-"حنين، هي لم تخطئ بشيء، أنتِ تسيئين الفهم..."
-"اصمت أنت!"
لم تجدِ محاولة أمجد نفعا في احتواء غضبها. نظرتها تلك، وكأنّها تحتقرني!
أنا من فعلتُ هذا بنفسي، أنا من تخلّيتُ عن مبادئي!
ساد صمت رهيب بعد ما قالته، أمّا أنا فلم أستطع رفع بصري إليها. وفجأة شعرتُ بها لامست خدّي ثمّ قامت برفع رأسي لأنظر إليها، كانت تبتسم وعلى وجهها علامات القلق ثمّ قالت بهدوء "عليكِ أن تخبريني بما يحدث بدل أن أحلّق بتفكيري بعيدا!"
-"سأفعل..."
انتهى! كانت غلطة أن أرمي بنفسي بين شابّين، كنتُ أملك الخيار ولم أكن مجبرة على المرور بكلّ هذا!
أمسكتُ بيد حنين بكلتا يديّ وأنا أشعر بالحرج أمامها. وفجأة سمعت أمجد قد تنهّد وحين نظرتُ إليه قال "آسف، أنا من أجبرتكِ على المجيء إلى هنا، وقد تجاوزتُ حدودي في تصرّفاتي، أعتذر إليك"
-"اعتذاركَ مرفوض"
تكفيه هذه العبارة فهو لا يستحقّ أكثر منها. التفتُّ إلى حنين وطلبتُ منها بأن نعود إلى السّاحة. وهناك، جلسنا بهدوء وبدأتُ بسرد القصّة من بدايتها. الغرفة المخفية والأشباح، ظهور شبح نجم، التّعويذة وفاضل الذّهبي، إلى أن وصلتُ إلى آخر ما أخبرني به نجم.
حين أنهيتُ كلامي، نظرت إليّ حنين للحظات ثمّ قالت "أنتِ لا تكذبين عليّ؟!"
-"تعلمين بأنّه يستحيل أن أفعل"
-"أصدّقك، رغم أنّني لا أستوعب كلّ ما قلتِه، لكنّني أصدّقك"
أخذتُ نفسا عميقا حين سمعتُ كلامها، إن فقدتُ ثقة حنين فسأفقد جزءا من نفسي!
فجأة وضعَت هي يدها على كتفي ثمّ قالت "لكن اعلمي انّ طريقتك كانت خاطئة مهما كان السّبب"
-"لكن..."
-"أعلم أعلم، نجم مهذب وأمجد تغيّر، هذا لا يعني أن تتجاوزي الحدود، أتساءل كم مرّة وقفتِ بذاك القرب من أحدهما كما رأيتكِ مع أمجد؟!"
-"أرجوكِ هذا محرج! أنا أفهم خطئي"
-"إذن ماذا تنوين الآن؟ لا أعرف نجم هذا لكن يبدو لي بأنّكِ قسوتِ عليه"
لم أكن أحتاج لأن تعاتبني حنين أيضا بشأن ما فعلت. نظرتُ إليها وأنا لا أدري ما أقول، وفجأة اقترب منّا أمجد والارتباك باد عليه ثمّ قال "لدينا مشكلة، المسابقات ستنتهي في السّاعة السّادسة و سيبقى بعض الطلّاب لترتيب الفوضى بعد ذلك، أي..."
-"بعد غروب الشّمس!"
يا إلهي! إن بقي أحدهم وقت خروج تلك الوحوش فستكون كارثة! لمَ يحدث كلّ هذا؟! استطعنا تجنّب بقاء الطلّاب خلال الأيّام الماضية في المكتبة، بسبب غياب الحارس الّذي لازال في المستشفى، لكنّ اليوم مختلف!
أنت تقرأ
ثانوية الأشباح
Mistério / Suspenseأسيل، طالبة في الثانوية، يقودها الفضول إلى إحدى الغرف الغامضة في ثانويتها الجديدة ، لتجد بأنّ الشائعات الّتي تدور حول كون الثانوية مسكونة هي شائعات حقيقية، حيث تجد نفسها أمام شبح لفتى غامض، إضافة إلى العديد من الألغاز.