصية التي أرسلها أحد رجاله له .. ثم عاد ينظر لها مرة أخرى .. يراقبها وهي تمسك الورقة بيدها بقوة .. كأن هناك أفكار كثيرة متزاحمة بداخلها .. ظلا هكذا طوال الطريق لم يتحدث أحدهما للآخر مطلقًا .. بمرور الوقت ... توقفت سيارة ياسين أمام باب القصر وترجل منها وتوجه نحو مريم التي ظلت جالسه بالسيارة .. فتح الباب بالجهة الموجودة بها ومد يده لها .. ظلت صامتة قليلًا ولكنها أزاحت يده عنها وهبطت هي الأخرى بوجه بائس و غاضب ... تجاهل ياسين فعلتها تلك ودخل القصر بجانبها وهنا كانت جميع الخادمات يقفن صفًا واحدًا يرحبن بسيدة القصر ... لم تُبدِ مريم أية ردة فعل تُذكر وإعتبر ياسين أن صمتها ذلك وقاحة ليس إلا ..
ياسين بإبتسامة هادئة للخادمات:"شكرًا ليكم."
تأففت مريم وقلبت عينيها وتركته وصعدت للأعلى وتبعها ياسين بهدوء يترقب صعوبة صعودها لدرجات سُلَم القصر بسبب ثوب الزفاف ... وعندما أصبح بجانبها مد له يدها مرة أخرى ...
ياسين:"إسحميلي أساعدك."
تأففت بحنق ونظرت له قليلًا ولكنها بالنهاية إستسلمت وأعطته يدها ... أسندها وقامت بإمساك جزء من ثوبها بيد واليد الأخرى تمسك بيد ياسين الخشنة القوية ... لماذا تشعر بالدفء هكذا .. إنه يمسك بيدها فقط!! نظرت له بطرف عينيها وجدته ينظر أمامه ولا ينظر إليها، فقط يتحكم بخطواته وفي ذات الوقت ينتبه لخطواتها وحذر في أن لا تتعثر بأحد الأدراج .. إلتفتت لتنظر أمامها مرة أخرى .. بماذا تفكرين مريم؟؟ أتفكرين بقاتل؟؟ .. وصلا للطابق الذي يوجد به غرفتهما، أبعدت يدها من يده وسارت بالممر المؤدي لغرفتها القديمة وكان ياسين يتبعها كظلها، توقفت أمام غرفتها وحاولت فتح الباب ولكنه لا يُفتح .. حاولت فتحه مرة أخرى ولكنه لا يُفتح، نظرت بغضب لياسين الذي يقف خلفها وينظر لها بهدوء ..
مريم:"إفتح الباب."
ياسين:"ليه؟"
مريم:"هو إيه إللي ليه؟؟؟ بقولك إفتح الباب."
ياسين:"مانا عايز أعرف السبب، ليه أفتحلك باب الأوضة دي؟"
حاولت أن تتحكم بغضبها ولكنها لم تستطع ..
مريم بغضب:"ما هو لو إنت مافتحتش الباب، أنا هنام فين سيادتك؟؟"
ياسين بإبتسامة هادئة:"معايا."
مريم بغضب وهي تقترب منه:"إنت قليل الأدب ووقح."
تحولت معالم ياسين من الهدوء إلى الغضب الشديد من أسلوبها الغير لبق بتاتًا .. أمسكها بقوة من ذراعيها وقربها إليه أكثر ..
ياسين بتحذير:"أنا لصبري حدود، وبلاش تختبري صبري .. وإنتي عارفة كويس أنا هعمل إيه؟ إتفضلي روحي لأوضتنا وأنا دقايق وهحصلك، في لبس ليكي موجود هناك."
إبتعد عنها وتركها عائدًا للأسفل ... أمام هي في ذاك الوقت كانت تريد أن تصرخ به بقوة .. فهي ليست في مزاج جيد أن يوبخها أحد .. فهي ضحية اليوم .. كانت أشرقت تنظر إليه بمزيجٍ من الصدمة والمفاجأة مما تسمعه ...
طارق:"أنا في الأول كنت هستغلك بس رفضت ده كله .. إنتي بنت كويسه وأنا إتشديت ليكي، وكنت على قد ما أقدر بحاول أبعدك عن أي حاجة تأذيكي."
أشرقت بعدم إستيعاب:"وإنت فاكرني هصدقك؟؟؟ إنت عارف إنت عملت إيه؟؟ *صرخت بوجهه* إنت خليتني أخسر صاحبتي، أختي إللي مخلفهاش أبويا وأمي ... هي الوحيدة إللي كانت معايا."
بدأت بالبكاء وكاد أن يربت على كتفها ولكنها صرخت به ..
أشرقت:"إياك! ... إياك تقرب مني .. أنا كنت غبية وساذجة لما قررت أني أدي لنفسي فرصة تانية .. عيشت نفسي في أجواء المراهقين وقولت مافيش مشكلة أهو أعيش في قصة حب جديدة وأبدأ من تاني كإني لسه بنت صغيرة .. بس للأسف إتأكدت إنكم كلكم شبه بعض .. نسخة واحدة."
طارق بتوضيح:"أشرقت إفهميني أ........"