9

116 2 0
                                    

الفصل التاسع
"لا ترحلي؛ فرحيلكِ بمثابة رحيل أنفاسي عني."
قبل وقت قصير:
ينظر لمكان خروج مريم فهي لم تعد حتى الآن .. إنتبه لذاك الشخص الذي يحدثه ...
؟؟:"الحفل جميل وضخم ياياسين بيه، ده كمان في بعض الصحافيين موجودين هنا."
هز ياسين رأسه له بهدوء ثم عاد ونظر نحو مكان خروجها مرة أخرى ينتظر أن تعود، ولكنه شعر أنه ينتظر كثيرًا، لماذا إختفت؟ .. ذهب نحو عماد وإستفسر عنها بهدوء ...
ياسين:" الدكتورة مريم فين؟"
تحدث عماد بإمتعاض وهو لا ينظر له:"قالتلي إنها هتخرج تتمشي بره القاعة شويه."
هز ياسين رأسه ثم خرج من القاعة ولحقه عدد من رجاله حماية له من متابعة الصحافيين له، وهنا كاد أن يصطدم بخطيبة هشام التي قابلته للتو ..
رضوى:"آنا آسفة."
هز ياسين رأسه لها ثم أكمل سيره بحثا عن مريم حول القاعة، نظر حوله كأنه تائه ولكنه لمح حذائها الذي كانت ترتديه موجود بجوار المسبح إقترب ياسين من المسبح يبحث عنها بعينيه، وهنا رآها تصارع أسفل المياة للنجاة بحياتها ... قام بخلع حذائه سريعًا وخلع سترة حُلته الراقية وفي ذات الوقت حاولت الصحافة الإقتراب منه ولكن كان يمنعها حرسه الخاص ... قفز في المياة بقوة متجهًا نحوها بسرعة ... تحاول أن تقاوم الغرق ولكنها لم تستطع .. فقدت التنفس وبدأت بإغلاق عينيها وآخر مارأته هو غوص أحدٌ بالمياة بقوة، وآخر وجه رأته كان وجهه هو .. "ياسين المغربي".... إقترب ياسين منها بسرعة وعندما وصل لها حملها بين يديه وعاد لسطح المياة صعد سُلم المسبح وهي بين يديه وقام بوضعها أرضًا ... نظر الحرس نحو مايحدث وهنا إستغل الصحافيين إنشغالهم بالحدث وهجموا فجأة على ياسين المغربي الذي يضغط بقوة على صدر مريم لعلها تتقيأ المياة التي إبتلعتها ولكن لم يحدث شئ .. أمسك الحرس الصحافة وأبعدوهم مرة أخرى عن ياسين وحاول ياسين عدة مرات تكرار فعلته ولكن عندما لم يجد أي نتيحة إقترب منها وقام بعمل تنفس صناعي لها ... وهنا ثار جدل الصحافيين والذين على تجمعهم وأصواتهم العالية في الأسئلة المستمرة خرج ضيوف الحفل لذلك المكان ويشملهم طارق وهشام ورضوى التي صُدمت مما يحدث ... هل هي من تسببت في ذلك!!! .... إقترب هشام سريعًا نحو ياسين ولكن منعه من الإقتراب بعض الحرس ...
هشام بغضب:"وسع كده إنت وهو، أنا دكتور."
لكن لم ينفذ قوله أحد، ولم يُجبه أحد .. كان يعطيها تنفُسًّا صناعيًا ويقوم بالضغط على صدرها بيديه الإثنتين .. حتى تقيأت جميع المياة التي إبتلعتها وشهقت كأنها عادت للحياة مرة أخرى ...ظلت تسعُل بقوة وهنا جعلها ياسين تستند على كتفه وربت على ظهرها حتى تهدأ ... كان الجميع ينظر لهما، وهشام يحاول التماسك لأن هناك شخصٌ غيره يحتضنها؛ أما بالنسبة لرضوى فهي لم تصدق تمامًا ما فعلته بيدها .. كانت ستقتلها!! .. لكنها لم تكن تعلم أنها تستطيع السباحة ... أما بالنسبة لطارق فكان يقف بهدوء واضعًا يديه في جيب بنطاله وينظر لما يحدث ببرود ... أما بالنسبة للصحافيين يحاولون تغطية الحدث الرائع والذي سيكون خبر الموسم كما يقولون ... عندما هدأت إبتعدت عنه قليلًا وتقابلت أعينهما ... كان ينظر لها بنظرات لم تراها قبلًا .. نظرات تائهة ولكن عندما رأى أنها بخير، عادت نظراته للبرود والجدية ...
ياسين بإستفسار:"بقيتي كويسه؟"
هزت رأسها له بهدوء ولكنها كانت تشعر بالدوار قليلًا وأستندت مريم أخرى على كتفه بإرهاق .. إستقام ياسين وحملها بين يديه وهنا ثار الصحافيون أكثر ..... فمن تلك المجهولة التي يحملها ياسين المغربي بين يديه؟؟، هل وقع الأربعيني الجذاب في الحب؟؟؟ .. إنهالت الأسئلة عليه وهو يحملها ولكن الفاصل بينه وبينهم كان رجاله الذين صنعوا ممرًا له لكي يخرج من ذلك المكان .. مستندة برأسها على صدرة تقاوم فقدانها للوعي ... أغمضت عينيها ثم جاءت ذكراها المشوشة مرة أخرى ... يحملها وهي تحاول أن تنظر لوجهه ولكنها لا تستطيع أن ترى وجهه .. فتحت عينيها ونظرت لوجه ياسين الخالي من المشاعر ... إستسلمت وفقدت وعيها .. وصل ياسين نحو سيارته وقام أحد الحرس بفتح الباب له وقام بوضعها بالخلف وجلس بجانبها وجعل رأسها مستندًا على فخذه، وأعطاه حارس سترة حُلته والتي قام بتغطية مريم بها .. وأمر الحرس بإيصال عماد فقد إنتهى الحفل؛ ثم أمر سائقه بالتحرك .. تقف بجانب القاعة بوجه شاحب وتنظر أمامها بشرود لا تصدق .. كيف فعلت ذلك؟؟ ... إنتفضت عندما وضع أحدهم يده على كتفها ...
طارق بتعجب:"مالك يا رضوى؟؟ في إيه؟"
نظرت له وبدأت بالتحدث وهي تجهش بالبكاء...
رضوى:"أنا مكنش قصدي."
طارق:"إهدي وفهميني إيه إللي حصل؟؟"
نظرت له وهي تبكي؛ ثم سردت له ماحدث .. أما هشام كان يقف بالخارج ينظر لمكان خروج سيارة ياسين بغضب .. كيف يلمسها أحدٌ غيره .. لقد تقابلت شفتيهما!!! ... قبض يديه بقوة حتى برزت عروقة، يقوم بالوعيد لمريم وياسين ذاك ...
طارق:"إهدي طيب، إهدي."
رضوى ببكاء:"أنا ماكنتس أعرف إنها مابتعرفش تعوم، هي إستفزتني،أنا كل ده كنت فكراها مكسوفة تدخل عشان هدومها مبلوله مش أكتر .. ماكنتش أعرف إنها بتغرق، أنا عمري ما أذيت حد ... أنا مش قادرة أتعايش مع إللي أنا عملته ده يا أونكل."
ضمها طارق وقامت بالربت على ظهرها يهدأها قليلًا ...
طارق:"هي خلاص باقت كويسه، .. *حاول أن يُلطف الحديث قليلًا* ... إللي زي دي عاملين زي القطط بسبع أرواح بيعافروا عشان يمسكوا في الحياة."
قال تلك الجملة لعلها تضحك قليلًا ولكن محاولته بائت بالفشل، تقابلت نظراته مع أعين هشام الذي ينظر لهما بإستفهام ...
هشام بإستفسار:"في إيه؟ مالها؟"
طارق:"أعصابها تعبانة شويه، روح إنت وأنا هوصلها."
هز هشام كتفه بلامبالاة؛ ثم خرج من القاعة ..
.......................................................
في القصر:
يصعد سلالم القصر وهو يحملها بين يديه وخلفه عماد القلق على مريم كثيرًا ويحمله أحد رجال ياسين وخلفة الآخر يحمل كرسيه المتحرك، وخلفهم بعض الأطباء الذين طلبهم ياسين من مستشفاه لإنقاذها ... ساعدته الخادمات بفتح باب غرفتها ووضعها على فراشها بهدوء ثم عاد ونظر للخادمات والأطباء ...
ياسين بهدوء:"خدوا بالكم منها كويس *وجه حديثه للأطباء* لما تخلصوا إمشوا."

القاتل الراقي _ مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن