اَلْفَصْل اَلتَّاسِعِ عَشَر

62 5 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
تجاهلوا الأخطاء الإملائية فضلًا

___

كان يرتشف وهو يستمع بأنصات لحديث عمه الذي يخبره بما جري اثناء غيابه وعن ما فعله طليق شقيقته شعر مدحت بالغضب و ود لو يذهب ويقتل ذالك الحقير
قال بأنزعاج معلقًا علي حديث عمه
"الظابط دا نفسه إللي ساعدني لما حصل الموقف بتاع مَريِم لما حد ضايقها إسمه خالد اتفقت معاه اطلعله شوية كدا عشان احكيله علي إللي عرفته"

كان يفهم ثروت حديث إبن شقيقه فقد روي له ما حدث من قبل تنهد بتعب يشير اليه ان يذهب حتي يرتاح هو فقد وصل للمنزل منذ قليل ولم يستريح لذا قرر الذهاب للنوم والراحه

___

"كنت عايز أتكلم معاكِ في حاجه مهمه واتمني متفهمنيش غلط"

كان هذا حديث هارون الذي جلس بهدوء بجوار ليلي التي خرجت منذ يومين من المشفي وأصبحت تتحرك بحرية أكبر الان لذا جلسا في ذالك المكان اللطيف الذي خصصه لها
نظرت اليه تنتظر ما سيقوله بفضول لكنه صدمها بما قال
"ليه لما بصيت في عينك قبل كدا كان في كسره أنا مفهمتهاش كان في حاجه غلط وقتها علي الرغم من إنك قولتيلي مش زعلانه بس انا حسيت إني جرحتك"
تحمحم يتوتر يكمل ويحاول ان يشرح الكلام بشكل جيد حتي لا تفهمه بشكل خاطئ
"ليه بتخبي عن نفسك اكتر من الناس حتي إنك حساسه وعلي فكره دا مش عيب ومش حاجه وحشه"
اشاحت بنظرها بعيدًا فقد صدمها سؤاله لكنها اجابت في النهايه
"بحس بالضعف أقل كلمه تزعلني أقل كلمه تفرحني ممكن تبقي قتالي قتيل ومجرد كمله اسامحك..محدش كان بيتقبل دا من وأنا صغيره حتي ماما كانت دايما تقولي متعيطيش قدام حد ومتبينيش ضعفك لحد لما كانوا بيتنمروا عليا كنت بمثل إني بضحك معاهم وكنت بروح اعيط لوحدي مع إنه كلام ميزعلش..بس أنا كنت بزعل"
امسك وجنتيها بلطف يجعلها تنظر له ثم قال بأبتسامة
"يدخل الجنه أُناس افئدتهم كأفئدة الطير دا قول الرسول صلي الله عليه وسلم مفيش مقياس للكلام إللي بيزعل كل حد فينا ليه شخصيه مختلفه و واجب علي غيرك لما يعرف إن الكلمه دي بتضايق ميقولهاش انتِ مش حساسه ولا انتِ ضعيفه انتِ بس طيبه قلبك يشبه قلب الطير رقيق وبسيط مس معقد زي باقي الناس حتي لو عندك عقد بس العبره بده يا ليلي"
انهي بينما يشير الي قلبه رأي ابتسامتها الهادئه تلك وهذا جعله يبتسم ويكمل حديثه الذي يواسيها به
"أنا موجود لما حاجه تحصل احكيلي لما تحسي بأي مشاعر قوليلي مش لازم تداري جواكِ مش هتستفادي حاجه لما تكتمي اكتر من كدا كل دا بيوصلك لأنك تتحرقي ببطئ من جواكِ"
في مثل هذا الموقف اذا كانت مع شخصًا اخر كانت لتبتسم بتمثيل وتنهي الامر لكن تلك المره قررت التخلي عن ذالك الحاجر الذي تضعه امامها وامام الجميع تنهدت ثم قالت بحزن بان في نبرتها
"حولت كتير بس في كل مره حولت احكي فيها وافضفض كنت بسمع كلام يخليني أندم إني اتكلمت لحد لما تعبت ومبقتش حتي عارفه أتكلم فكرة إني أقعد مع شخص أقوله أنا زعلانه عشان كذا وكذا بقت حاجه مستحيله بالنسبالي لأني مبقتش أعرف أقول إني زعلانه طول عمري مهما اتكلمت مهما قولت مهما عاتبت كانوا بيعملوا نفس الحاجه إللي عاتبتهم عليها"
نظرت للأسفل تكمل حديثها
"العتاب بيبقي وحش لما يبقي علي نفس الحاجه"
أنصت جيدًا لما كانت تقوله هو بالتأكيد لم يمر بما مرت به لكنه يحاول ان يكون بجانبها ويواسيها لذا قال
"طيب ودلوقتي أي احساسك؟"
إستغرقت بعض الوقت لتفكر في سؤاله ثم اجابت بشرود
"لوحدي حاسه إني لوحدي حتي لو بقيت وسط ناس كتير بحس إني لوحدي اوي"
شعر بالحزن لسماعه تلك الاجابه لذا احتضانها بلطف يربت علي خصلاتها ويقول
"طيب أنا معاكِ عايزك تعرفي دا كويس وانتِ مش لوحدك طول ما أنا موجود في الارض دي وروحي لسه في جسمي انتِ مش لوحدك"
شعرت بالأرتياح عندما قال تلك الكلمات التي كملاذ بالنسبة لها ولأول مرة تشعر بشعور الامان الذي تاقت لتتذوقه وضعت رأسها علي صدره تغمض عيونها براحه وهو ظل يربت علي خصلاتها بلطف ويتأرجح بهدوء

في عتمةِ الضوءِ "قيد التصحيح"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن