متى تهتزّ ثقة الإنسان بنفسه؟ حينما يفشل؟ حينما يشعر بالضّعف!
لا، ليست الإجابة الّتي أريدها. ربّما بالنّسبة لي، تهتزّ الثقة عندما نخطئ!
لفترة ظننتُني وصلتُ للقمّة، ظننتُني بلغتُ من الثقة بنفسي ما يكفل لي التّناغم مع ذاتي، ما يسمح لي بالتمسّك بالخيارات الصّحيحة دائما. لكن ما لم أعرفه وما لم أحسب له حسابا هو ذاك الشّيء المسمّى بالمشاعر. وكأنّها نسمات ريح تدغدغ النّفس وتجعلها تحلّق معها عاليا. تلك النّسمات قادرة على خداع النّفس وجعلها فريسة للوهم، وما بعد الوهم...!
استيقظتُ في اليوم التّالي بعد ليلة مليئة بالكوابيس! وآخر ما رأيتُ كانت صورة لنجم وأمجد وهما شبحان يحاولان التهامي!!
حين خرجتُ من غرفتي، وجدتُ بأنّ أختي أمل في المنزل، أتساءل متى جاءت!
بمجرّد أن رأيتُها شككتُ في الموضوع، وحين سألتُ والدتي أكّدت شكوكي. تشاجرت مع عامر بحدّة لدرجة أنّها تركت منزلها ليلا! هذه أوّل مرّة يحدث فيها هذا. لوهلة تمنّيتُ لو أتحدّث معها وأسألها عمّا حدث، لكنّ بريق عينيها الدالّ على بكائها منعني من ذلك، تبدو محطّمة!
خرجتُ من المنزل واتّجهتُ للثانوية كعادتي. وحين وصلتُ وجدتُ الطلّاب متجمّعين أمام البوّابة الرّئيسية والّتي كانت مغلقة. مكثنا بعض الوقت ونحن نتساءل عمّا يحدث، وإذ بأحد العاملين في إدارة الثانوية قد وصل بسيّارته، فخرج منها وقال "هناك ظروف تمنعنا من فتح الثانوية الآن، ستتواصل الدّروس بشكل طبيعي بعد الظّهر، أبلغوا الجميع بذلك"
غريب! لكن... كلّ جوارحي تخبرني بأنّ الأمر متعلّق بحادثة الأمس!
تحدّثتُ مع حنين وبقيّة صديقاتي للحظات، إلى أن رأيتُ أمجد يحدّق بي، واضح بأنّه يريد التحدّث معي!
تركتُ الفتيات وهو بدوره ابتعد عن أصدقائه واقترب منّي. بقينا صامتيْن للحظات ثمّ قال "هل لهذا علاقة بما حدث أمس؟"
-"أرجوك أبقِ الأمر سرّا، لا أستطيع أن أخبرك بشيء حاليا"
-"لا تنسي أنّكِ لم تدفعي لي بعد!"
هه! وأنا من ظننتُ أنّه قد تجاوز ذلك!
الثّمن! أعلم ما يريده أمجد منّي، سيطلب منّي أن أكون مرافقته كما يفعل بالفتيات دائما، كلّما ملّ واحدة يغيّرها بأخرى!
بدأ قلبي يخفق بشدّة وأنا أنتظر منه أن يقولها، لو فعل فأنا لا أضمن نفسي، قد يصل بي الأمر إلى ضربه حتّى!
فجأة سمعتُه يضحك لأخرج من شرودي، حدّقت به مستغربة من تصرّفه إلى أن قال "لا تقلقي، أنا لن أطلب أيّ شيء. ليس نبلا مفاجئا إنّما انتِ مختلفة، تملكين قدرا عاليا من الأدب والحياء ولا يمكنني تجاوز ذاك و الإساءة إليك"
أنت تقرأ
ثانوية الأشباح
Tajemnica / Thrillerأسيل، طالبة في الثانوية، يقودها الفضول إلى إحدى الغرف الغامضة في ثانويتها الجديدة ، لتجد بأنّ الشائعات الّتي تدور حول كون الثانوية مسكونة هي شائعات حقيقية، حيث تجد نفسها أمام شبح لفتى غامض، إضافة إلى العديد من الألغاز.