في اليوم التّالي لم أكد أصدّق بأنّ فترة الغداء قد حانت لأتسلّل مرّة أخرى لذاك الممرّ. بخطوات مسرعة اتّجهتُ إليه لكن...لم يظهر شيء!
مررتُ بجانب المكان المعتاد لظهور الغرفة دون أن أجدها. انتظرتُ بعض الوقت مترقّبة رؤية نجم لكن لا شيء!!
شعرتُ بخيبة أمل كبيرة، لماذا لم يظهر؟
واصلتُ السّير في ذاك الممرّ إلى أن وصلتُ في نهايته إلى قاعة رياضية، لم أكن أعرف بوجودها من قبل!
عدتُ أدراجي وكلّي أمل بأن يستوقفني نجم كما فعل في المرّات السّابقة، لكن لم يحصل شيء...!!
كان عليّ أن أعود للمطعم وأجرّب في الغد.
وبالفعل عدتُ إلى الممرّ في اليوم التّالي والّذي يليه إلى أن انتهي ذاك الأسبوع دون فائدة!
ما الّذي يحصل؟ أتُراه يتهرّب منّي؟ أم أنّني كنتُ أتوهّم رؤيته؟ ولمَ أشعر بهذا الفراغ في داخلي؟ وكأنّني فقدتُ شخصا عزيزا عليّ؟ لم أره إلّا لبضع لحظات فلم أنا متعلّقة به؟!
الأفكار تتضارب في رأسي، ولا أدري تماما إلى أين ستصل بي. حتّى في المنزل لاحظت والدتي شرودي الدّائم، وقد تُعتبر هذه نقطة سوداء في سجّلي!
في عطلة نهاية ذاك الأسبوع، جاءتني حنين وطلبت منّي الخروج معها للتسوّق لكنّني رفضت. منذ متى أرفض الخروج مع حنين؟ أظنّني بدأتُ أفقد صوابي!
كنتُ أرغب بشدّة بأن أزور منزل السيّدة نورة، لذلك خرجتُ متّجهة إليه. لكنّني لم أجد سببا مقنعا للزّيارة!!
توقّفتُ متردّدة أمام منزلها لا أدري إن كان عليّ أن أدخل أو أن أعود وأنسى الموضوع، وخلال وقوفي ذاك رأيتُ حسام، هذا ما كان ينقصني!
لم يكن ليضيّع الفرصة فاقترب منّي قائلا "مرحبا آنستي"
متملّق! فيما يخصّ الكلام المعسول فلن أجد شخصا يتفوّق عليه!
تحدّثتُ معه بارتباك واضح، ثمّ انصرفتُ متحجّجة بأنّني مضطرّة للعودة إلى البيت. المزعج ضيّع عليّ فرصة دخول منزل والدة نجم!
في تلك اللّيلة عاهدتُ نفسي على نسيان شبح نجم ذاك، سأنسى ما حدث ولن أتّجه إلى ذاك الممرّ ثانية. عليّ أن أتصرّف بحزم مع ميولي لاكتشاف قصّة الغرفة المخفية!
مع بداية الأسبوع التّالي، شعرتُ بأنّني بدأت بالعودة لطبيعتي.
كانت لدينا في ذاك اليوم حصّة نمضيها في مكتبة الثانوية، وطبعا علينا أن نغتنمها للقيام ببحوثنا.
مرغمة جلستُ مع أمجد وبدأنا العمل على مشروع الفيزياء. كنتُ أحوّل نظراتي بين شاشة الحاسوب وبين الكتاب أمامي، أمّا هو فلم يرفع بصره عنّي. هل يظنّ بأنّني موضوع البحث مثلا؟!
أنت تقرأ
ثانوية الأشباح
Misterio / Suspensoأسيل، طالبة في الثانوية، يقودها الفضول إلى إحدى الغرف الغامضة في ثانويتها الجديدة ، لتجد بأنّ الشائعات الّتي تدور حول كون الثانوية مسكونة هي شائعات حقيقية، حيث تجد نفسها أمام شبح لفتى غامض، إضافة إلى العديد من الألغاز.