حدّقتُ بنجم طويلا إلى أن سمعتُ راما تقول "أسيل، أين ذهبتِ؟"
-"آه لا شيء، هلّا تركتني لوحدي"
-"أممم، كما تريدين، لكن لا تتأخّري فنحن هنا لنستمتع، ولا داعي لأن تفكّري بذاك الموضوع الآن"
أجل أجل فقط ارحلي، وكأنّني سأفكّر فيه!
بمجرّد أن ابتعدت راما، نظرتُ إلى نجم، ثمّ ذهبتُ إلى إحدى الزّوايا المظلمة من الحديقة لتجنّب أن يراني أحد، ومباشرة تحرّك نجم من مكانه واقترب منّي ليقف أمامي.
لم أفكّر أبدا بما سأقوله، إنّما أردتُ رؤيته وحسب. حدّقتُ به دون أن أنطق بكلمة، وبعد لحظات قال بهدوء "هناك خطب ما صحيح؟ أشعر وكأنّني لم أركِ منذ مدّة"
-"لم... تظهر منذ يومين، ناديتُك كثيرا إلى أن فقدتُ الأمل و... ظننتُك..."
-"لا أفهم! أنتِ من تركتِ الثانوية مباشرة بعد ما حصل"
-"أنا لم أخرج من الثانوية، في ذاك اليوم وقعنا في ورطة كبيرة"
يبدو بأنّه هناك سوء فهم كبير بيننا. لسبب ما لم نعد قادريْن على التّواصل بعد أن تشاجرنا، ومع هذا هو لا يبدي أيّ نوع من الغضب عليّ، وكأنّه نسي ما حدث. كان صامتا بشكل غريب فقلتُ أنا بارتباك "أنا... أعتذر إليك"
-"آه لا تهتمّي، انسي الأمر"
-"لا يمكن أن أنسى"
رفعتُ بصري إليه، فوجدتُ شيئا من الإستغراب على وجهه، ثمّ واصلتُ بنبرة أكثر هدوءً "لم أقصد أيّ كلمة قلتُها لك، انفعلت ورميتُ كلامي دون وعي، لكنّني صدقا لم أقصد ذلك، يستحيل أن أنظر إليك على أنّك شخص مخادع أو ضعيف"
لوهلة رأيتُه ينظر إليّ بطريقة غريبة، وللمرّة الثانية لم أستطع سوى أن أغوص في نظراته عليّ أفهم شيئا منها! وبعد برهة ابتسم وقال "لا بأس، لقد أرضَيتِني"
جيّد، يعني بأنّه قد قبل اعتذاري، الآن فقط أشعر بالرّاحة.
صمت كلانا قليلا ثمّ قال نجم "قلتِ بأنّكم وقعتم في ورطة، ماذا حدث؟"
أعلم بأنّه لن يعجبه ما سأسرده عليه لكنّني مضطرّة! أخبرتُه عن بقاء الطلّاب بعد الدّوام، وسعينا أنا وأمجد وحنين الّتي كشفتُ لها سرّنا بأن نحميهم، وكيف قام أمجد برسم خطّته المتهوّرة والّتي كادت تقضي عليه!
وبمجرّد أن أنهيتُ كلامي، رأيتُ نجم وضع يده على جبينه ثمّ تراجع إلى الخلف بضع خطوات وقال "ما الّذي فعلتُه؟"
توقّعتُ هذا، توقّعتُ أن يلوم نفسه، وللأسف لا أستطيع التّخفيف عنه لأنّه لن يقبل ذلك منّي! حاولتُ تهدئته بقولي "لا تقلق فأمجد بخير"
عندها نظر إليّ بارتباك وقال "أريد أن أراه"
-"سأزوره غدا صباحا وسأجعلك تقابلك"
أنت تقرأ
ثانوية الأشباح
Misteri / Thrillerأسيل، طالبة في الثانوية، يقودها الفضول إلى إحدى الغرف الغامضة في ثانويتها الجديدة ، لتجد بأنّ الشائعات الّتي تدور حول كون الثانوية مسكونة هي شائعات حقيقية، حيث تجد نفسها أمام شبح لفتى غامض، إضافة إلى العديد من الألغاز.