دخلتُ غرفتي وأنا أشعر بالضّيق، ثمّ وقفتُ أمام خزانة ملابسي وأنا أفكّر فيما سأرتديه. آه وربّما عليّ ارتداء حذاء ذو كعب عالي. آخر مرّة ارتديتُه فيها، كدتُ أسقط أمام النّاس! لولا أمّي لارتديتُ ملابسي العادية. ترفض اهتمامي بنفسي، وتطلب منّي التأنّق للحفلات! يا للمزاجية!
ذاك اليوم، كنتُ جالسة على سريري حين نجحتُ في استدعاء نجم خارج الثانوية لأوّل مرّة، لازلتُ أذكر ابتسامته عندما وقف أمامي. هه! قلتُ عنه بأنّه مزيّف ووصفتُه بالضّعف! الضّعف!! نجم يملك أقوى شخصية عرفتُها، فكيف أصفه بالضّعف؟!.يا لي من فتاة رقيقة! أرمي الكلمات دون أن أفكّر بالعواقب!
انتهى بي الحال بأن ارتديتُ ملابس بين اللّونين الأبيض والأسود، إضافة لكعب عال.
حين دخلنا منزل أمل، وبعد أن حيّيتُ الجميع، كان عليّ أن أتعرّض لعملية التّقسيم المعتادة. الكبار وحدهم، الشّباب، وحدهم والفتيات وحدهنّ. منزل شقيقتي فخم على أيّ حال ويفي بالغرض. وكالعادة، الإضاءة خافتة والهدوء يعمّ المكان رغم كثرة المدعوّين، فعلا جوّ مملّ!
لم أكد أجد لنفسي مكانا وإذ بالفتيات ينادين عليّ، ابنة عمّي راما إضافة إلى قريبتان لعامر وهما لمى و رغد، نحن الأربعة مقرّبات نوعا ما!
جلستُ معهنّ وتحدّثنا قليلا، إلى أن هتفت راما قائلة "انظري إنّه حسام"
-"ماذا؟ أين؟"
ردّة فعل غبيّة منّي!
قالت راما مباشرة "ولم تفاجأتِ؟"
ثمّ أضافت رغد "إنّه يحدّق بك"
يا إلهي! حين لم أره عندما وصلت، ظننتٌني سأرتاح منه. لكن يبدو بأنّه وصل توّا. نظرتُ إليه لأجده يحدّق إليّ باسترخاء، فما كان منّي إلّا أن حوّلتُ نظراتي عنه محاولة تجنّب الإحراج، وفجأة همست لي راما قائلة "إنّه قادم نحونا، هيّا قفي"
-"ولمَ عليّ الوقوف؟!"
لم أكد أعلنُ عن انزعاجي، وإذ بلمى قالت بغضب "انهضي أيّتها البليدة، فهو قادم لأجلك"
وهل من مفرّ؟! نهضتُ رغما عنّي، ثمّ ابتعدتُ عن الفتيات إلى أن وقفت أمامه. عندها حيّى الفتيات خلفي ثمّ حيّاني وقال "تبدين مشرقة كعادتك، كيف حالك؟"
بما أنّكَ تراني مشرقة أيّها المتملّق فلمَ تسأل عن حالي؟!
-"بخير"
كان بودّي أن أقول بأنّني كنتُ بخير قبل أن أراه!
-"قلقتُ عليكِ كثيرا عندما سمعتُ عن الهجوم في ثانويتك، حمدا لله أنّكِ بخير"
-"أ... أجل. أقصد شكرا لك"
لمَ أرتبك دائما أمامه؟ لا أستطيع حتّى صياغة جمل مفهومة!
فجأة ابتسم بطريقته الرّاقية وقال "أرجو أن تكوني حذرة، لا أريد أن يصيبكِ أيّ أذى، إسمحي لي"
أنت تقرأ
ثانوية الأشباح
Mystery / Thrillerأسيل، طالبة في الثانوية، يقودها الفضول إلى إحدى الغرف الغامضة في ثانويتها الجديدة ، لتجد بأنّ الشائعات الّتي تدور حول كون الثانوية مسكونة هي شائعات حقيقية، حيث تجد نفسها أمام شبح لفتى غامض، إضافة إلى العديد من الألغاز.