جُزيئة مُعلقة

47 2 0
                                    

جَعلتْ من القاتل ضحية...

جُزئية مُعلقة...

توقفت في مُنتصف الطريق المؤدي لباب القصر في وسط الحديقة بعد سماع الصُفارة التي تدل على بداية المكالمة...
لم تسمع سوى صوت انفاسه الذي يُدل على عصبيته المُعتادة
سألته بلهفة:محمود انت كويس؟!
اجابها بعد زمن ليس بقليل:اي
اردفت بسرعة:ليه م بترد..كنتا جاياك
اكتفى بالصمت وهو يسمع صوتها القلِق الذي يحبه اكثر من اي صوت واي شئ آخر..
اغمض عينيه وزفر بضيق:انا تعبت ياخ..فتح عينيه..زهجتا..جد زهجتا
تنهدت بشفقة على حاله..اخذت نفس طويل وزفرته ليستعيد صوتها المُرتجف استاقمته لتبدأ بالغناء بصوت متحشرج:يا سييد النااس حابييك خلاااص..حس بي قلبي..قلبي دا الناس للناس..اووو امممم
اغمض عينيه مجدداً واسترخت ملامحه الحادة وهو يستمع لكلمات اكثر اغنية يحبها بواسطة اكثر صوت يحبه...
انهت الغناء بعد ما جاهدت كثيراً ان لا تنفجر باكية في وسطه..ابتسمت وهي تسمع صوت انفاسه المنتظمة دليل علي هدؤه...مسحت تلك الدمعة التي غلبتها وتمردت لخدها الناعم رغما عنها
تردف:استحمل..سكتت لبرهة واكملت..عشاني
اجابها بصوت رخيم خامل:اساسا صابر عشانك وليك..مف شي في الدنيا دي بهمني غيرك
ابتسمت بعد سماع جملته الآخيرة هذة الجملة نفسها التي كانت تكرهها وتمغتها اكثر من اي شئ في الكون..
اردفت:ربنا يخليك..ويعافيك
ابتسم حتي بانت اسنانه العليا وهز رأسه كأنها تراه الان..ساد الصمت لمدة ليست بقليلة حتى قطعه صوته قائلا:سمر
اجابته وكأنها نائمة:هههممم
ليقول كلمته المفضلة علي الاطلاق والتي باتت كلمتها المفضلة في الآوانة الآخيرة:بحبك..
اضطربت انفاسها وقرعت طبول قلبها اخفضت بصرها بخجل كأنها تسمعها لأول مرة وكأنه يقف امامها ويثبت نظراته المخترقة تلك نحوها..
استغرت دقيقة بالتمام والكمال لتخرج الكلمات من حنجرتها:تصبح علي خيرو
ابتسم الآخر وكأنه متوقع ردها ليردف:انتي الخير
كالعادة..هذا هو رده المؤلوف الذي يقوله..لكن الان بات الامر مختلفا..الان تعشقه وتعشق ردوده..عكس سابقا..
اردفت والابتسامة لا تُفارق ثغرها:لي بكرة
اجابها بهيام:راجيك
اغلقت الهاتف وهي تدعو اللّه له بدعوات امومية جداً...
اما الآخر فأسقذ الهاتف بجاور سريره دون ان يحرك ساكناً سوى يده..يشعر بالخمول..صوتها فقط كفيل بأن يخدر روحه ويسكن اوجاعه لا يأبه لحالته الصحية المتدهورة ولا للمكان المتواجد فيه..المكان الذي رغم بشاعته يحبه لأنه يقربها منه كما لم تستطع القصور فعل ذلك..المهم انها بجانبه الان وانها تؤمن كثيراً به..لم تؤمن بقوته وجبروته في السابق لكن الان تؤمن بضعفه ومحاربته الدامية مع نفسه لأجلها...

#يُتبع...
mosha🌸✨

جعلتُ من القاتل ضحيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن