1- البداية

954 27 25
                                    

* تجاهلوا الأخطاء الإملائية *

.

.

.

-هَوَسْ - Obsession

تُعْطِيهِ كُلَ مَا تَمْلِكْ الحٌبْ ، الحَنَانْ وً العَطْفْ ، ثُمَ يَقْصِفُكَ بِأَرْوَعِ كَلِمَاتِ الِعَتابْ وَ تَجِدْ نَفْسَكَ تَتَسَاءَلْ ، مَا الذِي أَخْطَأْتَ فِيهْ ؟

هذه أغرب قصة وجدت يوما  تحمل كل أنواع المشاعر رعب ، خوف ، هوس ، و كره ، هذه قصتها  و هذا مايجدر بهم أن يدونوا على شاهد قبرها . مرت الحياة أمام مقلتيها كسراب ، كانت وفي غمضة عين أصبحت ...

لكن دعني أرويها لك يا عزيزي القارئ ، عندما لم تكن بطلتنا تدري شيئا بعد ...

***

سنة من النوم التي يشتاق لها اليقضان ، مابين الأرق و الألم و الهذيان ، يلوكها الليل بين ألسنته و يهرب  النعاس من أجفانها لتكون كالراعي الذي يطارد القطعان فلا يدركها ، محاولاتها البائسة  للنوم باتت بالفشل لأن الأرق بات أنيسها الوحيد في الأيام  ، و مضجعها الوحيد في هذه الحال هو أمام النافذة تسهر الليالي مع القمر و النجوم .


ها هي تسمع خفقة الباب في الخارج ، تلك التي تحفظها منذ خمسة وعشرين سنة تنبئها بعودة أبيها المجنون و أخيها البكر مدرج بدماء ليست بدمائه ،  الحقيقة التي تعيشها مع هذه العائلة لا مفر منها ، في هذه الساعة المتأخرة  تحرص على إغلاق باب غرفتها  جيدا ، مع العديد من فناجين القهوة في ظرف ليل متخف ...


والدتها التي إعتادت على الوضع أكثر منها ، لايرف لها جفن حتى تتأكد من عودة زوجها الحبيب و إبنها المدلل ، متناسية مشاكل إبنتها المسكينة ، قبلا كانت تتسمر في سريرها لتخمد و تنام قبل عودة زوجها بدلا من أن تتلقى دلوا من سخطه و وابلا من شتائمه لأسئلتها القلقة عليه ، لكن الآن تغير كل شيء ، حين إعتادت على أعماله القذرة هو و قرة عينها ، ظالمون يعيشون ببذخ من دم الأبرياء و هي لا يفرق معها أي شيء ، أصبحت فرحة بعدد الفساتين و الهدايا الباهضة التي تتسوقها ببطاقة زوجها الثري ، هذا واقع العائلات الإجرامية في إيطاليا ...


مازالت تخجل من ماضيها الأسود عند إرتيادها للجامعة أول مرة ، عندما كانت تريد أن تعيش حياة الفتيات الأخريات ، كأي فتاة تواعد ، ترتاد المواعيد مع رجل واقعة في حبه ، يشتري لها المثلجات و يتنزهان في الشاطئ ، لكن كل ذلك تلاشى ، كان حلما سخيفا و مستحيلا ، فبعد مرور أسبوع واحد من مواعدتها لشاب أعجبت به ، فقط لتملئ الفراغ في قلبها ، أجبره والدها على الإنفصال عنها ، لأنه لا يناسب إبنته ، متحججا بأنه يبحث عن مصلحتها ولا شيء آخر ، كان هذا ماضيها  ... و حاضرها الآن محتجزة في هذا القصر في غرفتها ، و في درجها شهادتها الجامعية  - إختصاص حقوق - لا محل لها من الإعراب كانت أيضا حلما مستحيلا لها ، أن تصبح إمرأة قانون و على الجانب الآخر أبوها رئيس منظمة إجرامية خارجة عن القانون ، فالبنسبة لها الآن تلك الشهادة مجرد حبر على ورق تثبت أنها قضت ربع عمرها في الدراسة لا أكثر .

Obsession - هَوَسْ -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن