-"توقّفي!"
نجم! لمَ هو بهذا القرب منّي؟! و لماذا يمسك بي؟!
-"ما... ماذا تفعل؟!"
انفلتُّ منه بصعوبة وأنا أشعر بالارتباك، وحين نظرتُ حولي، وجدتُ بأنّني في الرّواق المؤدّي إلى تلك الغرفة. لا أذكر تماما كيف حدث هذا!
-"عذرا، كان عليّ إيقافكِ بالقوّة"
الآن فهمت، جذبني ذلك الصّوت ثانية، وقد حضر نجم في الوقت المناسب.
-"لا بأس، لكنّني أتساءل، أنا لم أنادك صحيح؟"
بدا الإرتباك عليه حين طرحتُ سؤالي، ثمّ قال بابتسامة "كنتُ أتطفّل عليك"
توقّعتُ هذا! كان يراقبني!! لكن...
-"منذا متى؟"
-"إن كنتِ تقصدين جلوسكِ مع الفتاة الشّقراء فأجل، رأيتكِ حين كنتِ تبكين..!"
يا لجرأته! الوقوف أمام شخص كهذا وفي موقف محرج كهذا ليس سهلا عليّ!
كان لا يزال يحدّق بي ثمّ قال بنبرة هادئة "هل أسبّب لك كلّ هذا الحزن والألم؟!"
-"ثقتكَ تزعجني ووجودك بقربي يسعدني، ليس هناك أيّ حزن أو ألم!"
-"إذن لمَ البكاء؟ أم إنّ الفتيات يعبّرن عن السّعادة بذرف الدّموع!"
لم أستطع منع نفسي من الضّحك لما قاله! يحاول تلطيف الجوّ بالسّخرية منّي!
فجأة سمعتُ صوتا من خلفي، وإذ به أمجد. أتراه يراقبني هو الآخر؟!
حين وصل إلينا قال مباشرة "أنتِ بخير؟"
رمقتُه أنا بنظرات استغراب فابتسم وقال "غيابكِ عن الدّرس أقلقني فخرجتُ للبحث عنك"
-"يا للرّوعة! صار لديّ حارسان شخصيّان!"
تعمّدتُ إطلاق تعليقي لأرى ردّة فعلهما، فارتبك كلاهما وحوّلا نظراتهما عنّي. منظرهما ممتع للغاية!
فيما بعد تركنا نجم، وعدتُ أنا وأمجد إلى القسم. و في طريقنا التفت إليّ وقال "ألا تخشين من السّير معي في مكان ناء كهذا؟! أم أنّكِ تعتمدين على نجم إن حصل شيء ما؟!"
كان سؤاله ساذجا بقدر علامات الحرج البادية على وجهه. وماكان منّي إلّا أن ابتسمتُ وقلت "لا داعي لأن تختبر نظرتي إليك، أنا أثق بأمجد لأنّه تغيّر إلى الأفضل"
لا أدري لمَ استخدمتُ هذه الطّرٍيقة في مخاطبته، لكنّني أريده أن يفهم بأنّ تصرّفاته هي ما تحكم على علاقتي به. من قبل كان يستحيل أن أبقى معه في مكان واحد، ولم أكن أحبّذ التحدّث إليه حتّى، أما الآن فقد اختلف الوضع!
حوّل هو نظراته عنّي محاولا تجنّب الموقف ثمّ قال "الوضع يزداد سوءا صحيح؟ جاذبية تلك الغرفة لك تزداد، ونجم قال بأنّه صار يخشى من قدراته النّامية. لازال هناك جزء مخفي من الحقيقة!"
أنت تقرأ
ثانوية الأشباح
Mystery / Thrillerأسيل، طالبة في الثانوية، يقودها الفضول إلى إحدى الغرف الغامضة في ثانويتها الجديدة ، لتجد بأنّ الشائعات الّتي تدور حول كون الثانوية مسكونة هي شائعات حقيقية، حيث تجد نفسها أمام شبح لفتى غامض، إضافة إلى العديد من الألغاز.