مع بداية الأسبوع التّالي، عاد أمجد إلى الثانوية بعد أن تعافى من جراحه. استقبله الطلّاب بحفاوة، واكتفيتُ أنا وحنين بمراقبته من بعيد. وخلال ذلك، لاحظتُ بأنّه يضع ساعة على غير عادته. ولم تكن ساعة عادية، بل كانت فاخرة و أنيقة. التفتُّ مباشرة إلى حنين وقلت "إذن تلك السّاعة هي هديّتك؟!"
نظرت إليّ حنين ثمّ ابتسمت وقالت "لا تستغربي، تعلمين بأنّني أهتمّ بالأزياء والإكسسوارات، و لم يكن بإمكاني أن أقدّم هديّة عادية"
-"أممم، اعترفتِ الآن بأنّها هديّة"
-"كفّي عن التّلاعب بي!"
لم نكد نواصل حديثنا، وإذ بأمجد قد اقترب منّا ثمّ نظر إلى حنين وقال "اعترفي، أنتِ جاسوسة صحيح؟"
حدّقت به حنين للحظات ثمّ قالت ساخرة "دعني أحزر، التقيتَ بإياد؟!"
-"ما الّذي تعنيه ملاحقته لنا؟"
أطرقت حنين مع نفسها بعد عبارة أمجد الجادّة ثمّ قالت "هو لم يخبرني بشيء لأنّه يفصل بين العمل والمنزل، لكن معروف عن أخي بأنّه لا يتولّى إلّا القضايا الغامضة، ولم يسبق أن فشل في إحداها، ولهذا نحن في خطر"
بدا أمجد منزعجا ثمّ قال "أي إنّ كلّ ما فعلناه من محاولة احتواء الوضع ذهب أدراج الرّياح!"
بالفعل! انتشار الخبر عن الثانوية فيه خطورة كبيرة، لو شكّ فاضل الذّهبي في أنّ الأمر يتعلّق بما حدث قبل عشر سنوات فستكون كارثة!
خرجتُ من شرودي حين سمعتُ حنين قالت "لمَ أنتَ مهتمّ بالموضوع؟"
-"لأنّني أفعل ذلك من أجل صديق"
كان ردّا مباشرا من أمجد ودون تردّد، ثمّ أضاف قائلا وهو ينظر إلى حنين "ماذا عنكِ، لم أنتِ مهتمّة؟"
وبدورها حنين قالت "لأجل صديقتي أسيل"
ومن ثمّ التفت إليّ كلاهما وقالا معا "ماذا عنك؟"
لمَ أنا مهتمّة؟ الإجابة واضحة وبسيطة.
-"لأجل الحقّ!"
لم يكن بإمكاني أن أرى شخصا مظلوما ولا أحرّك ساكنا. لو تطلّب منّي تقديم ذاك المجرم إلى العدالة حياتي فسأدفعها دون تردّد!
ظلّ أمجد محدّقا بي ثمّ ابتسم وقال "اسمعي، أريدكِ أن تلتفتي لدراستك كما كنتِ دائما، وإلّا فسترين منّي مالا يعجبك!"
عاد لتصرّفاته المزعجة! شعرتُ الغضب، وقبل أن أقول شيئا فاجأتني حنين بأن قالت "لا أسمح لكَ بأن تستخدم لهجتكَ هذه معها"
رمقها أمجد بنظرات باردة، ثمّ رفع يده مشيرا إلى ساعته وقال مبتسما "لو قلتُ بأنّكِ من أهديتِني هذه، فستصيرين حكاية العام في الثانوية، لذا لا تتدخّلي!"
وبعدها ابتعد عنّا. التفتُّ إلى حنين وأنا أتوقّع أن أراها تشتاط غضبا، لكنّني وجدتُها تضحك، ثمّ نظرت إليّ و قالت "لم أكن أعلم بأنّ التّعامل مع أمجد الجديد ممتع لهذه الدّرجة!"
أنت تقرأ
ثانوية الأشباح
Mystery / Thrillerأسيل، طالبة في الثانوية، يقودها الفضول إلى إحدى الغرف الغامضة في ثانويتها الجديدة ، لتجد بأنّ الشائعات الّتي تدور حول كون الثانوية مسكونة هي شائعات حقيقية، حيث تجد نفسها أمام شبح لفتى غامض، إضافة إلى العديد من الألغاز.