Part : 16

233 10 3
                                    

سبحـان الله وبحمـده.
سبحـان الله العظيـم.
اللهـم صـل وسلـم علـى نبينـا محمـد.
.
.
« فـي المُستشفى »
هدئت الضجه و عم الهدوء في أرجاء المستشفى و لكنّ هذا هدوء لم يكُن هدوء راحه ، إنما هدوء لِـ سماعهم صوت توقّف النبض .. زفرّ بِـ ألم شديد و بدأ يُحوقل ، وجه أنظاره لِـ الممرضات اللواتي ساعدنه ، أتجه الى المخرج و ما إن خرج نطق بـ كلمات و جُمل صعبة و ثقيلة علّى قلب هذان الوالِدان : راضين بِـ حُكم الله و قدره صحيح ؟ ، احسن الله عزاكم انتقل الاستاذ و الاخ صالح الى أرحم الراحمين ، جبر الله قلوبكم و عوّضكم .
خارت قواها و لم تعُد اقدامُها تستطيع حمّلها اكثر بعدّ تعرُضها لِـ هذه الصدمه ، ف تراجعت حتّى أرتطم جسّدها في الجدار و هي تُردد : لا حولا ولا قوة الا بالله ، إن لله و إن إليه راجعون ..
أما والده فـ هو لم يستطع تحمل خبّر وفاة ابنه و ضلعه الوحيد فـ خانته دموعه و قام بِـ التلثم ، فـ هذا قضاء و قدر ولا يستطيع ان يُعارض ما كتبه الله له و لِـ إبنه .
-
في نهار اليوم التالي و تحديدًا بعد ما تم الدفن و الصلاة عليه ، بدأ الرجال و النساء يتوافدون الى منزلهم و يلقون عليهم التعازي و كأن بِـ حضورهم يؤكِدون لهمّ وفاة إبنهم الوحيد و الرُوح التي كانت تحيّي هذا المنزل ، أستمرّ هذا الحال حتّى انتهى ثالث ايام العزء بِـ حُزن مُخيّم علّى المنزل .. و بِـ هذا تنتهي قصة شخّص عانى مِن الفقدان بعدّ الم و تعبّ ، بدأت مأساته بِـ فقد و إنكِسار من حبه الاول و انتهت ايضًا بِـ فقدانه لـ روّح و إنسانة رمّمت هذا الإنكسار لكنّه بِـ فقدِها فقد روحّه معها ..
-
« عنـد فـاتن و مجـهولنا »
فز جسّدها لِـ حدة صوته تقدمت حتّى صعدت السيارة ، بعد عدة دقائق توقّفوا ، سحبها بِـ قوة آلمت رسغها ، و ما إن اصبحت داخل المنزل او ما يُسمى بِـ القفص حتّى امتلأ المكان بِـ صوت الضحك : ولله سويتها و جبتها بنت علي ! .
دفعها بِـ قوة علّى الارض حتّى تؤهت مِن الالم ، إبتسم بِـ هدوء و أردف : هذي هي عندك و الحين عطني حصتي ! .
دخل يده في جيب و أخرج كيس مملؤ بِـ اكياسًا اُخرى و قام بِـ رميها عليه : هاكك هذّي حصتك ، شغلك انتهى معي تقدر تتوكل .
امسك الكيس و أنظاره علّى التي اعتدلت بِـ وقوفِها ، إبتسم بِـ خُبث مُبتعِدًا عن هذا المنزل و أردف : بـ التوفيق و مبروك مُقدماً .
زفرت أنفاسها و هي تقوم بِـ شتمة بِـ كُل ما تملك رُغم عدم معرِفتها له ، يجول في ذهنها اسأله كيف يعرفُها و لماذا يفعل هذا بِها ، و الاهم من هذا كُله من هذا الي امامها !! .
تقدّم لها و الإبتسامة تُجمل ثغرة و بِـ هدوء بدأ صوت تراطم يديه يصدح في المكان ، و ما إن اصبح الفرقُ بينهُما خطوة واحدة توقف بِـ خطواته و وضع يده خلف ظهره مُردفًا : حياك الله ي بنت علي او بِـ الاصح ي حرم عُدي .
أرتسمت علّى ملامح وجّهها الكُره و أردفت : الله لا يحيك وععع .
أغمض عيناه بِـ هدوء يوضّح لها انه يحاول السيطرة علّى اعصابه ، لكن باغتتها يده مُتخلجه شعرها بِـ عُنف و أردف بِـ صوت حاد و قاسي : إناقي ألفاظك ي بنت علي لا الحين اساويك مع الارض !! .
أمسكت يده مُحاولة الافلات مِنه : تحلم و أنسى اني احترمك ، ما تخاف ربك !! ما تخاف ربك تسوي كذا ، ما عندك خـ ..
إنبترت جُملها و آلمها فكُها بِـ شكل كبير بسبب صفعته القويّة ، أمسك فكها و رفعه نحوه بِـ قوة : أسمعيني زين ونا ولد خالد بس يطلع لك صوت راح تندمين ، فاهمه !! .
هزّت رأسها بِـ الإيجاب ، إبتسم بِـ إنتصار لِـ رضوخها له حتّى داهمته بِـ عضِها لِـ يده و أعتلى صوت صُراخه المكان ..
-
قام بِـ ركن سيارته و اتجه إلى الداخل ، صادف امام الباب وِشاح و دفتر تُقلّب اوراقه بِـ فعل الرياح ، عقد حاجِبيه و اقترب وهو يحمل الدفتر لِـ رؤية مُحتواه ، إبتسم لِـ معرفته لِـ صاحبة الكِتابات و حمل الوِشاح مُتجهًا إلى غرفتها ، طرق الباب و لم يتلقى أي رد فـ تبادر إلى ذِهنه انها كـ عادتِها تُصلّي الوتر ، فتح الباب بِـ هدوء استغرب عدم وجود أي ضوء ، بحث بِـ يده عن مِفتاح الاضاءة و ما إن وجده إعتلى وجهه ملامح الصدمة و أن سريرها فارغ .. خرج من الغرفة بسرعة و بدأ بِـ البحث عنّها في ارجاء المنزل و الأفكار تطاردة و تنهج عقله بِـأبشع الامور ، أخرج هاتفه مُسرعًا و إتصل علّى عُدي مرر يده داخل شعره المُبعث مُنتظرًا رده ، و بِـ الفعل !! ما هي الا عدة ثواني و وصله صوت عُدي المُنهمك بِـ العمل ، أردف بِـ صعوبة و فُقدان لِـ الامل : تعرف وين فاتن ؟ .
إنقلبت ملامح وجهه بِـ خوف ، إستقام بِـ إستعجال نافيًا لِـ الامر الذي راوده : وش تقول انت !! .
زفّر بِـ ضيق ، شد علّى شعره و أعاد جُملته : تعرف وين فاتن ؟ .
اتجه إلى سيارة مُسرعًا و أردف : شلون اعرف وين هي ونا بالشركه ! .
هزّ راسه بِـ إنزعاج : مدري قلت يمكن متصله عليك ! .
زفر بِـ عصبية و أردف : خلااص انت كمل تدوير عنها ونا برسل الي عندي .
أغلق هاتفه و أتجه كُل منهما للبحث عنها ، عبدالله اكمل البحث في المنزل و حوله ، اما عُدي فـ إتصل علّى رجاله لِـ تتبُع و معرّفة مكانها .
-
كان الإرهاق مسيطر علّى اجسادهم ، و عقولهم تجاهد لـ أجل أبقائهم واعيين .. بعد بحث استمرّ لـ يومين دون جدوى ، دونّ إيجاد دليل واحد يدلهم علّى مكانها ، بدأ فقدان الامل يرتسم علّى ملامحهم ، جاهدوا بِـ البحث و البحث ..
نبشوا الرياض من اصغر و أقدّم احيائها الى اكبرها و اجددها دوّن جدوى ..
رجعوا لـ البيت محمّلين بـ هموم كثيرة ، فقدانهم لـ شخص عزيز يرسم البسمة علّى ثغرهم ، أنسانه كان زولها يزيل ثقل التعب و أبتسامتها تعيد نبض ارواحهم ..
-
اما في الجهة المُقابلة ، في منزل قلوب اصحابه ارتبطت لِـ تكون هذه المشاعر ، التي هي بِـ مثابة حديقة مليئة بِـ ازهار مُختلفة  و كُل نوع يُعبر عن إحدى انواع الحُب .
كانت جالسه لـ وحدها في البيت تتابع احدى أفلام ديزني المُفضله لها مع كوب فيه مويه و ثلج ، كانت مُنسجِمة مره و مشاعرها تتغير في كُل ثانية ، مره تبكي و مره تضحك .. مره تعصب و مره تخجل .
صف سيارته متوجهه لـ البيت بـ لهفة لـ صاحبة هالقلب الي ينبض بين ضلوعه ، فتح الباب مستغرب الهدوء و عدم وجودها لِـ استقباله كـ العادة و قفزها لِـ احتضانه .
سمع صوت التلفزيون و أبتسم على عادتها ، كل ما تطفش و تحس بـ فقدان شغف تتحدى نفسها بِـ إنهاء الترتيب و و تكافئ روحها بِـ متابعة احدى افلام ديزني .
توجه لها بـ هدوء يمشي على اطراف اصابعه الى ما صار خلفها بـ الضبط ، لاحظ تركيزها على الفلم و ما إن حس بـ نغزه بـ قلبه رفع صوته قاصد تخويفها .
فز قلّبها لـ درجة إحساسها بِـ ان روحها طارت و قلّبها سقط بِـ الارض ، لفت راسها بسرعة من حست بِـ يدينه ترتكز على خصرها ، قضبت حواجبها و أردفت بِـ غضب : عنّاااد ! ابعد يدكك ، مجنونن انت ولا ايش ؟ ليش تخوفني كذا قلبيّ طلع من مكانه !! .
ارتكزت عيونه على ملامح وجّهها المعصبة ، اقترب منها بِـ إبتسامه و قام بِـ احتضانها و هو يمسح على ظهرها كـ الطفلة : بسم الله على قلّبتس ي حرم عنّاد ، و اذا كل هالعصبيه علشان قلبتس ابشري أعطيتس قلبيّ ولا يهمتس .
بادلته الحضن ، ارتكزت يدينها على ظهره و بـ حركه سريع قرصته : لا بالله !! تعتقد إني برضى الحين ؟ .
ضحك علّى حواجبها المُنعقده ، رفّع سبابته و وجّهها حتى ترتكز بين حواجبها و أردف : عدلي حواجبتس ولا يصير عندتس تجاعيد من الحين ، وش تبينن اقول لـ بزراننا اذا جو و سألون وراه ماما عنده تجاعيد و انت لا ؟ .
ضحكت بـ خفّه ، فتحت يدينها تنتظره يحضنها و أردفت بعد ما حضنها : قول لهم انك كنت تخوفني و تخليني أعصب عليك .
-
-

يا فاتنة الرُوح،  رُدي لي رُوحي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن