الفصل الثاني عشر: أمجد يتغيّر

20 1 0
                                    

تلك الغرفة تجذبني إليها بالفعل. مهما كان ما حدث خلال تنفيذ تلك التّعويذة، فهو بالفعل قويّ استطاع التّأثير عليّ!

خلال طريقي إلى المنزل في ذاك اليوم، لم أستطع التّفكير إلّا في أمر نجم والأشباح وما إلى ذلك. أخشى بأنّه عليّ أن أودّع احتمالية التخرّج من الثانوية هذا العام!

من عليّ أن أسأل؟! أُغلقت كلّ الأبواب في وجهي. والداي وشقيقتي، الأقارب والجيران، لا فائدة.

لكنّني اليوم تذكّرت أحدهم، حسام! مجرّد التّفكير فيه يزعجني لكن من يدري، قد يفيدني بمعلومة ما!

فكّرتُ في أن أذهب لمنزل شقيقتي وأسأل عن مكانه، لكنّني وجدتُها فكرة سيّئة! عندها تذكّرتُ أحد النّوادي والّذي أعلم أنّه يرتاده دوما.

اتّجهتُ إليه ووقفتُ في مكان قريب علّي أراه يدخل أو يخرج منه. حين مضت أكثر من نصف ساعة قرّرتُ الإستسلام، و إذ بي أراه قد خرج من النّادي. يا للإحراج! حتّى أنّه ليس وحده بل مع أصدقائه. لم أشأ أن ألوّح له بيدي وقد جنّبني هو ذاك العناء حين اتّجه إليّ بنفسه!

بعد أن سأل عن حالي وما إلى ذلك من استخدامه للعبارت المنمّقة، قلتُ له "أخبرني بما تعرفه عن نجم فاضل"

ارتسمت على وجهه في تلك اللّحظة نظرة غريبة وكأنّه يقول 'ألهذا أنتِ هنا؟!'

وبعد أن استرخى قال "لمَ تسألين عنه؟"

-"الفضول وحسب، هل كنتَ تعرفه؟ وهل تعرف شيئا عن حياته؟"

أطرق حسام مع نفسه قليلا ثمّ قال "ما أعلمه هو أنّ نجم يستحيل أن يكون قاتلا"

-"إذن لمَ لا يتحدّث أحد؟ لم لم يطالب أيّ شخص بإعادة فتح قضيّته؟"

-"بسبب والده، لقد منع أيّ استفسار عنه، وحتّى الصّحافة رضخت لأوامره"

-"سمعتُ بأنّ والده كان يحضّر لشيء ما في ثانوية النّجاح، في نفس العام الّذي حصلت فيه تلك الحادثة"

-"أجل، أتذكّر شيئا من هذا، لكن لم يعلم أحد بما ينوي، لأنّه لم يسمح لأحد بالإطّلاع على المنطقة الّتي حجزها في الثانوية"

عدنا إلى نقطة البداية، وكأنّني أدور في حلقة مفرغة! لكن، هل قال بأنّ الصّحافة رضخت لأوامره؟!

-"هل يُعقل بأنّه هناك صحفيين يملكون معلومات، لكنّهم لم يستطيعوا نشرها؟"

بدت لهجتي حماسية أكثر من اللّازم فحدّق بي حسام قليلا، ثمّ قال بعفوية "مؤكّد، كانوا يتابعون الأحداث رغم التّحذيرات، كما أنّه معروف بأنّ الصّحافة تجلب الأخبار ولو كانت تحت الأرض!"

-"إذن عليّ البحث عن صحفيّ مهتم بالقضيّة"

-"أسئلتكِ غريبة، ما سبب اهتمامكِ بقضيّته الآن؟!"

ثانوية الأشباححيث تعيش القصص. اكتشف الآن