الفصل الثامن: الأشباح

23 3 0
                                    

خرجت! لم تتوالى المصائب على رأسي؟!

اقتربتُ من نجم مستغلّة انشغال البقيّة بالهلع، وحين وقفتُ أمامه قال "ما الّذي تفعلينه هنا الآن؟!"

-"اشرح لي ما يحدث أوّلا"

-"الأشباح خرجت، لم تخترق جدران مبنى الثانوية لكنّها تتجوّل في أرجائها الآن"

-"لكنّكَ قلتَ أنّها لن تخرج إلّا إن فتحتُ لها باب الغرفة؟!"

رأيتُه في تلك اللّحظة قد وضع يده على رأسه وكأنّه يفكّر بعمق، ثمّ قال وهو ينظر إلى الخارج من خلال النّافذة "انظري، بدأت الشّمس تغرب. الإشاعات الّتي يتداولها الطلّاب هنا هي أنّهم يسمعون أصواتا تصدر من الثانوية في اللّيل. هذا يفسّر وجودها حاليا، وهذا يعني بأنّها لم تتحرّر بعد فهي لم تستطع الخروج من إطار الثانوية"

-"إذن ماذا الآن؟"

فجأة تقدّم منّي نجم وأمسك بيدي لأجد نفسي بعدها في الرّواق المؤدّي إلى المكتبة حيث كنّا واقفين أمام قاعة الرّسم، وقبل أن أستوعب تلك النّقلة رأيتُ..! شكله بشع،له عينان حمراوان تشعّان شراسة، وجسم ضخم مغطّى بالدّماء، هو آت نحوي من قاعة الرّسم. لم أستطع الصّراخ ولم أستطع الحراك، ظننتُها النّهاية ثمّ سقطتُ وأغمضتُ عيناي، لكن بعد لحظات وجدتُ بأنّني لا أزال حيّة، فتحتُ عينيّ لأجد نفسي جالسة على الأرض في المكتبة و نجم جاث على إحدى ركبتيه أمامي.

أنا أرتعش، كلّ شيء فيّ يرتجف بشدّة وقلبي يكاد يتوقّف عن الخفقان بسبب الرّعب الّذي أشعر به.

لم أُعر انتباها لنجم الّذي يجلس أمامي، إلّا حين شعرتُ به يمسك ذراعيّ ثمّ قال "اهدئي أرجوك، حاولي السّيطرة على نفسك"

الآن فقط عدتُ إلى الواقع، نظرتُ إليه للحظات ثمّ انفلتُّ من بين يديه وقلتُ بلهجة حانقة "ابتعد عنّي، كلّ هذا بسببك، ما هي تلك الأشياء؟ ما الشّيء الّذي فعلتَه لنصل إلى كلّ هذا؟!"

وقف ثمّ مدّ يده إليّ وقال بهدوء "يمكنكِ معاتبتي لاحقا، عليكِ أن تكوني قويّة الآن إن كنتِ لا تريدين الأذى لزملائك"

كلامه صحيح! إن وصلت إليهم تلك الأشياء فسيُقضى عليهم جميعا!

قرّرتُ الوقوف وحدي متجاهلة يده الّتي مدّها إليّ ثمّ قلت "ما الّذي عليّ فعله؟"

-"لا تسمحي لهم بالخروج من المكتبة، تلك الأشباح غير قادرة على دخول مكان تتواجدين أنت فيه، لذا كأوّل خطوة، امنعيهم من التفرّق"

-"لا أستطيع، هم مرتعبون الآن ولا شكّ بأنّهم سيقرّرون استكشاف ما يحصل، ماذا سأقول لهم؟"

-"عليكِ أن تتصرّفي، وسأرى إن كانت هناك طريقة تضمن خروجكم بسلام"

بالكاد أنهى عبارته ثمّ اختفى، ما الّذي يمكنني فعله؟ كيف لي بإقناعهم؟!

ثانوية الأشباححيث تعيش القصص. اكتشف الآن