6

129 2 0
                                    

الفصل السادس
"بداية الحب إهتمام"
يقف عماد بمكانه وواضح بملامحه الضيق الشديد بسبب ياسين و مما فعله والذي إستنتجه من تلك الدماء التي كانت بملابسه مما يجعله متيقنًأ أنه قتل جمال ... هز رأسه بيأس وخذلان ونظر أرضًا يؤنب نفسه تأنيبًا شديدَا لأنه السبب في كل ذلك .. غاب ياسين بالداخل وكل المسموع هو أصوات طلقات النيران المستمرة .. نظر لساعة يده يحسب الوقت الذي تأخره وقلق عليه كثيرًا .. هدأ صوت إطلاق النيران ولكن ياسين لم يخرج .. إنتفض عماد عندما سمع صوت سيارات الشرطة تقترب من المكان وبدون وعي هرول سريًعا نحو ذلك المستودع للبحث عنه تاركًا تلك الفتاة الملقاة بجانب الشجرة وحيدة ... عندما دخل ذلك المكان وجده عبارة عن كومة من الجثث وبدأ بالبحث عن ياسين في غرف ذلك المستودع وبين تلك الجثث حتى وجده واقفَا ينظر أمامه بشرود .. شعر عماد بالهلع والفزع مما يراه حوله وكيف يقف ياسين هكذا وكيف فعل كل ذلك؟؟؟!!! .... إلتفت ياسين بهدوء بوجه وملابس مليئة بالدماء ولكن بالتأكيد تلك ليست دمائة، ونظر لعماد الذي ينظر له بخوف ..
عماد بخوف:"إنت عملت كل ده إزاي؟؟؟ ... إنت إزاي عرفت تعمل كل ده؟؟؟ ... إنت إزاي قتلت دول كلهم؟!!"
تحرك ياسين خطوة نحو عماد الذي إبتعد عشرة مقابلهم .. تحرك ياسين خطوة أخرى ولكنه ركع أرضًا من الألم الذي يشعر به ووضع يده في جنبه ونظر لعماد الذي ينظر له بالمقابل ...
ياسين بألم:"كان لازم ياخدوا جزائهم، قصتي ماينفعش تتكرر."

أغمض ياسين عينيه من الألم الذي يشعر به، هرول عماد نحوه سريعًا ..

عماد:"إسند نفسك عليا."

وبالفعل إتكأ ياسين على عماد وخرجا من المستودع في نفس الوقت الذي إنتشرت به الشرطة في المكان ... حاول عماد الإسراع قليلًا ليصلا إلى سيارته ويتحركا قبل أن تصل الشرطة لهما ولكن كبر سنه لا يساعده وأيضًا جسد ياسين فهو ثقيل بالنسبة لعجوز مثله .. إستفاقت الفتاة الصغيرة ووقفت في مكانها تنظر حولها .. وجدت نفسها وحيدة بالخارج ... لا تعلم أين تذهب وأين الشخص الذي حملها للخارج تحركت بتيه لعلها تجده في طريقها ويساعدها في العودة للمنزل .. تحركت عدة مترات بسيطة وتوقفت عندما وجدت أمامها رجال الشرطة والذين هرولوا نحوها سريعًا ... وصل عماد لسيارته ووضع ياسين الذي يعي لما حوله بنصف وعي للخلف ثم تحرك بسيارته، كان ياسين مستندًا برأسه على زجاج السيارة وهنا رأى الفتاة من على بُعدٍ وهي تركب إحدى سيارات الشرطة وهناك عددًا من الأطفال يركبون معها أيضًا، وهنا أغلق عينيه بهدوء وإستسلم للنوم ... ينظر بشرود من خلال نافذته الزجاجية .. يتذكر ما عانته زوجته ألفت بسبب خوفها من فقدانها إبنها ياسين مرة أخرى .. فقد هرولوا نحو المشفى لإنقاذه سريعًا قبل أن يفقد دماءًا كثيرة وقد أنقذوه ... يتذكر جيدًا كم ترجته ألفت ألا يؤذي ياسين .. يتذكر بكائها الشديد بسبب خوفها من فقدانه بأي شكل .. إستسلم لرجاء زوجته وبدأ بمتابعة قضية مقتل جمال دون أن يلاحظ أحد ذلك ولدهشته وصل الشرطة أن الهجوم الذي حصل بالمستودع ماهو إلا هجوم عصابات مما جعل الجميع موتى ... يتذكر جيدًا الكوابيس التي حلم بها ياسين بعد ذلك الحادث ... يتذكر صراخه بإسم والده ووالدته .. يتذكر صراخه وهو يعزم على قتل جمال في أحلامه .. ظلت كوابيس ياسين تُقلق راحته هو وأُلفت ومما يُدهشهم أيضًا أنه عاد لصمته الذي كان ملازمًا له منذ صغره ... وفي يوم ما ... خرج من جامعته حاملًا كتبه وبدلًا من أن يتجه لسائق عماد الذي ينتظره إتجه لطريقٍ آخر وتحرك السائق خفية خلفه .. دخل ياسين صالة رياضية كبيرة ولم يُلقِ التحية على أحد كعادته إتجه نحو خزانة ملابس معينة وقام بتغيير ملابسه وإرتدى ملابس رياضية بديلة .. وقام بربط كفي يده جيدا إستعدادًا للملاكمة ... وقف عماد أمام الصالة الرياضية التي أخبره بها سائقة ودخل الصالة وبدأ بالسؤال عن ياسين، ثم إتجه لصالة الملاكمة .. كان يتعرق بشده وهو يلكم حقيبة الملاكمة بقوة وكل ما يراه أمامه هو جمال وليس تلك الحقيبة .. يرى جمال أمامه وهو يقوم بإغتصاب والدته ... قام ياسين بضرب حقيبة الملاكمة مرة أخرى بغضب ... وكل مايسمعه هو صرخات والدته المستمرة ... ظل يضرب في حقيبة الملاكمة بكُرهٍ وشرٍ كبير ... مما لفت إنتباه جميع من بالصالة ونظروا له بتعجب وهو يضرب الحقيبة بغلٍ .

القاتل الراقي _ مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن