22

93 4 0
                                    

الفصل الثاني والعشرون
"لكل جريمةٍ شاهد (2) –  طفلٌ مكسور"
توتر طارق عندما رآه أمامه بشكلٍ مفاجئ هكذا حاول إخفاء إرتباكه وتوتره ..
طارق بهدوء مصطنع:"آخر يوم ليا في المستشفى النهاردة."
إقترب ياسين منه بخطوات قليلة حتى توقف أمامه مباشرة وظل ينظر له بهدوء ..
ياسين:"قبل ماتمشي يا دكتور، في كلام كتير بيني وبينك لازم يتقال."
توتر طارق أكثر ونظر حوله يحاول الهرب لأنه يعلم أن نهاية ذلك الحديث لا تُبشرُ بالخير .. ترك الحقيبة التي بيده وحاول الهرب كالسارق ولكن ياسين أمسكه من ياقة قميصه ... إلتفت طارق له وحاول لكمه ليستطيع الهرب منه ولكن ياسين تفادى تلك اللكمة و رد له لكمة قوية أوقعته أرضًا .. أمسكه ياسين من فروة رأسه يسحبه بقوة ليرفع رأسه إليه ...
ياسين بهدوء:"في حاجة حصلت النهاردة وأنا محتاج أعرف منك تفاصيلها مش مطلوب منك إنك تهرب مني زي الحرامي، المطلوب منك إنك تجاوبني بصراحة."
ضحك طارق والدم يسيل من فمه وهو ينظر في عينيه على إعتقاده أن ياسين يتحدث عن مقابلته مع مريم ... عقد ياسين حاجبيه بسبب ضحكاته تلك ..
طارق:"أول مرة أشوف ياسين المغربي خايف، عينيك واضح فيها الخوف، خايف مراتك تسيبك وتمشي لدرجة إنك مسألتهاش بنفسك أنا قولتلها إيه النهاردة؟"
إستطاع طارق الإبتعاد من تحت يد ياسين وأستأنف حديثه ..
طارق:"خايف أكون قولتلها إنك قتلت أختها؟ ولا خايف تعرف إنك ماكنتش بتحبها أصلا وإنك بتحب سارة لحد دلوقتي."
صمت ياسين قليلًا وهو ينظر إليه ثم إبتسم بهدوء وبدأ بالتحدث ...
ياسين بإبتسامة:"مش ده يا دكتور إللي جاي أتكلم معاك فيه، وبعدين دي أمور خاصة بيني وبين زوجتي مالكش إنك تتدخل فيها."
إختفت إبتسامة طارق وتحولت ملامحه للخوف عندما لاحظ نظرته الخالية من الحياة تلك ...
ياسين بإستفسار:"سمعت إن حبيبتك كانت بين إيديك وهي ميتة، ممكن أعرف إزاي؟"
عاد طارق للخلف من خوفه ولكن مع كل خطوة كان يرجع بها كان ياسين يقترب منه ببرود ... ظل طارق يعود للخلف حتى أصبح ظهره ملتصقًا بالحائط نظر حوله ووجد ذلك الكوب الخزفي موجودٌ على المكتب بجواره إعتدل ووقف أرضًا وحمل ذلك الكوب وقام بكسره ورفع الجزء الحاد أمام وجه ياسين ..
طارق:"لو قربت مني هقتلك."
إقترب منه ياسين ببرود وطارق مازال يلوح بذلك الكوب المكسور أمامه ... أمسك ياسين بيده التي تحمل الكوب بقوة وحاول طارق أن يقوم بسحب يده وبالفعل إستطاع ووجه الكوب بسرعة نحو شُريان يد ياسين الأيسر وبحركة سريعة من ياسين أمسك بيده التي تحمل الكوب مرة أخرى وصرخ طارق بألم لأن ياسين قام بكسر أصابعه ووقع الكوب المكسور أرضًا .. أمسك طارق يده المكسور أصابعها بيده السليمة يحاول تحمل الألم الذي لا يُطاق أما بالنسبة لياسين فقد تجاهل الدماء التي تخرج من شُريان يده اليُسرى وضم يديه خلف ظهره وتحدث بهدوء ..

ياسين:"موتك سهل بالنسبالي، لكن أنا في العموم جاي في إستفسار بسيط يا دكتور، إزاي سارة كانت بين إيديك وهي ميته؟؟ ده السؤال إللي أنا عايزك تجاوبني عليه."
نظر طارق له وعلى محياة الألم وتحدث بألم ..
طارق:"أنا عارف إنك قتلتلها أو بمعنى أصح سمعتك."
لم تتغير ملامح ياسين وظل ينظر إليه ينتظر أن يُكمل ...
طارق:"قبل ما تروحلها أنا كنت هناك .. كنت قاعد على السلم قدام شقتها...................."
منذ ثمانية سنوات:
كان يجلس على أحد الأدراج أمام شقتها ينظر أمامه بحزن وشرود لا يدري كم عدد المرات التي ستخبره فيها أنها تُحِبُ ياسين وستظل معه دائمًا .. لا يصدق كيف رفضته وهو يخبرها أنه يريد أن يتزوجها .. أنه يريدها أن تكون شريكة حياته، يالك من مغفل طارق ... أنت أحمق!! .. لا يدري كم مر من الوقت وهو يجلس على الدرجِ هكذا .. حتى سمع صوت المصعد يتحرك وتوقف في الطابق الموجود به .. إستقام بسرعة من مقعده وصعد للأعلى ليرى من أتى ... لقد كان هو .. ياسين المغربي .. يخرج من المصعد ووقف أمام باب الشقة وقام بفتح الباب بالمفتاح ثم أغلقه خلفه .. تألم طارق لأنه شعر أن قلبه ينخلع من صدره عندما رأى رجلًا غيره يقوم بزيارة حبيبته في شقتها، قرر الرحيل والإبتعاد عنها محاولًا نسيانها ليعيش حياةً طيبةً هادئة، هبط على الأدراج بهدوء يحاول الخروج من المبنى السكنى الراقي ذلك وعندما إقترب من الشقة سمع همسات عالية بعض الشئ خلف ذلك الباب، إستنتج أنهم يتبادلون أطراف الحديث، أراد الرحيل ولكن فضوله جعله يضع أذنه بهدوء على الباب يحاول الإستماع لما يقولونه ...
سارة:"ياسين فى إيه؟ كلامك مش مريحنى."
ياسين:"وتانى أكتر حاجة بكرهها فى حياتى هى إن حد يعمل نفسه عبيط عليا."
سارة:"صدقنى مش فاهمة حاجة و............."
عقد طارق حاجبيه لما يسمع .. إنتفض عندما سمع صراخها ..
سارة:"أنا معملتش حاجة صدقنى، معملتش أى حاجة."
ياسين:"بتبيعيني لأعدائي؟"
سارة:"أنا ماعملتش حاجة، أنا ماخونتكش، إنت عارف إنى بحبك وماقدرش أخونك، ماقدرش أعمل أى حاجة تأذيك."
ياسين:"تالت أكتر حاجة بكرهها فى حياتى هى الكذب."
كان طارق يشعر بالخوف ولا يعلم السبب .. ولكن لماذا طال صمتهم هكذا؟؟ .. هل سيتركها أخيرًا له؟؟؟ ... هل سيتركها لحال سبيلها؟؟ .. يبدو أنه يقوم بإنهاء علاقته بها .. تجدد الأمل بداخله عندما سمع جملة ياسين تلك ...
ياسين:"عملت منك بنى آدمة وإنتى مجرد واحدة رخيصه، إنتى بالذات ماكنتش أتوقع منها إنها تخونى، بس عملت حسابى إن اليوم ده هييجى .. لإنى عمرى ماوثقت فيكى زى أى حد."
عقد حاجبيه عندما صمت ياسين قليلًا ولكن إنتبه لحديثه عندما تحدث ...

القاتل الراقي _ مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن