كان سؤالا مفاجئا وغير متوقّع من إياد جعلنا نحدّق ببعضنا والحيرة تسيطر علينا! حتّى نجم بدا متفاجئا، ولهذا كان عليّ أن أرتجل!
-"هل تشكّ مثلا بأنّ المهاجم هو نفسه من قام بعملية القتل القديمة؟!"
حدّق بي إياد طويلا بعد أن سمع عبارتي ثمّ قال "لا فكرة لديّ حقّا فيما تورّطون أنفسكم فيه، لكنّني سأصارحكم و أنتظر منكم المثل، ما رأيك؟"
-"سأسمع منك أوّلا"
من الأفضل أن أجعله يشعر بأنّنا المتفوّقون هنا، فأنا لا أعلم بعد ما الّذي يفكّر فيه!
استرخى هو على كرسيّه وكأنّه قد استسلم لي ثمّ قال "فاضل الذّهبي، هو من قام بجريمة القتل! هذا ما أريد إثباته، رغم أنّ الظروف والأدلّة كلّها ضدّي"
هنا عليّ أن أتوقّف، لا أستطيع اتّخاذ مزيد من القرارت وحدي، ولذلك قلتُ مباشرة "كما قلتُ من قبل، نحتاج لبعض الوقت لنفكّر فيما إن كنّا سنتعاون معك"
-"لا بأس، كما تريدون"
حين خرجنا من مكتبه كان قد حان وقت الدّرس التّالي، عندها اقترب منّي نجم وقال "أحسنتِ، كنتِ مذهلة"
إطراؤه هذا غريب! اكتفيتُ بالتّحديق به فابتسم وقال "نتحدّث في الغد، اذهبوا الآن"
ثمّ اختفى بسرعة، أظنّه سيتجسّس قليلا على أحدهم!
بعد انتهاء ذاك اليوم، وفي طريقنا أنا وحنين، خطر على بالي سؤال لم أستطع تجاهله!
-"أتساءل لمَ لم يقل شقيقكِ بأنّه يسجّل المحادثة بدل أن يقول ماذا لو كنتُ أسجّل، لو لم نكن نعلم مسبقا بأنّه لا يفعل، لكان تمكّن من خداعنا بعد الكلام الّذي قلتُه، ولكنّا اعترفنا بعد ذلك بكلّ شيء ظنّا منّا بأنّ أمرنا قد انتهى!"
تبسّمت حنين من كلامي ثمّ قالت "بالنّسبة له ستكون تلك كذبة!"
-"كذبة! أظنّها تسمّى مراوغة في مجال عمله!"
-"صحيح بأنّه شخص مستفزّ ومتفان في عمله، ومختلّ نوعا ما، كما أنّه مغرور بعض الشيء..!"
هل هذا مدح أم ذمّ؟!
-"لكنّه لا يستخدم ترخيضات خاطئة لأجل العمل، والكذب أحد أكثر تلك التّرخيصات الّتي يكرهها!"
-"حقّا؟! هل إياد ذاك يفكّر هكذا؟!"
-"هل أعجبك؟ يمكنكِ أخذه فهو يسبّب لي الصّداع!"
-"ما هذه الحماسة الّتي تتحدّثين بها؟! يكفيني يامن لذا احتفظي بمحقّقك"
من خلال ملامحها وهي تتحدّث عنه، لا يبدو لي بأنّها تنزعج منه أبدا بل على العكس، هي تحبّه كثيرا وتحترمه، ولربّما هذا هو سبب عدم تحدّثها معه أمامنا في الثانوية، لا تريد أن تفقده هيبته إن تعامل معها كأخ كبير!!
أنت تقرأ
ثانوية الأشباح
Misterio / Suspensoأسيل، طالبة في الثانوية، يقودها الفضول إلى إحدى الغرف الغامضة في ثانويتها الجديدة ، لتجد بأنّ الشائعات الّتي تدور حول كون الثانوية مسكونة هي شائعات حقيقية، حيث تجد نفسها أمام شبح لفتى غامض، إضافة إلى العديد من الألغاز.