الفصل الخامس: القاتل

21 3 0
                                    

في تلك اللّحظة استغربتُ شجاعتي. وبمجرّد أن أنهيتُ عبارتي، ابتسم نجم وقال بلهجة تنمّ عن ثقة "لم يسبق أن تعرّضتُ لتهديد كهذا!"

لوهلة ظننتُه سيقول 'لم يسبق أن تعرّضتُ لتهديد من فتاة' وطبعا لو قالها لكنتُ نفّذتُ تهديدي مباشرة!

لم أقل شيئا، لكنّني مع ذلك لم أظهر أيّ خوف، عندها حوّل نظره عنّي وقال بهدوء "أعتذر عن تصرّفاتي السّابقة"

لقطة نادرة أن يعتذر إليّ شبح! لا لأكون صادقة مع نفسي، عليّ أن أقول بأنّها لقطة نادرة أن يعتذر إليّ هذا الفتى!

عاد بعدها لينظر إليّ بنظرات أقلّ حدّة ثمّ قال "كيف تعرفين من أكون؟"

-" لأنّني زرتُ منزلك"

صار لساني أكثر طلاقة في مخاطبته!

تحرّك هو بضع خطوات مبتعدا عنّي ثمّ التفت إليّ وقال "عليكِ أن تعلمي بأنّ الغرفة الّتي تجذبك إليها دائما تحوي خطرا كبيرا"

الغرفة الّتي تجذبني إليها دائما! أذكر بأنّ الفضول وحده ما دفعني إليها!

لم أستطع طرح أيّ سؤال، وكأنّني عدتُ لارتباكي فاقترب منّي بشكل لافت و قال "لا أفهمك، تبحثين عنّي، وحين أقف أمامك ترتعشين خوفا"

هذا أكثر ممّا أستطيع تحمّله، هذه ليست ثقة وحسب!

-"تعلمين بأنّني قاتل، وترينني أظهر وأختفي، وتأكّدتِ بأنّكِ الوحيدة الّتي تستطيع رؤيتي، هذه أسباب كافية لتجعلك تمتنعين عن دخول هذا المكان لا أن تسعي خلفي"

الآن عليّ أن أقول شيئا، أرجو أن أفلح في قول أيّ شيء!

-"هل أنت ميّت؟!"

وقع عليه سؤالي كالصّاعقة!

أنا لا يهمّني لم أنا منجذبة إلى تلك الغرفة، أو إليه. إنّما يهمّني بأنّ هناك سببا ما جعلني ألتقيه!

فجأة رأيتُه حرّك يده وقرّبها منّي إلى أن أمسك بيدي، وقبل أن أبتلع تلك المفاجأة وجدتُ بأنّ المكان حولي قد تغيّر ليصير مضيئا ومليئا بما يشبه الضّباب.

كان نجم لا يزال واقفا بجانبي ممسكا بيدي، وحين التفتُّ إليه قال وهو ينظر أمامه "هذا ما حدث قبل عشر سنوات"

حوّلتُ نظري إلى حيث ينظر، فبدأت تظهر لي بعض الصّور وسط الضّباب. حين ركّزتُ عليها صارت واضحة أكثر، كانت تلك إعادة لمشهد قتل نجم للأساتذة!

يبدو شرسا، بسكّين واحدة قام بتمزيقهم واحدا بعد الآخر، الدّم ملأ المكان وغطّى وجه نجم وملابسه.

لم أعد قادرة على مشاهدة المزيد!

شعرتُ بالغثيان ثمّ أغمضتُ عينيّ وأنا أشعر بأنّ الدّموع قد تجمّعت فيهما!

فجأة ترك نجم يدي ففتحتُ عينيّ لأجد بأنّنا عدنا إلى القسم.

التفتُّ إليه ودموعي قد بدأت تنساب على خديّ، فوجدتُه ينظر إليّ بنطرات لم أفهم فحواها.

ثانوية الأشباححيث تعيش القصص. اكتشف الآن