الفصل السابع
"سحرني عمق عينيها؛ فكم كان قلبي يتوق لتلك الراحة التي أجدها بهما"
يجلس بمكتبه يشعر بالضيق بسبب مريم ومعاملتها السوقية تلك، ولكنه إستفاق من تفكيره عندما فُتح باب مكتبه على مصراعيه ووجد هشام إبن أخته يقف أمامه وملامحه بها غضب شديد ...
هشام بإستفسار وغضب:"ليه عملت كده؟؟؟"
طارق بإستفسار:"عملت إيه؟"
هشام:"كان إتفاقنا إني أبعد عنها مش إنك تمشيها من المستشفى لا وكمان تشغلها عند ياسين المغربي وفي بيته؟؟!!"
رفع طارق حاجبيه بدهشه من حديث هشام ولم يشعر بنفسه سوى وهو يضحك ضحكات عالية ..
طارق:"بنت ال*****، قدرت توقعه."
هشام بغضب:"ماتتكلمش عنها كده، أنا عارف إنك ورا الموضوع ده، بلاش توجع قلبي عليها."
طارق بضيق:"راحت لواحد غيرك، ولسه بتفكر فيها؟؟، إنت مجنون يا هشام؟؟"
هشام:"مجنون وستين مجنون، لو مريم راحت مني مش هيحصل خير أبدًا."
طارق:"إنت لسه مش مقتنع إنها بتلعب عليك؟؟ كانت بتلف على ياسين المغربي وهي معاك وأديها نجحت، وراحت قصره، إنت بقا؟؟ هتفضل عايش في أوجاعك دي لحد إمتى؟"
هشام بغضب:"لحد ما مريم تبقى ليا ... أنا محتاج أخلص منك بأي شكل."
طارق بألم من حقد إبن أخته:"ليه؟ أنا عملت إيه؟؟ ده جزائي إني خايف عليك من واحدة تربية شوارع؟؟"
هشام:"أنا مش عيل صغير إنت فاهم؟؟؟ انا هعرف أتصرف وأرجعها ليا، واثق وعارف كويس هي بتحبني قد إيه، مريم هترجعلي دلوقتي أو بعدين هترجع، إللي بجد محتاج أفهمه، إنت إزاي تمشيها من هنا؟؟"
طارق:"صدقني يا هشام، أنا ماليش أي دخل بإنها تمشي من هنا ... أنا إتفاجئت بياسين بيه وهو بيقول إنها هتقدم إستقالتها وهو هيمضيها ومش عايزني أنا كمان أمضيها .. والإستقاله أهيه."
أخذ ورق إستقالتها من مكتبه ووضعها بيد هشام الذي نظر للورقة وصدم وهو يرى توقيعها بخط يدها ...
طارق:"كانت مبسوطة جدا إنها ماشية، دي حتى زعقتلي وإتعاملت معايا بأسلوبها السوقي إللي ماتعرفش غيره."
رمى هشام الورق أرضًا وخرج من مكتب خاله الذي إبتسم بإنتصار لما يحدث ... كان هشام يمشي غاضبًا في ممرات المشفى يتذكر حديثها له عن رحيلها وعن فرصة عملها في قصر ياسين المغربي، وكم كانت سعيدة وهي تخبره بذلك، وما آلم قلبه هو أنها أخبرته أن هناك إهتمام متبادل بينهما .. ظن في البداية أنها تقوم بالكذب عليه لكي تقوم بإغاظته، ولكن ما أثبت قولها هو إنتظار ياسين لها... "خائنة" .. "كاذبة" .. "حقيرة" ... كيف إستطاعت المضي قدما في تلك الفترة البسيطة؟؟ .
هشام بغضب ووعيد:"هتندمي يا مريم، هتندمي."
......................................
بدأت السيارة تسير في مدخل القصر نفسه وهو ممر طويل يؤدي إليه، تنظر بإنبهار لما تراه حولها ... منبرة بتلك الحدائق الخضراء الموجودة على الجانبين والموجود بها بعض التماثيل الإغريقية .. وما زاد من إنبهارها هو ينبوع المياة الذي يتوسط الطريق وبمعنى آخر نافورة المياة ... يبدو أن تصميمها تراثي فذلك يتضح من الحجارة الذي صنعت منها وطريقة تصميمها ... نظرت بطرف عينيها للقابع بجانبها ينظر أمامه فقط كأنها غير موجودة بالأساس، ظلت تحدق به متذكرة ما قالته عنه أمام هشام وهو أن بينهما إهتمام متبادل .. ضحكت بسخرية على نفسها كيف؟؟ إهتمام متبادل؟؟ بينها وبين ياسين المغربي؟؟! مستحيل! ولكن كان القدر بجانبها؛ فيبدو أن إنتظاره لها أثبت لهشام ذلك، حيث أن ملامح الصدمة كانت بادية على وجهه قبل أن تتركه وترحل ... إنتبهت أن السيارة قد توقفت ووجدت أنهم وصلوا أمام باب القصر الداخلي ... فغرت فاهها عندما نظرت لذلك القصر الرائع؛ فياله من قصر ضخم جدا ... شعرت لوهلة أنها أصبحت بداخل قصة "سندريلا" وهي تتجه إلى قصر الأمير .. وبدأت تعيش في خيالاتها دون أن تنتبه لذلك الباب الذي فُتِحَ بجانبها، ولم تنتبه أيضا لياسين الذي هبط من السيارة وتوجه نحو باب القصر الذي فُتِح على مصراعيه ... كان أحد الحرس يقف عند باب مريم ينتظر منها أن تهبط من السيارة ولكنها كانت شاردة .. حمحم الحارس ولكنها لم تنتبه له ...
؟؟:"يا آنسة."
إنتبهت مريم لمن يناديها ونظرت له بإستفسار .. أشار لها الحارس برأسه نحو باب القصر، نظرت بجانبها ووجدت أن ياسين قد سبقها بالفعل ..
مريم بإمتنان:"شكرا."
هبطت من السيارة وكادت أن تأخذ حقيبتها ولكن أحد الحرس قام بحملها بدلًا عنها، إبتسمت له بإمتنان ثم إتجهت نحو باب القصر وحينما خطت بداخله ... خطف نظراتها ما بداخله .. فهو أجمل بالداخل كثيرا عن الخارج .. حقيقة يبدو كقصر سندريلا بلا منازع، ضخم وراقي كقصر أمير سندريلا .. لم تنتبه للخادمات اللواتي يقفن أمامها وينظرن لها بهدوء، لأن كل ما يشغلها هو جمال القصر .. حمحمت إحدى الخادمات وتحدثت برسمية ...
؟؟:"أهلا بحضرتك يا دكتورة في قصر ياسين بيه المغربي."
لا تدرى لماذا دق قلبها بهذا الترحاب مما جعلها تنظر للخادمة بعدم إستيعاب .. كادت أن تتحدث ولكن إبتسمت الخادمة وتحدثت بهدوء ...
؟؟:"أنا فاطمة، ياسين بيه بلغنا إننا نساعدك توصلي لأوضتك وترتاحي شويه."
وأخيرًا إستجمعت مريم أنفاسها لأنهم خُطِفوا من جمال القصر ..
مريم بإبتسامة:"أهلا بيكي يا فاطمة، هو أنا ممكن أطلب طلب؟"
فاطمة:"أكيد."
مريم بإبتسامة لطيفة:"قبل ما أرتاح محتاجة أشوف عماد عشان وحشني."