الفصل 20: المحقّق

18 1 0
                                    

خلال طريق عودتنا إلى الثانوية، حاولتُ ألّا أسأل، لكنّ فضولي منعني فالتفتُّ إلى حنين وقلت "ماذا أهديتِه؟"

-"ليست هديّة بل تعبير عن الشّكر!"

برأيي لا يختلف الأمر كثيرا، لكنّني لن ألحّ عليها بما أنّها لا تريد التحدّث عن ذلك!

حين وصلنا إلى الثانوية، وجدناها في حالة فوضى. انتبهتُ إلى مجموعة طلّاب بدا وكأنّهم يحيطون بشخص ما، وحين اقتربنا رأيتُ شابّا غريبا وسطهم. كان يرتدي بذلة رسمية أنيقة للغاية كما أنّه طويل القامة، وفجاة هتفت حنين بجانبي قائلة "إنّه إياد!"

-"هل تعرفينه؟"

التفتت إليّ حنين مبتسمة وقالت "إنّه أخي، أظنّكِ رأيتِه مرّة عندما كنتِ في منزلي"

آه بالفعل، ذاك الشابّ. لا أتذكّر شكله كثيرا لكن، ما الّذي يفعله هنا؟

أردتُ طرح سؤالي على حنين فسمعتُها قالت "لا شكّ بأنّه هنا لأجل حادثة الأمس!"

-"ماذا؟ وما دخله؟!"

-"إياد يعمل محقّقا دوليا، إرساله إلى هنا يعني بأنّ سرّنا في خطر"

بالتّأكيد! هي المرّة الثانية الّتي يتعرّض فيها أحدهم للهجوم، صار الأمر خارجا عن السّيطرة.

طلّاب الثانوية كانوا أشبه بالمعجبين بذلك الشابّ، وكأنّه سقط من السّماء!

فجأة رأيتُه التفت إلينا ثمّ تقدّم نحونا، عندها همست لي حنين قائلة "احذري منه فهو بارع في استدراج الآخرين للاعتراف بما يخفونه"

حين وقف أمامنا، وطبعا مع المعجبين خلفه، نظر إلى حنين وقال مبتسما "أوّل مرّة أزور ثانويتكِ لأجدكِ قد هربتِ من الدّوام أيّتها الفتاة!"

-"لم أهرب إنّما كنتُ أزور مريضا"

حتّى قوّة حنين طارت أمامه! لوهلة رأيتُ ابتسامته تحوّلت لابتسامة ماكرة ثمّ قال "ذهبتِ لزيارة أمجد؟ اخترتما وقتا لا يزوره فيه بقيّة الطلّاب لتتحدّثوا على راحتكم، ولتتفّقوا على ما ستقولونه، صحيح؟"

راااائع! يشكّ في أخته! لم أكد أحضّر نفسي وإذ به يلتفت إليّ بنظرة مخيفة تحمل من الثقة والمكر الكثير، وبعدها قال " آنستاي، تفضّلا معي فلدينا الكثير لنقوله!"

دخلنا مكتب المدير حيث تخلّى هو عن المكان لأجل المحقّق، أشكّ في أنّ المدير واحد من معجبيه أيضا، فهو يملك هيبة!

جلس هو في كرسي المدير وجلسنا نحن أمام مكتبه، حدّق بنا للحظات ثمّ قال وهو ينظر إليّ "إذن آنسة أسيل، قال زملاؤكِ بأنّكِ أوّل من فتح القاعة حيث تعرّض أمجد للهجوم، وبأنّكِ انهرتِ بشكل غريب حين رأيتِه، هل كنتِ تعرفين أنّ ذلك سيحدث؟"

-"أمم... لا"

قالت حنين أنّه عليّ الحذر منه، لذلك سأستخدم الجمل القصيرة معه!

ثانوية الأشباححيث تعيش القصص. اكتشف الآن