14

121 3 0
                                    

الفصل الرابع عشر
"الرقصة الأخيرة"
لم تشعر بنفسها سوى وهي تقترب نحوه بإصرار، حتى توقفت أمامه وبخطوة سريعة منها ألقت المياة التي بالكوب بوجهه ....
أشرقت:" مريم سامعاني؟"
إستفاقت مريم من شرودها عندما وكزتها صديقتها ونظرت إليها بإستفسار ..
أشرقت بإبتسامة متوترة:"دكتور آسر سألك سؤال وإنتي مردتيش."
نظرت مريم لآسر الذي ينظر إليها بإستفسار أيضًا، ولكنها أبعدت عينيها عنه ونظرت مرة أخرى نحو ياسين اللوح الثلجي الموجود بالحفل معها .. يبتسم بهدوء لرجال الأعمال الذين يتحدث معهم وأيضًا يبتسم لصور الصحافة التي يتم إلتقاطها له .. أغمضت عينيها بضيق، لم تنساه ولم تستطع نسيانه ولكنها يجب أن تمضي قدُمًا، نظرت لآسر بهدوء ..
مريم بإبتسامة هادئة:"أنا آسفة بس مش حابه أسافر."
آسر:" بس أنا حاسس إنك محتاجة تغيري جو."
مريم بإبتسامة:"لما أنوي أكيد هقولك، شكرا يا دكتور."
ظل الإثنان صامتين لبعض الوقت ومريم تسترق بعض النظرات تجاه ياسين أيضًا وكانت أشرقت ترى تلك النظرات وتتسائل بداخلها عن ماذا هناك وماذا يحدث لمريم؟؟ .. لما هي متوترة هكذا؟؟ .. ولماذا تنظر للمساهم الأساسي هكذا؟؟ ماذا هناك بينهما؟؟ إنتبهت أشرقت على صوت الموسيقى الهادئة وإنتبهت لبعض زملائها الرجال يتجهون نحو بعض زميلاتها يمسكون بأيديهم ويتجهون لمنتصف القاعة للرقص .. وكزت أشرقت مريم في ذراعها ونظرت لها مريم في المقابل بتعجب ..
أشرقت بهمس:"مش قولتلك دول معجبين ببعض أنا صح."
حاولت مريم كبت ضحكاتها على صديقتها الساذجة ..
مريم بهمس:"قولتلك مالناش دعوة."
نظر آسر بنفس الإتجاه الذي ينظرون إليه ووجدها فرصة رائعة أن يدعوا مريم للرقص..
آسر:"دكتورة مريم."
إنتبهت إليه مريم ونظرت له بإستفسار ..
آسر بإبتسامة لطيفة وهو يمد يده إليها:"تسمحيلي بالرقصة دي؟"
كادت أن تجيبه بالرفض ولكن قامت أشرقت بالرد بدلا عنها ..
أشرقت:"أكيد طبعا."
دفعتها أشرقت من الخلف نحو آسر تحت ذهولها مما يحدث .. نظرت مريم بإحراج نحو آسر الذي يقف أمامها مباشرة ..
إبتسم آسر وأمسك بيدها وهنا شعرت مريم برفضٍ شديد لما يحدث ونظرت بشكل تلقائي نحو ياسين الذي تقابلت نظراتها معه، ولكنه أبعد نظراته سريعًا كأن شيئًا لم يكن .. شعرت بالإحباط عندما لم يُبدي أية ردة فعل ... عقصت حاجبيها بغضب وسارت مع آسر وأنضما للآخرين، كانت أشرقت تنظر لهم بسعادة آملة أن تعطي مريم لنفسها فرصة للحب ولكنها لم تعلم أن قلبها قد ذاب عشقًا في ذاك البارد الذي يُدعى ياسين المغربي ..وضع آسر يده خلف ظهرها وقربها منه أكثر .. كانت بداخلها ترفض مايحدث رفضًا قاطعًا ولكنها يجب أن تُظهر لياسين أنها تستطيع العيش بدونه، هي كاذبة تعلم ذلك ولكنها لا تستطيع أن تجعله يراها ضعيفة لأنها ليست ضعيفة .. كاد آسر أن يبدأ الرقص ولكنه إنتبه لرجل يربت على كتفه ، نظر له آسر وقام الرجل بهمس بعض الكلمات له وهز آسر رأسه سريعًا ونظر لمريم.
آسر:"أنا آسف يا دكتورة، بيقولوا إن في مشكلة في عربيتي، هروح أشوفها وأرجعلك."
هزت مريم رأسها أما آسر خرج من القاعة .. تنهدت مريم بإحراج لما حدث ثم عادت مرة أخرى ووقفت بجانب أشرقت التي تنظر لها بعدم فهم لما حدث ..
أشرقت بإستفسار:"إنتي عملتي حاجة ضايقته؟"
مريم وهي تمط شفتيها بعدم فهم:"معرفش، أنا فجأة لقيته بيتحجج إن عربيته فيها مشكلة وخرج."
أشرقت بتنهيدة:"ولو إني مش مصدقاكي، بس هصدقك."
ضحكت مريم بخفة وعادت تنظر لمكان تواجد ياسين ولكنه إختفى .. هدأت ملامحها وبدأت تبحث عنه بعينيها لعلها تجده ولكن لا يوجد له أثر، حتى رجاله إختفوا أيضًا .. لا تعلم لماذا شعرت بالقلق على الطبيب آسر .. هل يمكن أن يفعل له ياسين شئ؟؟؟ .. دب الرعب في قلبها ولا تعلم لماذا أتى على بالها ذاك التفكير ..
مريم:"أشرقت، أنا هروح الحمام."
كادت أن تتحدث ولكنها مريم تركتها وذهبت .. تعجبت أشرقت عندما رأتها تسير في إتجاه آخر غير الحمام .. بدأت مريم تبحث حولها عن ياسين ولكنها لم تجده، ذهبت لإتجاه مخرج من مخارج القاعة ولكنها توقفت عندما لمحت ياسين يقف أمام مسبح كبير وينظر أمامه بهدوء .. سارت بالممر الخاص بالمسبح بهدوء .. لا تدري لما تتجه إليه ولكنها تشعر أنها مسلوبة الإرادة نحوه خصيصًا .. وقفت خلفه وحاولت التحكم بوتيرة أنفاسها التي بدأت تزداد، هادئٌ و باردٌ كالعادة .. يرتدى حُلة سوداء راقية من عصر الستينات كالمُعتاد، شردت به ونسيت لماذا هي هنا؟ .. إستفاقت على صوته ..
ياسين دون أن يلتفت إليها:"مساء الخير يا دكتورة."
عقصت مريم حاجبيها بعدما إستوعبت لماذا هي هنا؟ .. وإقتربت منه حتى وقفت أمامه ..
مريم بضيق:"لا مساء الخير ولا صباح الخير حتى، فين دكتور آسر، إوعي تكون عملت فيه حاجة؟"
ياسين بإبتسامة هادئة:"ماكنتش معتقد إن أول كلمة بينا بعد الشهور إللي فاتت دي إنك تتهميني بإني أذيت حد."
مريم بإصرار:"دكتور آسر فين؟"
أشار ياسين بعينيه نحو مدخل القاعة وإلتفتت مريم للخلف، وجدت آسر يدخل للقاعة ومن الواضح أنه يبدو بخير .. توجه آسر نحو أشرقت وهو يبحث بعينيه عن مريم ..
آسر بإستفسار:"هي دكتورة مريم فين؟"
أشرقت:"في الحمام .. هو في حاجة؟ حضرتك كنت خرجت بسرعة."
آسر بضيق:"اه ده في حد جه قالي العربية بتاعتي إتخبطت بس لما طلعت لقيتها سليمة .. مش عارف إيه الهزار السخيف ده."
تنهد آسر ثم تحدث ..
آسر:"هي الدكتورة هتتأخر طيب؟"
أشرقت:"ممكن مش عارفة .. أنا عموما هروح أشوفها."

آسر بإبتسامة:"شكرا."

القاتل الراقي _ مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن