Obsession - هَوَسْ -

4 - تقبل من الطرفين

* تجاهلوا الأخطاء الإملائية *

.

.

.

-هَوَسْ - Obsession

...

لو يعلمون فقط ماذا تفعل بهم حين تغمض مقليتيها ... إنها تقتلهم ...فقد صارت هذه هوايتها منذ زمن .... تقتلهم و تقتلهم ... حتى يصعب عليها في ما بعد تصديق أنهم لايزالون على قيد الحياة ...

***

تحب نفسها حينما تجلس بمفردها ، في مكان منعزل ، لا يهمها مالذي يحصل ... و كم تشعر بالضياع حين تكون في مكان مكتظ ، يعج بالناس و أصوات الضجيج ، تعريفها الوحيد للعالم أنه مزيف ... حين تخطو نحو الخارج تعود مجددا هربا من الزيف و الضجيج و تبدأ مشوار التعرف على نفسها من جديد كأنها لم تعرفها قط ....

كانت جالسة وحدها هناك ... في قاعة الإحتفال الكبيرة و هي تطالع الناس بنظرة ملؤها الفراغ و الوحدة و كذلك البرود ، لا تزال مصدومة مما حدث ، و لم تكن تعرف من قبل أن شعور الخذلان شديد على قلبها جدا ، كما عرفته اليوم ، ستحتاج إلى المزيد من الوحدة و الليل و العديد من فناجين القهوة و أوراق تكتب فيها حواراتها مع نفسها الضائعة ، تطرح فيها ما حدث اليوم ، و الصدمة التي إجتاحتها عندما تلقت وابلا من سهام الخيانة و الخذلان كما سمتها هي ...

كانت تتكلم مع نفسها بين الفنية و الأخرى و تفكر ... كيف ؟ كيف حصل هذا ؟ لما أخفقت ؟ لما لم تكن بتلك القوة ؟ هاهي تسخر من نفسها و هي تقول : أنا مجرد كائن يعيش بلا هدف ، تمنت لو كانت قطا أو كلبا و أو فأرا ، حتى أنها تمنت لو كانت دجاجة ، نعم إنها الخيار الأمثل لها ، تركت البؤس يهزمها و تركت الحياة تركلها ، كل ما أرادته هو معرفة السبب ، لما خسرت صديقتها الوحيدة ، أنيستها ، فرحتها ، و أختها ، و الأهم من ذلك لما خذلها ذاك المدعو أجاوستينو فيسكونتي ؟ ...

توقفت فجأة عن التفكير عندما لمحته من بعيد ، واقفا يتكلم مع شقيقه و بعض الحراس ، لاحظت أن المكان حقا مؤمن بحراسة شديدة و مكثفة ، بعض الرجال كانوا تابعين لمنظمة كامورا أما البقية فكانوا رجال أجاوستينو ، مناسبة كهذه سيستغلها كثيرون للإطاحة بأكثر عصابتين تشكلان تهديدا بتحالفهما معا ...

 المافيا الإيطالية الصقلية La cosa nostra باللغة الإيطالية تعني " الشيء أو الأمر الخاص بنا " أقوى منظمة إجرامية  في تاريخ البلاد منذ القرن التاسع عشر حتى الحكومة لم تستطع الإطاحة بها ، بإختصار هم يسيطرون على كل شيء ... تطورت منظمة سرية أخرى تدعى كامورا في نابولي في إيطاليا و كلا هذه العصابتان تشكلان خطرا على المجتمع الإيطالي كافة ...