* تجاهلوا الأخطاء الإملائية *
.
.
.
....
و لما دخل المكان شامخ الرأس مستقيم الظهر ، عموده الفقري كان منتصبا بإستقامة و تكبر ، غابت الضجة في بياض الصمت بالمكان ، و ساد السكوت ، لم يتلعثم تفكيره في صياغة أسباب لصمتهم ، فالسبب واحد ، و هو حظور أجاوستينو فيسكونتي ... كان هناك حيث يجتمع جميع آل فيسكونتي ، أقصد عشيرة أفاعي صقلية ، متجمعون على طاولة الفطور ، و كل عيونهم منصبة عليه ، حظر زعيم La Cosa Nostra القادم ، الوريث البكر و الحفيد البكر لأعظم رجل في تاريخ إيطاليا بأكملها غوستافو فيسكونتي ، لقد كان جده ... و أجاوستينو كان حفيده ... الأكبر في العشيرة ، لم تكن الخلافة في هذه العائلة تجري على أسس السليل المباشر للعائلة أو أكبر وريث للملكية الإجرامية ، إنما كانت تؤخذ بقوة السلاح و كمية الجدارة ، التي يقدمها كل أحفاد الزعيم الحالي ، عندها يقرر من هو الزعيم القادم للعشيرة و المنظمة ، و لم يستطع أحد إنتزاع هذا اللقب من أجاوستينو ....
بعد تحديق طويل بهم ، سجل أولى خطواته ناحية الطاولة العملاقة نسبيا حيث يجلس الجميع ، آل فيسكونتي لم يكونوا بالكثيرين ، عالم الإجرام أجهز على نصفهم تقريبا ، من كانوا لا يستحقون البقاء ، أنهى أجاوستينو وجودهم هنا ، معتبرا إياهم عثرة في الطريق ...
جلس ، إستل سيجارة ، داعبها بين أصابعه الموشومة ، و لم يشعل عقبها بعد ، و عندها وقفت الخادمة إلى جانبه ، تصب له قهوة السوداء المعتادة ، بدون سكر و لا حليب ، و يديها كانت ترتجف و هي تفعل ذلك ، بالتأكيد هي مرتعبة ، فكرة أن تخدم أجاوستينو فيسكونتي وحدها تثير الرعب و تدب الخوف في داخلها ، فكيف و هي تحاول تجميع شتات نفسها المبعثرة من شدة التوتر و الرهبة جراء نظراته المضلمة تلك ... على الفور أنهت مهمتها و إنحنت بسرعة لآل الفيسكونتي و هربت من هناك ، تحت نظرات أنابيلا المستغربة ، هذه أول مرة تشاركم طاولة الفطور منذ زواجها ... في العادة كان يمنعها المدعو زوجها من النزول للدور الأول قائلا أنها لن تتأقلم مع جو العائلة المريب و هذا أفضل لها ، حسنا نصف كلامه كان صحيحا ، نظرت له بطرف عينها خلسة ، وجدته يعبث بهاتفه كالعادة بدون مبالاة ، لا لها و لا للعائلة بأكملها ....
شعرت بالفعل أنها وحيدة هنا ، حيث لا تاتيانا و لا إيدين ، حتى والدها الذي كان يقسو عليها إشتاقت له منذ زواجها ... الأمر أشبه بالخروج من متاهة نحو وكر ذئاب مظلم ، لم تكن تعلم أن هذا الزواج سيعذبها كثيرا ، هي الآن في شهرها الخامس و على وشك بلوغ السادس ، أندريا و منذ شجارهما ذاك ، بات الوضع بينهما مأساويا ، هه لا يهم ليس و كأنه كان يعاملها بحنان مفرط لتفتقده الآن ، هو يعاملها بجفاء أكبر من الذي سبقه قبل إعلانها خبر حملها للجميع ... لا أكثر فعليا ...
أنت تقرأ
Obsession - هَوَسْ -
Romanceتُعْطِيهِ كُلَ مَا تَمْلِكْ الحٌبْ ، الحَنَانْ وً العَطْفْ ، ثُمَ يَقْصِفُكَ بِأَرْوَعِ كَلِمَاتِ الِعَتابْ وَ تَجِدْ نَفْسَكَ تَتَسَاءَلْ ، مَا الذِي أَخْطَأْتَ فِيهْ ؟ Obsession - هَوَسْ - روايتي خيالية و لا علاقة لها بالواقع ، أي تشابه في أسماء...